مازال تفاعلنا مع قضية الأسرى بحاجة إلى تصعيد، وبحاجة إلى تحريك الشارع كل الشارع في غزة والضفة والقدس وفي أي مكان يسمح به فلسطينيا وعربيا، لأن قضية الأسرى الفلسطينيين هي قضية إنسانية في المقام الأول قبل أن تكون قضية سياسية تتعلق بشعب يريد التخلص من الاحتلال. قلنا إن الأسرى لا يكفيهم الكلام والشعار والخطابة وحدهم، بل هم بحاجة إلى كل أداة يمكن أن تكون فاعلة في تحقيق المساندة لهم، وعلى رأس هذه الأدوات المقاومة وخاصة في الضفة الغربية التي تشكل الخاصرة الضعيفة للاحتلال، وبالمقاومة يمكن أن نوصل رسالة الأسرى وفي نفس الوقت هذه المقاومة ستشكل رادعا لشذاذ الآفاق من المستوطنين الذين أخذوا على عاتقهم ضرب الاقتصاد الفلسطيني والاعتداء على المساجد والمقابر. هذه الخيمة الحزينة التي تقف شامخة أمام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة تشكو من قلة زوارها من المواطنين والمسئولين، وشوارعنا بكت بعد أن سيرت حركة حماس والجهاد المسيرات المساندة لقضية الأسرى، وتترقب أن تعود هذه القوى وتعود بقية القوى الفلسطينية لتلتحم مع بعضها البعض في مساندة قضية الأسرى. وشوارع الضفة أكثر بكاء، كونها تتشوق إلى زحف الجماهير من أجل أن تعبر عن موقفها من هذه القضية الإنسانية الوطنية الأكثر إلحاحا من أي قضية أخرى بل قد تكون مقدمة لتحرير الأرض التي يمكن أن تنتظر، أما هؤلاء الأسرى فهم أولوية، فأعمارهم تنقضي وشبابهم يذوب خلف القضبان، وآباؤهم وأمهاتهم يموتون ويدفنون دون أن يراهم الأبناء المعتقلون من عشرات السنيين. الأسرى بحاجة إلى أن يضع الجميع يدا بيد وكتفا بكتف وقدما بقدم، ننسى خلافاتنا ونوحد صفوفنا، لأن قضية الأسرى أكبر من تنظيماتنا ومن شخوصنا، لأن هؤلاء الأبطال ما سجنوا لأنهم يعربدون أو يسرقون، بل كانوا يقاتلون من أجل وطن سليب وحرية شعب ضاعت في دهاليز الأمم المتحدة. الأيام تتوالى وهم مضربون عن الطعام، اليوم الرابع عشر وقد يستمر هذا الإضراب إلى أيام كون المحتل مازال يصعد ضد الأسرى ويمارس سادية بحقهم من عزل وحرمان، وأمام هذه الممارسات يعلن الأسرى إصرارهم على مواصلة إضرابهم حتى تحقيق مطالبهم ووقف جرائم الاحتلال بحقهم، وقد يستمر هذا الإضراب لأيام إضافية فيها تهديد لحياة الأسرى والأسيرات، خاصة بعد أن انضم الأسرى المرضى للإضراب. الاحتلال وإدارات سجونه لن يتوقفوا ما لم يكن هناك ضغط كبير عليهم، هذا الضغط يجب ألا يتوقف على الأسرى وحدهم، بل يجب أن يتعداه ليشمل الكل الفلسطيني، قضية يجب أن تفعل وعلى الفور وألا نكتفي بما فعلنا وهم جزء من كل، لذلك يجب أن يبقى التحرك فاعلا ومؤشرا بمشاركة كل القطاعات، بل أن يكون تحركا فاعلا ومؤلما للعدو، لأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة القوة، وعليه على المقاومة من تتحرك وألا تتوقف عند حدود فلسطين بل أن تتعدى ذلك وتقوم باختطاف جنود وصهاينة من أي مكان، فإذا لم يقدر الفلسطينيون فلا بد أن تتفاعل قطاعات عربية وإسلامية في هذا الاتجاه وتقوم بأسر صهاينة كوسيلة ضغط على دولة الاحتلال، هذه هي الوسيلة الأكثر فاعلية ويجب أن تُفَعَّل بقوة وعلى وجه السرعة
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.