18.02°القدس
17.74°رام الله
16.64°الخليل
22.81°غزة
18.02° القدس
رام الله17.74°
الخليل16.64°
غزة22.81°
الجمعة 11 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: "إنجليزية معربة" تغزو حياتنا وتهدد هويتنا

جولة سريعة منك، في أسواق قطاع غزة الرئيسية ومراكز المدن، وبنظرة خاطفة إلى الإعلانات و لافتات الدكاكين، المحلات وكل ما هو معروض للمارة، تجد نفسك مذهولاً أمام أسماء ومسميات "إنجليزية معربة". ظاهرة تتوسع شيئاً فشيئاً لم تقتصر على الشارع فحسب بل امتدت لتقتحم عالم الأعمال والخدمات كشركات، ومشاريع ترفيهية وخدماتية مثل المطاعم، الكافتيريات، الكافيهات والاستراحات، قلما تجد فيها اسماً عربياً "بلا ملحقات معربة". حتى في أحاديثنا، يحاول الكثير أيضا ادخال مصطلحات وكلمات إنجليزية "معربة" في ثنايا أي نقاش وحوار، الأمر الذي دفع الكثير من النقاد والكتاب إلى عقد مؤتمرات وأبحاث للتحذير من ضياع الهوية الثقافية خاصة ونحن نعيش عصر العولمة والمعلماتية. وتشغل لغة الضاد مركزاً جغرافياً مهماً في العالم, لها تاريخ طويل متصل, يصل إلى أكثر من 1600 سنة فهي لغة القرآن, وهي لغة أدب وعلم ، وأثبت علمياً أن المشكلة لا تكمن في اللغة العربية لاسيما أنها غنية بالمفردات التي تفتقر إليها اللغات الأخرى كما تحتوي على الجماليات الوصفية والانشائية والصوتية التي تميزها عن غيرها. موقع [color=red]فلسطين الآن ،[/color] يستعرض آراء بعض النقاد والأكاديميين حول هذه الظاهرة، وأثرها على مستقبل اللغة العربية وما السبيل إلى الحل. [title]الداء[/title] الكاتبة والناقدة زينب العسال ربطت بين انتشار هذه الظاهرة والموقف الثقافي والحضاري للأمة العربية عموماً، "فلو أننا كأمة نملك موقفاً قوياً في العالم، لما استطاعت اللغات الأجنبية أن تغزونا، ولكن لأننا الأدنى فإن لغة الآخرين (الأقوياء) تصبح هي النموذج الأمثل. وتنبه إلى ما هو "منتشر في اعلانات طلب عمال، أو ترى شرطاً أساسياً، وهو اجادة اللغة الانجليزية أو الفرنسية، دون اهتمام بمدى جودة اللغة العربية، ولا بمدى سلامتها، وهم يطلبون اللغة الأجنبية لأنها الأكثر انتشاراً وتأثيراً، وبالتالي تصبح لغتنا هي الإنجليزية وهي التي نعمل على أساسها، وليس العربية، كما هو بديهي. وما زاد من انتشار الظاهرة أيضا هو تعامل الناس مع مفردات وآلات أجنبية، فوجود الكومبيوتر فرض كلمات مثل "تشات" و"ماسيج" و... وغيرها، وإن كانت الناقدة العساف ترى أن ذلك ليس مبرراً لانتشارها على ألسنة الناس وفي الأدب بعد ذلك. وتقول العسال:" في ما مضى كنا نقول برافو، وباي، واعتدنا على هذه الكلمات، وأصبحت جزءاً من حياتنا، واستعضنا بها في كثير من الأحيان عن كلماتنا العربية ". وحذرت من أن تطغى الكلمات الجديدة على الكلمات العربية الأصيلة، مشيرة إلى أن البعض يستخدم مثل هذه الكلمات للتفاخر، ليس أكثر وعلى اعتبار التمايز، والاختلاف ، لكن هذا في النهاية لن يجعلنا - في اعتقادها ـ سوى مسوخاً مشوهة لهذه اللغة. [title]ضياع الهوية الثقافية[/title] من جهته، يرى الناقد أحمد الخميسي أن انتشار الكلمات الأجنبية في اللغة العربية وفي اللغات الأخرى يمثل ظاهرة طبيعية، لأن هناك تفاعلاً بين اللغات يجعل الكلمات الأجنبية تدخل إلى اللغات الأخرى وهناك كلمات عربية موجودة في اللغات الأجنبية، الانجليزية والفارسية والتركية، وفي الروسية هناك كلمات عربية كثيرة". لكن المشكلة في اعتقاد الخميسي، تنشأ حينما تتزايد هذه الظاهرة ، بحيث يصبح انتشار اللغة الأجنبية ملمحاً سياسياً، وهو ما يمثل في حقيقة الأمر وجهاً من أوجه ضياع الهوية الثقافية. ولفت إلى أنه في أحد الأوقات في فرنسا صدر قرار يمنع منح تراخيص للمحلات التي تطلق عليها أسماء أجنبية ، وذلك من منطلق الحرص على اللغة الفرنسية. وعدّ التزايد الذي نلمسه في استخدام اللغات الأجنبية يمثل قدراً كبيراً من الاستسلام والانسياق لتقليد الأجنبي والسباق للانبهار بالأجنبي ، مشيراً إلى أنه في ما مضى كانت المحلات التجارية يطلق عليها اسم "دكان|، أما الآن فأصغر (كشك) يسمي نفسه سوبر ماركت. ويعتقد الخميسي أن ما يحدث الآن " هو ظاهرة سلبية، ولا يمكن القبول بها إلا في حدود قليلة، وهي حدود التفاعل الصحي، "ولكن التضخم الذي يحدث عندنا إنما هو مؤشر على أن هذه ظاهرة سلبية". ولا يتخوف الخميسي على اللغة العربية من مثل هذا الاستفحال والتضخم، لأن اللغة العربية استطاعت منذ بداياتها الدفاع عن نفسها، رغم كل محاولات التغريب التي حدثت، وما زالت تحدث". [title]الدواء [/title] بدوره، قال أستاذ اللغة العربية أحمد كامل أن مسؤولية حماية اللغة من الانهيار تقع على عاتق المؤسسات التربوية والأسرة والمجتمع الأهلي والحكومات داعيا الى تضافر الجهود من أجل انقاذ اللغة العربية. وحذر من أن بعض الأسر تخاطب أبناءها بلغات أجنبية وتشجعهم على ذلك لاقتناعها بأن اللغات الأخرى أكثر أهمية من اللغة العربية مؤكدا أن هذا خطأ كبير يجب تداركه من الجميع. وأسف لابتعاد الشباب عن لغتهم العربية لافتا الى أن هناك جامعيين يعجزون عن كتابة نص عربي بشكل صحيح فضلاً عن عدم تمكنهم من قراءة الحروف الأبجدية أو النصوص اللغوية بشكل متقن. ويوصي خبراء وباحثون بتحصين اللغة العربية وإصدار القوانين للمحافظة عليها ، والتركيز في مراحل التعليم المختلفة على اللغة العربية وعدم مزاحمة اللغة الأجنبية لها ، وأن يكون التدريس في المرحلة الابتدائية باللغة العربية فقط مع التأكيد على ضرورة منع الكتابة باللغة الأجنبية أو كتابة أسماء أجنبية بحروف عربية على واجها المحلات التجارية . ويتحدث أكثر من 300 مليون شخص حول العالم اللغة العربية والتي تعتبر لغة رسمية في 23 بلدا فضلا عن المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو) إضافة إلى منظمة الصحة العالمية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والعديد من المنظمات والهيئات حول العالم.