لدى بعض الأفراد وفي بعض المجتمعات يُعتبر اسم الأم/الأخت/الزوجة من الأمور الخاصة جداً والتي لا يمكن البوح بها علناً أمام الناس. بعض المدارس تحصل بها مضاربات بين الطلاب بسبب السؤال عن اسم الأم. في بعض بطاقات الدعوة لحفلات الزفاف لا يُذكر اسم العروس ويتم الاكتفاء بذكر كلمة (كريمته). لدى البعض يطلقون على الزوجة اسم (الأهل) (العائلة) (العيال). سمعت أيضاً أنّه حتى في بعض حالات العزاء يذكرون أنّ التي توفيّت هي أم فلان بنت فلان دون التطرّق لاسمها الخاص. هل هذه الأمور هي بمثابة انتقاص ومهانة للمرأة ؟ أم أنها وسائل تهدف للمحافظة على كرامة المرأة وعفتها ؟ هل بات اسم المرأة عيباً أم أنه مصدر فخر واعتزاز ؟ [title]اسم المرأة عيب ![/title] حاولت أن “أقنع” نفسي أنّ اسم المرأة عيب وهذه هي التفسيرات التي وصلت إليها: • اسم المرأة يعتبر من الخصوصيات ولا يوجد أي سبب لأن يعرف الأجنبي اسم الزوجة. • ما الغرض من لبس الجلباب ؟ أليس هو صيانة للمرأة من نظر الأجانب إليها حتى لا تُعرف ولا تؤذى ؟ كذلك الأمر بالنسبة للاسم، ما دام أن اسم المرأة غير معروف للأجانب فهي لن تتعرّض إلى ما يؤذيها كذكر اسمها في مجالس الرجال من ذوي ضعاف القلوب وما قد يتبعه من كلام قد يخرج عن سياقه أو يُفهم بالخطأ. • الامتناع عن ذكر اسم المرأة أمام الأجانب هو جزء من العادات والتقاليد وما دامت عادة الامتناع عن ذكر اسم المرأة أمام الأجانب لا تتعارض مع أي اصل من أصول الدين فلا حرج في تبنيها. • هل هناك ضرر محتمل من ذكر اسم المرأة أمام الأجانب ؟ الإجابة هي نعم … وحتى لو كان الاحتمال لحدوث الضرر هو ضئيل. في المقابل، هل هناك فائدة من ذكر اسم المرأة أمام الأجانب ؟ الإجابة هي قطعاً لا. بناءً على ذلك من الأحوط عدم ذكر اسم المرأة أمام الأجانب. • عندما يتعمّد الزوج أن لا يذكر اسم زوجته أمام الأجانب فهو يغار عليها وما يفعل ذلك إلا مكرمة لها وحفظاً لها والغريب في الأمر أنّ الزوجة تتضايق من زوجها إن كان لا يغار عليها وها هي تتضايق مرة أخرى لأنه يغار عليها … أصبح الأزواج إذاً في حيرة! • يذكر البعض أن أسماء الصحابيات ذُكرت في كل مكان والسؤال الذي يطرح نفسه، هل نساء اليوم مثل الصحابيات ؟ شتان مابين هؤلاء وهؤلاء. • لا حرج في ذكر اسم المرأة ما دامت تشغل منصباً ما (طبيبه، محاضرة جامعية، داعية …) لكن أن يُذكر اسمها على لسان من هبّ ودب فهذا أمر غير مقبول ولا مبرّر له. • ذكر اسم المرأة بحريّة به نوع من التحرّر والتشبّه بعادات الغرب … ونحن نرى اليوم انحطاط القيم الإسلامية لدى كثير من الشباب بسبب هذا التشبه ومحاولة تقليد الغرب. • ذكر اسم المرأة أمام الأجانب به نوع من التهاون – الشيء الذي قد يؤدي إلى حصول مشاكل نحن في غنى عنها. [title]اسم المرأة فخر ![/title] في المقابل حاولت أن “أقنع” نفسي أنني على خطأ … لماذا في الواقع نمتنع عن ذكر اسم الوالدة أو الأخت أو الزوجة أمام الناس ؟ • ألم يُذكر اسم المرأة في القرآن الكريم ؟ (مريم بنت عمران) … ألم يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم اسم ابنته أمام الناس ؟ (والذي نفس محمد بيده لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) … وعندما سألوه من أحب الناس إليك أم يقل لهم أمام الناس (عائشة) ؟ • عدم مناداة المرأة باسمها فيه نوع من الإهانة والنساء شقائق الرجال لا يكرمهن إلا كريم ولا يهينهن إلا لئيم. • إلى كل من يمتنع عن ذكر اسم زوجته أو أخته أمام الناس مبرراً ذلك بالغيرة، هل أنت أشد غيرة على زوجتك أو أختك من سيد الخلق ؟ • اسم المرأة ليس عيب وما هي إلا مجرّد عادات وتقاليد بالية ما أنزل الله بها من سلطان. [title]ما هو موقفي ؟[/title] شخصياً لا أرى أية مشكلة في ذكر اسم الوالدة أو الأخت أو الزوجة. لكن … لا يجب أن نذكر أسمائهنّ في كل مناسبة بحجّة أنّ الامتناع عن ذكر أسمائهن ما هو إلا بمثابة عادة مستهجنة تدل على التخلّف، هناك أمور أعتبرها (خصوصيات) لا يجب أن يعرفها غيري فإذا استوقفني في الشارع شخص ما لا أعرفه وسألني عن اسمي أو عن اسم زوجتي طبعاً لن أجيبه أما إذا صدر الشيء مني بطريقة غير مباشرة، مثلاً أثناء محادثة هاتفية فلا حرج في ذلك.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.