بداية أحمد الله تعالى الذي أنعم على شعبنا الفلسطيني بالنصر المبين ، وأتم له النعمة بعد خمس سنوات من الصمود والثبات هي مدة احتفاظ المقاومة بجلعاد أسيراً في قطاع غزة المحاصر ، وأرسل بالتهنئة للأسرى وذويهم ، وللمقاومة بكافة تشكيلاتها ورجال السياسة النظيفة وأصحاب الكلمة الصادقة الذين تبثوا على النهج وصدقوا الوعد . تضاربت الأفكار في رأسي ، واختلطت الكلمات لكني أردت أن أعبر عن مشاعري إليكم ، وإن كنت غير قادر على الكتابة فقد تلعثمت أناملي قبل أن يتلعثم لساني . لكني صراحة بقدر ما فرحت بأن ألفاً من أسرانا الأبطال سينعمون عما قريب بالحرية ويتنسمون عبق الكرامة والعزة ، كيف لا وهم يخرجون في صفقة مشرفة أذلت الصهاينة ومرغت أنوفهم بالتراب ، إلا أنني بقدر أكبر فرحت بأن أتم الله هذه الصفقة على خير وكما أرادتها المقاومة . فقد شكك كثير من الناعقين بتمام الصفقة ، وشط منهم أناس فقالوا " إن خطف الجنود تجارة خاسرة ، غير أن المقاومة ظهرت وعلت ، وأظهرت للعالم ثباتها الأسطوري على موقفها لا تزحزحها الرياح العاتية ولا الأمواج العالية من المؤامرات . فرغم امتداد الوقت لخمس سنوات تخللها حملات كثيرة من العدوان على قطاع غزة ، والحصار لتختتم في أقوى صورها بحرب الفرقان الذي كان من أهم أهداف الاحتلال خلالها الإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط ، إلا أن المقاومة بقيت ثابتة على موقفها متمسكة بشروطها هي هي كما قالتها منذ اللحظة الأولى لاختطاف شاليط . هذا النجاح التاريخي للمقاومة لابد أن يوصل رسالة إلى كل ذي لب ممن شككوا بجدوى المقاومة ، وارتابوا بقدرتها على تحقيق انتصارات على هذا العدو المتغطرس الذي رضخ للمقاومة وركع تحت شروطها ، لا بد أن تصل إليهم الرسالة وليقرأوها واضحة أن هذا العدو لا يفهم إلا لغة واحدة هي لغة الحراب . ليست هذه العبارة نصاً تعبيراً ، وكلاماً أدبياً بل هي واقع نلمسه اليوم في نجاح باهر وتاريخي جسدته المقاومة الفلسطينية واقعاً نحياه بكل الفرح والسرور في صفقة تاريخية تحصل لأول مرة يتبادل فيها الفلسطينيون جندياً اختطفوه من دبابته وموقعه العسكري وأسروه داخل الأرض الفلسطينية واحتفظوا به في قطاع ضيق محاصر محاط بكل أساليب التجسس ورصد الحركة. فهنيئاً للمقاومة وهنيئاً لشعبها السائر خلفها واثقاً بحكمتها ، وهنيئاً للأسرى ، والعقبى عند الباقين وختاماً أقول لشعبنا المرابط افرحوا وكبروا فاليوم يوم يفرح به المؤمنون .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.