تظاهر عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في أنحاء مختلفة من محافظات قطاع غزة الليلة الماضية احتفالا بإتمام صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والاحتلال الصهيوني. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، وأعلام حركة حماس والفصائل الفلسطينية وهتفوا مطالبين حماس بتحرير بقية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال. وانطلقت السيارات والدرجات النارية تجوب شوارع القطاع حاملةً الأعلام الفلسطينية ورايات حركة حماس مطلقةً أبواقها ابتهجا بنجاح صفقة التبادل. وأعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل" عن إتمام صفقة تبادل الأسرى حيث يفرج الاحتلال الصهيوني عن(1027 أسير وأسيرة) مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني في قطاع غزة "جلعاد شاليط". وفي مدينة غزة تجمّع الآلاف في ساحة المجلس التشريعي وحديقة الجندي المجهول حتى بعد منتصف الليلة الماضية مبتهجين بإتمام الصفقة. ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني "إسماعيل هنية" خلال كلمة له أمام المتظاهرين المتجمعين في ساحة المجلس التشريعي إلى البدء بالترتيبات اللازمة لاستقبال الأسرى المحررين في ساحة الكتيبة الخضراء غرب مدينة غزة. من جهته، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خليل الحية :"إن صفقة "الوفاء للأحرار" يُمثل نجاحًا لحماس التي حوصرت سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا. وأضاف "الحية" أن حكومة غزة صمدت وصبرت وانتزعت كل حق شعبنا في كل الميادين. ولفت إلى أن المفاوض عن الأسرى أصرّ أن تشمل الصفقة كل أطياف الشعب الفلسطيني، فهي صفقة للشعب الفلسطيني وليست خاصةً بـ"حماس". وقال القيادي :"إنه حق للشيخ "أحمد ياسين" وشهداء المقاومة والأسرى والشعب الفلسطيني أن يفرح بانتصار الأسرى في معركتهم". وفي شمال قطاع غزة احتفل المواطنين بإتمام الصفقة بالخروج بمظاهرات حاشدة تجمّعت في "ساحة الخلفاء" وسط مخيم "جباليا". وجابت الجموع الغفيرة شوارع وأزقة المخيم ومشروع بيت لاهيا مرددين شعارات تؤيد المقاومة وابتهاجاً بإتمام الصفقة. وكما شارك في المسيرة العديد من النساء الفلسطينيات وأهالي الأسرى في شمال القطاع رافعين صور أبنائهم الأسرى. ووزّعت النساء الحلوى على المشاركين في المسيرات. ووصلت الحشود الكبيرة إلى منزل الأسير القسامي "مجدي حماد" القابع في السجن منذ أكثر من(20 عاماً). وألقى وزير الداخلية الفلسطيني "فتحي حماد" كلمة له أمام الحشود المتجمعة أمام منزل شقيقه الأسير "مجدي"، وقال:" نتقدم بالشكر الجزيل إلى فصائل المقاومة وعلى رأسها كتائب القسام التي استطاعت طيلة السنوات الماضية الاحتفاظ بالجندي الأسير وقادة عملية التفاوض بكل قوة وشجاعة ونفس طويل". وقال حماد:" في هذا اليوم العظيم يبدأ زمن الانتصارات للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني من دنس الصهاينة". ووجّه "حماد" رسالة إلى الأسرى الذين لم تشملهم صفقة التبادل مفادها أن فصائل المقاومة لن تنساهم أبدا وستعمل بكل جهدها على خطف المزيد من الجنود الصهاينة حتى تبيّض كافة سجون الاحتلال من الأسرى الفلسطينيين. وفي المحافظة الوسطى جاب المتظاهرون شوارع وأحياء مخيمات وسط قطاع غزة وهم يردّدون تكبيرات العيد. وتوجّت المسيرة لمنزل الأسير القسامي القائد "وليد عقل"، والأسير "عبد الهادي غنيم". وتوجّه المتظاهرون في مدينة "رفح" إلى بيت الاستشهادي "حامد الرنتيسي" أحد أبطال عملية "الوهم المتبدد" وبيت الشهيد "أشرف المعشر" أحد المشاركين في العملية وبيت الشهيد "تيسير أبو سنيمة" أحد المنفذين والمخططين للعملية. وهنّأت الجماهير عوائل الشهداء ورفع صورهم وفاء لما بذلوه من تضحيات أسفرت عن أسر "جلعاد شاليط" وستسفر عن إطلاق الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال. وأكّد وزير القضايا الوطنية والأسرى د. "عطا الله أبو السبح" أن الصفقة جاءت بعد تضحيات كبيرة قدّمها شعبنا الفلسطيني وأن للاحتلال أن يدفع الثمن بإطلاق سراح أسرانا. وقال: "اليوم تثمر دماء الشهداء، ونرى نتيجة صمود أسرانا وشعبنا وثباته أمام بطش الاحتلال ". وأكّد أن الصفقة تمت برضوخ (إسرائيل) لشروط المقاومة وأن الحل الوحيد للإفراج عن أسرانا هو عبر أسر مزيد من الجنود الصهاينة.