10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
15.9°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة15.9°
الخميس 05 ديسمبر 2024
4.6جنيه إسترليني
5.1دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.6
دينار أردني5.1
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: (38) عاماً على آخر الحروب المصرية

قبل أيام قليلة كانت الذكرى الـ(38) لحرب أكتوبر 1973 ، التي تسميها (إسرائيل) بحرب يوم الغفران . مياه كثيرة مرت تحت الجسر في الفترة الممتدة من 73 – 2011م . كامب ديفيد ، وتطبيع العلاقات الرسمية بين القاهرة وتل أبيب ، وفاة السادات ومناحيم بيغن الموقعين على كامب ديفيد ، ولعل آخر المارين تحت الجسر الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك . قبل يومين خطب المشير محمد طنطاوي بصفته رئيس المجلس العسكري الحاكم في القاهرة بمناسبة 6 أكتوبر 2011 باعتبار أن السادس من أكتوبر من كل عام هو يوم وطني بامتياز ، لأنه يوم انتصار الجيش المصري على الاحتلال، وهو يوم العبور على الضفة الشرقية من القناة ، وهو يوم العبور من الهزيمة واستعادة الكرامة المصرية. المشير يخطب ، وحسني مبارك في قفص الاتهام ، وفي التحرير ثورة شعبية تطالب بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، والقلق يخيم على قادة الثورة خشية من أن يكون قادة الجيش قد استمرؤوا الحكم ويرغبون بالبقاء حكاماً. المشير يخطب عن الماضي، وعن بطولات الجيش ، وعن وطنية الجيش ، ويسقط الماضي على الحاضر كمبرر لاستبقاء الجيش ـ في نظر من ينتقدون المجلس العسكري ـ في الحكم . الثوار في ميدان التحرير وغيره يتحدثون عن الحاضر ويمجدون الجيش ، ويطالبون برئاسة مدنية وعودة الجيش إلى ثكناته ، لأن وظيفته الدفاع عن الوطن وحماية الشعب من الاعتداءات الخارجية . قال السادات عن أكتوبر إنها آخر الحروب . وقال عن كامب ديفيد إنها سلام استراتيجي ، وإنها الخيار الوحيد . اليوم وبعد 38 عاما من أكتوبر والعبور لا يوجد سفير لـ(إسرائيل) في القاهرة ، الشعب دخل السفارة عنوة، وبعثر أوراقها وهرب السفير الإسرائيلي بجلده وحاشيته إلى تل أبيب بمساعدة فرقة (كوماندوز) مصرية. مصر تحتفل بذكرى أكتوبر هذا العام بشكل مغاير لاحتفالاتها السابقة ، بسبب الثورة ، وبسبب طرد السفير الصهيوني من القاهرة ، ومن أراد أن يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية عليه أن يحمل أكتوبر ، وطرد السفير في أجندته ، وأن يجيب عن مزاعم السادات سالفة الذكر. في (إسرائيل) تغطية إعلامية مكثفة للذكرى الـ(38) لحرب يوم الغفران كما يسمونها ، والسؤال المتكرر يدور حول هل تعلمت قيادة (إسرائيل) الدرس؟! هل كل الأمور اليوم على ما يرام كما قالت جولدمئير قبل 38 عاما وفجأة استفقنا أنه لا يوجد شيء على ما يرام ؟! في الإعلام الصهيوني قلق معتاد في مثل هذه الذكريات، ونتنياهو لا يملك الإجابة الشافية عن هذا القلق ، لأن مصدر القلق ليس ضعف التسلح أو قلة المال في تل أبيب ، وإنما مصدره الظلم والعدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني. لا يوجد شيء على ما يرام في ظل ربيع الثورات العربية، وبالذات في ظل المتغيرات القادمة في مصر . حالة الربيع العربي تزيد القلق في تل أبيب، والأوضاع الاجتماعية والمالية في واشنطن تزداد سوءاً وتنذر بحالة انكفاء أمريكي داخلي، والتكنولوجيا غدت ملكاً للجميع، وحرب الصواريخ قادمة من اتجاهات متعددة معادية، وأكتوبر ليست آخر الحروب كما زعم السادات . وسيبقى أكتوبر في الذاكرة المصرية يوماً للبطولة