مع وصول الإنتاج الأمريكي من النفط الخام إلى ذروة غير مسبوقة وارتفاع نسبة المخزون منه، يكون ميدان الطاقة في العالم قد بدأ يخط الأحرف الأولى من صفحة جديدة في التاريخ. ووفقا لأرقام رسمية كانت الولايات المتحدة أكبر المنتجين خلال عام 2012 من حيث زيادة الإنتاج التي بلغت 14 بالمائة أي بنحو مليون برميل يوميا. ولمدة عام لم يتجاوز سعر البرميل حاجز 100 دولار رغم أنه بقي متأرجحا تحته قليلا، وهو ما زاد من خفض سطوة الأسواق. ورغم أن أوبك تبقى مسيطرة على نصيب الأسد من مخزون النفط العالمي إلا أنّ قدرة المنظمة على إبقاء الأسعار في مستوياتها الحالية ستكون تحت تحديات جسيمة. ووفق للمحللين سيكون مستحيلا أن نرى سعر البرميل يتشكل من ثلاثة أرقام في العقد المقبل. وحتى في حال ما إذا لجأت أوبك إلى خفض الإنتاج لرفع الأسعار على المدى القصير فإنّ ذلك سيكون سيؤدي إلى خسائر على المدى الطويل، وفقا للمحللين. [title]أمريكا ستتخطى السعودية [/title] وزيادة على بلوغ الإنتاج الأمريكي مستوى قياسيا، وصلت أيضا مستويات الإنتاج في السعودية وقطر والإمارات سقفا غير مسبوق. كما أن الإنتاج الليبي استعاد انتعاشه بقوة بعد فترة انحفاضه خلال الحرب الأهلية. ومنذ 2008 تزايد الإنتاج الأمريكي بكيفية واضحة لاسيما مع بدء استخدام التقنية الهيدروليكية في شفط النفط من الصخور التي تقع تحت سطح الأرض بمسافات عميقة. وتثير تلك التقنية جدلا واسعا بسبب مخاوف من كونها ربما تؤثر على نوعية المياه وآثارها على البيئة. لكنها مع ذلك ساهمت بكيفية ملحوظة في انتعاش اقتصادي تعيشه عدة أنحاء من أمريكا الشمالية. أيضا..أمريكا ستضاعف وارداتها من النفط القذر واستفادت الأنحاء التي تطبق فيها هذه التقنية ولاسيما في داكوتا وتكساس حيث شهدت حركة أموال تجاوزت 60 مليار دولار وانتعاشة في الوظائف بعد أن تم توفير 120 ألف موطن عمل. وبحلول 2020 سيكون قطاع النفط في الولايات المتحدة يشغّل ثلاثة ملايين شخص.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.