20.8°القدس
20.54°رام الله
19.42°الخليل
25.68°غزة
20.8° القدس
رام الله20.54°
الخليل19.42°
غزة25.68°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

خبر: فلسطينيات أسماؤهن "عورة" يستوجب سترها!

عبد الله عيسى

فاجأتني عدد من بطاقات الدعوة للأفراح التي بدأت ترد لمنزلنا مع بدء "موسم الأعراس"، بخلو اسم العروس من بين سطورها، ويتم تشفيره بكتابة الحرف الأول من اسمها اذا ما كتب باللغة الإنجليزية. فبطاقات أو "كروت" الأفراح وهي رسالة تسلم باليد يطلب من مستقبلها الحضور لحفل الزفاف، وأصبحت اليوم هي جزء من عادات وتقاليد يحرص عليها الناس في أغلب بقاع الأرض. لم تعرف هذه البطاقات إلا بعد اختراع المطبعة من قبل "يوحنا غوتنبرغ" في منتصف القرن الخامس عشر، وازدهرت مع اختراع الطباعة الحجرية في نهاية القرن الثامن عشر، والتي مهدت الطريق لتصبح هذه الدعوات في متناول الطبقة الوسطى. وفي فلسطين عرفت "الكروت" بعد دخول المطبعة على يد خليل نصر مطلع القرن الماضي، وأصبحت جزء من تقاليد الزفاف خلال مطلع القرن الحالي، أما في السابق كانت هذه البطاقات مرفوضة من قبل الكثيرين، بل كان بعضهم لا يلبي دعوة "الكرت" على اعتبار أنها "قلة قيمة"، وكانوا يرفضون أن تحل محل عاداتهم، حيث كان يكلف أحد رجال العائلة المقربين من العروسين للقيام بمهمة الدعوة. وتتألف اليوم بطاقات الدعوة في غزة في مجملها من سبعة عشر عنصراً , تبدأ بالبسملة فآية قرآنية أو حديث نبوي شريف أو أبيات من الشعر, عنوان البطاقة, الدعاء للعروسين, ومضمون الدعوة من داعِ ومدعو، وزمان ومكان، واسم العريس وعروسه، ثم تهنئة للعروسين ، وتختتم ببعض الملاحظات والتوقيعات، كما يوجد للمسيحيين صيغة أخرى، وفقا لدراسة صادرة عن الجامعة الإسلامية. لكن الملاحظ في الاونة أن كتابة اسم المخطوبة في هذه البطاقات بات "مرمزا" بالحرف الأول من اسمها باللغة الإنجليزية، ويعود ذلك لقناعات في أذهان هؤلاء أن اسم الأم، والأخت، والزوجة من الأمور الخاصة جداً والتي لا يمكن البوح بها علناً أمام الناس. ففي بعض المدارس اليوم تحصل بها مضاربات بين الطلاب بسبب السؤال عن اسم الأم، أو أن يشتمه به (يابن فلانة)، ولهذا السبب امتنع أحد الشباب المقبلين عن كتابة اسم مخطوبته في بطاقة الزفاف. ويبرر تصرفه هذا قائلا: "لم اكتب اسم زوجتي ليس خجلا من اسمها، وانما تجنبا للمشاكل، لأن هنالك أشخاص من الأقارب والمعارف تصبح على ألسنتهم اسم الزوجة والاستهزاء به، ويعلقون تعليقات سخيفة، وعندما أنجنب اطفالا ان شاء الله لا ينادونهم الا يا ابن فلانة (باسم امه)". ويعتبر الامتناع عن ذكر اسم المرأة، جزء من العادات والتقاليد التي تمنع ذكر اسم المرأة أمام الأجانب، واليوم كثيرون الذين يطلقون على الزوجة اسم "الأهل" "العائلة"، "العيال"، "الجماعة"، وفي حالات الوفاة يذكرون أنّ المتوفاة هي "أم فلان" واسم عائلتها، وإن لم تكن متزوجة فيكتب "بوفاة ابنتهم" دون التطرّق لاسمها الخاص. أصحاب المطابع بدورهم يقومون اليوم ببذل قصارى جهودهم من أجل اقناع الشباب المقبلين على الزفاف بالعدول عن قرارهم، على اعتبار أن عدم مناداة المرأة باسمها فيه نوع من "الإهانة" لها، وهو أيضا ليس من الدين الإسلامي. وبحسب محمد الفيومي مدير مطبعة أمواج، فإن مساعيهم جوبهت بالرفض، لأن هؤلاء يتمترسون خلف مجرّد عادات وتقاليد "بالية"، فعلى مدار عمله في هذا المجال لمدة عقد من الزمن، لم ينجح سوى في إقناع شابين فقط من الذين تحدث معهم بالعدول عن قرارهم. هذه التصرفات دفعت المربي نصر فحجان، لمخاطبة هؤلاء الشباب بأن يحترموا زوجاتهم، ورأى أن من دلائل احترام الزوج لزوجته الاعتراف باسمها وعدم التنكر له، وأنه من لوازم الإشهار أن يعرف الناس اسم كلا من الزوجين، منوها إلى أن اسم الزوجة ليس عورة، وليس عاراً، وليس رجساً. ويتفق الدكتور ماهر السوسي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون في الجامعة الإسلامية، مع فحجان باعتبار أنه تصرفا غير مفهوم، فلا يوجد أي حرج أو مانع من ذكر اسم الزوجة، ولو كان ذلك لما عرفت أسماء زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام، ولما ملئ اسم عائشة رضي الله عنها الكتب والمؤلفات، بل إن هناك سورة في القرآن مسماة باسم امراة وهي سورة مريم. وما دام "التستر" على اسم الزوجة في بطاقات الأفراح موضوع لا أساس له في الدين الإسلامي، بل مجرد نوع من "الغيرة" و"الحرج"، يجب على "هؤلاء" أن يجيبوا على هذا السؤال، هل أنا أشد غيرة على زوجتي من سيد الخلق؟!