26.08°القدس
25.85°رام الله
27.19°الخليل
27.83°غزة
26.08° القدس
رام الله25.85°
الخليل27.19°
غزة27.83°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: قمة الفشل في الاختباء

تحدثت القدس العربي وغيرها عن الأسباب التي دفعت محمود عباس للعودة إلى المفاوضات دون أن يحصل على مطلبه في تجميد الاستيطان ، أو تحديد مرجعية المفاوضات بحدود 1967 م . ومن بين هذه الأسباب التي ذكرتها هذه الوسائل الإعلامية حالة الضعف العربي ، وحالة التمزق العربي غير المسبوق ، والذي ترجم نفسه بالتنصل من المسئولية في لقاء وزير خارجية أميركا بوزراء الخارجية العرب في الأردن مؤخراً وقبيل القرار الفلسطيني بالعودة إلى المفاوضات ، حيث اختبأ الوزراء خلف القرار الفلسطيني . ومن هذه الأسباب أيضاً حالة اليأس والإحباط التي يعاني منها محمود عباس الذي يرفض قيام انتفاضة ثالثة ردّاً على التعنت الإسرائيلي ، ويأسه من الحصول على قرار إسرائيلي بتجميد الاستيطان ، إضافة إلى الضائقة المالية التي تعاني منها حكومته في رام الله . هذه هي أهم الأسباب التي ذكرتها وسائل الإعلام ، وهي في نظري لا تحمل جديداً ، فهي أسباب قائمة منذ سنوات عديدة خلت ، الأمر الذي يجعلها غير مقنعة بما فيه الكفاية للإجابة عن سؤال : لماذا الآن ؟! هذه الأسباب ليست غير مقنعة فحسب، بل هي ناقصة أيضاً ، وأحسب أن السبب الرئيس الذي يتهرب منه كثيرون يكمن في ضعف فريق القوى الوطنية والإسلامية المعارضة للمفاوضات ولهذه العودة البائسة . محمود عباس يدرك حالة الضعف والتشرذم التي تعاني منها مجموعة فصائل العمل الوطني والإسلامي ، وهي حالة تمنعها من إنجاز موقف موحد ، أو إصدار بيان مشترك يرفض هذه العودة ويتبرأ منها . ومَنْ لا يملك جمع الأطراف على بيان موحد ، لا يمكنه أن يجمعها على خطة عمل وبرنامج مناهض لهذه العودة البائسة ، التي تستند إلى مخدرات شفوية نطق بها كيري في غرف مغلقة . الضعف العربي ، والرفض الإسرائيلي ، وموقف عباس من الانتفاضة الثالثة أمور معلومة يدركها كل فلسطيني ، لذا فهي لا تصلح مبرراً لهذه العودة الآن ، ولو كان ثمة موقف قوي وعملي للمعارضة الفلسطينية على مستوى الفصائل أولاً ثم على مستوى الشعب ثانياً ، ما تجرأ عباس نفسه على هذا القرار البائس ، حتى لو كان الوضع العربي أسوأ من ذلك . محمود عباس يشعر أن معه تفويضا من الشعب ومن الفصائل بموجب وثيقة الوفاق الوطني ، التي أعطته إجازة بالمفاوضات ، وهو حين يعود إلى المفاوضات إنما يمارس حقه وينسجم مع الصلاحيات التي منحها إياه التفويض والمنصب أيضاً ، وحسبه أن يجرى استفتاءً لاحقاً إن توصل إلى اتفاق تفاوضي . وما يشعر به عباس أو يحسبه ، ومن حقه أن يشعر ويحس ، هو علامة على ما أسميناه ضعف الموقف العملي لمجموع الرافضين ، فلم يبادر الرافضون إلى نزع التفويض من يدي محمود عباس ، أو نزع الشرعية عن شخص يقوم بقرار منفرد مهدداً الموقف الوطني الموحد ، ومعرضاً الثوابت لمخاطر التفاوض في ظل موقف أميركي منحاز . عباس يقود العمل الفلسطيني منفرداً بحسب قناعاته الخاصة حيث لا مؤسسة حقيقية، والفصائل مرتبكة ، ولم تجتمع معاً على موقف واحد ، أو بيان مشترك ، وكل فصيل يتصرف وفق مصالحه ، قبل أن يتصرف بحسب الرؤية الوطنية العامة ، رغم أن الأقلام تتحدث عن أوسلو (2) وما فيه من تصفية ، ويهربون من المواجهة بالقول إن المفاوضات محكومة بالفشل بسبب تعنت الموقف الإسرائيلي. وبعبارة أخرى هم يدافعون عن أنفسهم بالاختباء خلف الموقف الإسرائيلي ، وهذه هي قمة الفشل.