10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
15.9°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة15.9°
الخميس 05 ديسمبر 2024
4.6جنيه إسترليني
5.1دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.6
دينار أردني5.1
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: صفقة تبادل الأسرى.. مفخرة من الألف إلى الياء

أجد نفسي عاجزاً عن وصف هذا الانجاز العظيم الذي حققته المقاومة الفلسطينية الباسلة بقيادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، فصفقة تبادل الأسرى هي من أعظم الانجازات التي حققتها المقاومة الفلسطينية منذ الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948 حتى يومنا هذا، وهي العملية الأطول التي تنفذها المقاومة الفلسطينية والتي استمرت قرابة 1948 يوماً ولهذا الرقم دلالته. لقد انتصرت المقاومة حين اخترقت المنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية فقتلت جنود الاحتلال في معسكرهم وسحبت الجندي شاليط من دبابته ونقلته إلى مكان آمن في غزة وهذه عملية لا سابق لها في تاريخ احتلال فلسطين، وقد انتصرت المقاومة الفلسطينية حين احتفظت بالجندي في قطاع غزة ذي المساحة الضيقة منذ 2006 وأعجزت جيش الاحتلال واستخباراته وكل عيونه عن الكشف عنه وهذا بحد ذاته انتصار أكبر من الأول، ثم توجت المقاومة انتصاراتها بالتمسك بشروطها التي فرضتها منذ اللحظة الأولى وقد نجحت كتائب القسام بإرغام دولة الاحتلال على التنازل والموافقة على الإفراج عن أسرى لم تفلح اتفاقية أوسلو بإخراجهم. هدية ثمينة تقدمها كتائب القسام للشعب الفلسطيني وخاصة لأسرى الحرية وهم يحاربون المحتل بأمعائهم الخاوية، تقدمها لأهل الضفة وغزة، ولأهل القدس والمناطق المحتلة عام 48 حيث إن الإفراج سيشمل الأسرى من كل فلسطين، من بحرها إلى نهرها، ومن جميع الفصائل الفلسطينية من فتح وحماس والجهاد وباقي الجبهات دون تمييز، وهذا انتصار آخر حين تحققت الوحدة الجغرافية والوحدة الوطنية دون الالتفات إلى الحدود التي صنعتها أوسلو أو المحتل الصهيوني ودون النظر إلى الحواجز التي فرضتها حسابات سياسية في مرحلة سوداء على شعبنا الفلسطيني. إن إنجاز صفقة الأسرى مفخرة لفلسطين ولأهلها وما كانت لتتم لولا اعتراف دولة الاحتلال بعجزها الكامل، حيث إنها عجزت عن حماية جنودها وعجزت في العثور على شاليط وتحريره كما أنها عجزت عن إخضاع الشعب الفلسطيني رغم كل الضغوط التي مارستها، وهنا لا بد من التذكير بأن الشعب الفلسطيني لم يدفع ثمن أسر الجندي شاليط كما يعتقد البعض وخاصة في حرب الفرقان، ولكنه دفع ثمن حريته وكرامته وسيادته ولو على جزء محرر من الأرض. مهما قلنا فلن نوفي المقاومة الفلسطينية حقها ويكفي أنها أثبتت انه لا حل للقضية الفلسطينية إلا بالمقاومة والحلول السياسية التي لا تنتقص من ثوابتنا وحقوقنا التاريخية، وختاماً فإننا نتقدم بالتهاني الحارة إلى شعبنا الفلسطيني وإلى أسرانا البواسل في سجون الاحتلال وذويهم، ونسأل الله أن يتمم هذه الصفقة المشرفة وأن يخرج كافة أسرانا البواسل من سجون الاحتلال إنه على كل شيء قدير.