أطفالنا فلذات أكبادنا ،وزينة الحياة الدنيا ولذتها ، يحيلون الحياة مهما توغلت في الصعوبة والكدر إلى رياض جميلة تمتلئ بالسعادة والفرح والمرح والضحكات العالية . ليس مقامي هذا لأتحدث عن هذه النعمة العظيمة والمنحة الجليلة واللؤلؤة المكنونة ، بل حديثي ينصب على مستقبل هؤلاء الأطفال الذين قالت إحصائيات كثيرة ومتعددة أنهم يشكلون نسبة كبيرة من مجموع الشعب الفلسطيني . وحسب ما أورد الجهاز المركزي للإحصاء فقد بلغت نسبة الأطفال الفلسطينيين في عام 2000 نحو 53.3% من إجمالي السكان في الضفة والقطاع ، وتشرف عدة جهات على توفير التعليم المدرسي لهؤلاء الأطفال، منها الحكومة التي توفر التعليم المدرسي لـ 62.2% من مجموع الطلبة، بينما توفر وكالة الغوث التعليم لنحو 23.6% من الطلبة، أما النسبة المتبقية فيوفرها القطاع الخاص. هذه النسبة العالية للأطفال من الشعب الفلسطيني تمثل قنبلة بشرية يخشاها الكيان الصهيوني بكل تأكيد ، فهم ولا شك جيل التحرير القادم الذي لم يتعرض لإهانة مباشرة من الاحتلال أو احتكاك تجعل في نفسه خوفاً منه أو خنوعاً ،ولذلك فلنكن جميعاً على قناعة تامة أن هذا الجيل هو جيل النصر والتحرير والتمكين . ولأجل أن يتحقق في الجيل القادم من أبنائنا ما نتنبأ به كان من الواجب علينا القيام بأمور كثيرة تجعل منهم جيلاً يعتمد عليه في تحرير الأرض وتطهير القدس ورفع راية الإسلام في كل مكان . وسأسلط الضوء هنا على قضية في غاية الأهمية قد يراها البعض غير ذات أهمية ولكني والله أرى أنها مهمة لدرجة كبيرة إنها رياض الأطفال . فلقد تعلم جيلنا في رياض الأطفال التابعة للجمعية الإسلامية والمجمع الإسلامي ، ولقد شهد الكل ، العدو قبل الصديق أن هذه الرياض كانت على مستوى عال من الجودة والقدرة على التأثير في أطفالنا . وعلى صعيدي الشخصي فلا زلت أتذكر بعضاً من أناشيد ، وبعضاً من مواقف حصلت معي في روضة الفردوس التي كانت تتبع الجمعية الإسلامية في خانيونس ، تعلمنا منها الكثير مما لا زال محفوظاً في الذاكرة كأساس متين لكل ما تعلمناه بعد ذلك . ولذلك فمن الواجب اليوم على مؤسساتنا الإسلامية أن تنظر بعين الجدية إلى المراكز التعليمية التي تستهدف سن الطفولة على وجه التحديد وخاصة رياض الأطفال لما لها من أهمية بالغة في تنشئة جيل النصر المنشود . أقول هذا الكلام في الوقت الذي تسارع بعض المؤسسات ذات الأجندة غير الإسلامية إلى افتتاح رياض للأطفال على مستوى عالي من التجهيز والكفاءة ، بينما تحتفظ مؤسساتنا الإسلامية بمقرات رياضها منذ التسعينات كما هي في كثير من الأحيان ودون تطور أو آليات جديدة تجعل سمعتها تعود لما كانت عليه .. أتمنى ذلك . ختاماً :التعليم في الصغر كالنقش على الحجر ،لذلك فإن سعينا لتعليم أبنائنا وأطفالنا منذ الصغر كيفية قراءة وتلاوة آيات كتاب الله و حفظ ما تيسر منه يقوي إيمانهم ويجعلهم أكثر نضجاً وأكثر قدرة على التعامل بالأسلوب الأمثل مع مشكلات الحياة بأسلوب راقٍ دون أي تعثر أو إخفاق ، وهذا ما نرجوه لجيل نعقد عليه كثيراً من الآمال .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.