24.75°القدس
24.57°رام الله
23.86°الخليل
25.86°غزة
24.75° القدس
رام الله24.57°
الخليل23.86°
غزة25.86°
السبت 12 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.3دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.3
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.76

خبر: غزة تتكلم مصري و"رابعة العدوية" في كل بيت

"رابعة العدوية"، اسم يتردد على ألسنة الكبار والصغار، حاضر في كل لقاء وحوار، كما لو كان مسلسل رمضاني ينتظر الجميع آخر حلقاته التي تجيب على سؤال "مصر إلى أين". بطلا المشهد "مرسي " و"سيسي"، الأول رئيس مدني جاء به شعب بإرادته عبر انتخابات شهد العالم بنزاهتها، والثاني وزير دفاع أخلف وعده وأطاح بالأول وحل محله، فخلق بذلك صراعا بين "الشرعية والإنقلاب"، بين "مدنية الدولة وعسكرة الدولة "، فجاء اعتصام ميدان رابعة العدوية مع الشرعية. هذا المشهد بات يفرض نفسه على المشاهد الفلسطيني خاصة في غزة بحكم الترابط الجغرافي والاجتماعي بين وطنين وشعبين، بالكاد ترى أو تسمع أحد يتكلم عن مسلسل درامي أو أي برنامج رمضاني أياً كان نوعه، كما عهدنا ذلك في أعوام مضت. تسير في شوارع المدينة الرئيسية، تشاهد أعلام فلسطينية ومصرية تزينها، وأضواء بألوان زاهية تنير ليلها وترسم لوحات فنية منها "رمضان كريم" بجانبها "مصر أم الدنيا". تمشي في الأسواق، حيث الباعة عبر مكبرات الصوت يرددون هتافات وشعارات الثورة، تدخل المحلات والدكاكين حتى الكافيهات والاستراحات، لا تجد إلا صورة رابعة العدوية ثابتة على شاشة التلفاز، البائع والزبون كل "يدلو بدلوه" في المسألة المصرية. وفي ساحة مسجدنا الكبير حيث يجتمع المصلون من كل حدب وصوب لصلاة التراويح، يدعو الإمام في آخر صلاته "لمصر وأهلها بالخير"، وما أن ينتهي من صلاته بالتسليم تتحول ساحة المسجد إلى ما يشبه "المنتدى السياسي" وتبدأ حلقات النقاش والتحليل للوضع في مصر إلى أين؟!. [title]غزة تتكلم مصر[/title] غزة تتكلم مصري، هذا أبسط توصيف للمشهد، يقول أسامة 29 عاما، "أهرب من زخم الأخبار في البيت إلى المسجد فأجد نفسي بجانب تلفاز من نوع آخر" في إشارة إلى الحوار والنقاش مع من بجانبه. يضيف "كنا في البيت كثيرا ما نفتح على قناة طيور الجنة لأطفالنا، الآن الوضع اختلف نبحث عن قناة تنقل لنا مشهد رابعة العدوية ، حتى الصغار تأقلموا على الوضع". ويشير إلى أن أبناءه ، يرددون الشعارات التي يرددها المصريون "ارحل يا سيسي مرسي رئيسي ". ورأي أسامة وهو مهندس في قطاع خاص، أن الحل يكمن "في الصندوق الانتخابي طالما أن الجميع احتكم إلية فليقبل بنتائجه" لذلك كلنا مع مرسي ليس لأنه مرسي بل لأن الشعب اختاره ديمقراطيا ويجب احترام ارادة الشعب. أما عماد ويعمل ممرض، يقول: أصبح الحدث المصري طعام السحور والإفطار وفاكهة حديث السهر بالنسبة لنا، حتى في العمل لا يغلق باب التحليلات والآراء . وأضاف "أصبحنا نصحو وننام على صوت مصر لا تجد أحدا إلا ويرقب أخبارها حتى من كان غير مبالي، صار مهتما ومتابعا لأنه باختصار إن لم يفعل سيكلم نفسه ". ويعتقد عماد أن الحل في مصر هو الحوار على قاعدة الحفاظ على مكاسب ثورة 25 يناير والتي أسست لأول ديمقراطية وليدة في مصر بانتخاب أول رئيس مدني من خارج دائرة العسكر. أما هبة بنت الـ25 عاماً، لها نظرة خاصة بعيدا عن السياسة ، فتقول إن أهم ما يميز ميدان رابعة العدوية في رمضان، هذه الصورة المشرقة التي نراها عندما يصطف الآلاف للصلاة والقيام والدعاء ثم تسمع الدروس الدينية عن الصبر والثبات فضلا عن الخطابات الثورة. وتضيف: هذا المشهد يجبرك على المتابعة فلست بحاجة إلى امساك جهاز الكونترول للتنقل بين القنوات، برنامج رابعة العدوية يجمع كل ما تريد من منوعات رمضانية دينية وخطابات ثورية. وكان استطلاع الكتروني أجرته شبكة قدس عبر صفحتها الخاصة على "فيس بوك" أظهرت أن غالبية قراء الشبكة يعتقدون أن ما قام به الجيش المصري بالإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي هو بمثابة "انقلاب عسكري". وأظهرت التعليقات التي أوردها المصوتون على الاستطلاع في الشبكة الذي استمر 5 أيام مدى حرص جمهور الشبكة -الذي يعبر عن شريحة منوعة من الجمهور العربي معظمهم من فلسطين ومصر- على متابعة الشأن المصري بكافة تفاصيله وحالة الانقسام الكبير حول ما جرى. [color=red]ترابط اجتماعي وجغرافي[/color] هذا الاهتمام الفلسطيني ليس تدخلاً في الشأن المصري كما يروج "إعلام الفتنة"، إنما نابع من الحب بحكم الرابط الاجتماعي والجغرافي بين البلدين، إذ يقول أستاذ التاريخ في الجامعة الإسلامية زكريا السنوار أن وقوع قطاع غزة تحت الحكم المصري لفترات طويلة ومتباعدة ساعد في اعتبار غزة قطعة من مصر" وهو ما زاد من حجم المصاهرة والعلاقات الاجتماعية".وهو ما يعكس الاهتمام بما يجري هناك. وبحلول عام 1969 بلغ تعداد الفلسطينيين في مصر 33 ألف فلسطيني، وفق الإحصائيات كما أن عددا من العائلات الغزية لها أصول مصرية، "كما أوضح الدكتور السنوار. وهذا مرده إلى أن الدول العربية لم تكن بينها حدود رسمية زمن الخلافة الإسلامية، فكان العرب يتنقلون بين البلدان المختلفة بحرية، لذلك جاءت بعض العائلات من مصر وأقامت بفلسطين خاصة في قطاع غزة أثناء حملة إبراهيم باشا عام 1831، وعندما انتهت الحملة عام 1840 بقي عدد من المصريين في فلسطين وتزوجوا وأنجبوا واستقروا فيها". واعتبر أستاذ التاريخ أن العلاقات الاجتماعية بين البلدين تؤكد أن الشعبين جسد واحد، موضحا أن ترسيم الحدود وإغلاق المعبر أثراً على الترابط الاجتماعي بين الشعبين، "لكنهما لم يمنعانه".