26.08°القدس
25.85°رام الله
27.19°الخليل
27.83°غزة
26.08° القدس
رام الله25.85°
الخليل27.19°
غزة27.83°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: سكة الندامة

انتهاء مرحلة الحلول السياسية، فشل الوساطات، رابعة والنهضة اعتصامات غير سلمية؛ الإخوان هم المسؤولون عن الفشل السياسي، هذه هي المضامين الأهم المعلنة رسمياً من الرئاسة المؤقتة .واللافت للنظر أن الطرف الأميركي لاذ بالصمت ولم يعقب على تصريحات الرئاسة والحكومة ٠ وفي الوقت نفسه صرح العطية وزير خارجية قطر أن الزيارة كانت ناقصة ولم تستكمل اللجنة عملها لأنها لم تلتق بأطراف رئيسة ،ومنها الرئيس محمد مرسي ،وطالب العطية بإطلاق سراح الأسرى السياسيين لأنهم هم مفاتيح الحل . المخرجات الرئيسة لهذه التصريحات تقول إن مصر تقف على مفترق طريق خطر ، فالجيش يمتلك القوة ،وخلفه قوى استئصالية تحرضه على استخدام القوة وتحقيق نصر كامل على التيار الإسلامي. إن خيار القوة بديل أشد خطورة على التيار العلماني وقادة الجيش ، وربما على الجيش نفسه وعلى الدولة أيضاً وهو أمر نبه إليه وفد الكونجرس. الجيش يمتلك قوة السلاح ولكنه يفتقر بشكل خطير إلى التأييد الشعبي ،فكل الشعب مع الحريات والديمقراطية و الشرعية الدستورية ،ولا يحظى الانقلاب بتأييد دولي أو إقليمي ،إلا من عدد محدود من الدول العربية لأسباب خاصة بها . الائتلاف الوطني والإسلامي يمتلك تأييد غالبية الشعب ،والشرعية الدستورية ،والعالم و الشعب ،وقيادات في الجيش يتفهمون حقهم في التظاهر والاعتصام ،مع ضغوط لإخراج الجيش من المعركة السياسية . هذا هو المشهد الذي يتشكل الآن مع صباح يوم عيد الفطر السعيد ،فهل تحتفل مصر بالعيد كالعادة بالفرح والسعادة ،أم تنزلق مغريات انشغال الناس بالعيد نحو الدم ،باعتبار أن الحشود في الميادين لن تكون كثيفة ،وما بعد العيد أخطر شعبياً على ٣ يوليو مما كان قبل العيد ، وبالتالي فإن المغامرة فرصة . دعوة الاستئصال يقودها الآن قيادات سابقة في الحزب الوطني، وبالذات المقربين من مبارك ، والمقربين من الجيش ، وقد تمكن هؤلاء من تهميش قادة جبهة الإنقاذ الذين خفت صوتهم ، ولا يكاد يلتفت أحد إلى تصريحاتهم القليلة على غير توقع على نحو يشير إلى انتهاء مهمتهم . جبهة الإنقاذ لم تعد لاعباً رئيسياً في الملعب ، وغدت لاعبا احتياطيا من الدرجة الثالثة ، بعد أن أقصاها الجيش والحزب الوطني عن المشهد بانتهاء وظيفتها. فض الميادين بالقوة مغامرة تتحكم الداخلية ببداياتها ولكنها لا تملك مخرجاتها النهائية ، لأن قوة الميادين لا تكمن في مواقعها الجغرافية ، وإنما في الفكرة والملايين التي تشغلها طلباً للحرية وللشرعية الدستورية ، وهذا ما لا تستطيع الداخلية فضه بالقوة ، لأن الأفكار تحيا عادة في كل مكان حتى بعد وفاة حامليها. إعلان السلطة المؤقتة عن فشل الحلول السياسية ، وانتهاء دور الوساطات ، ونفاد صبرها يحمل تهديدات غير ديمقراطية ، ولغتها من الرصاص ، وتعني ميل الحكومة إلى الدعوات الاستئصالية ، واستخدام القوة لفرض أمر واقع على الميادين وعلى الرافضين لـ (٣ يوليو) ، بعد أن وصفه )مكين) بالانقلاب . وهو وصف أشعل غضب القيادة العسكرية ، وقد عبرت عنه حكومة الببلاوي بالعودة إلى قرار فض الاعتصامات بالقوة . مصر تملك حلاً أفضل لأزمتها ، وهي لا تحتاج إلى فذلكات سياسية كبيرة ، شريطة التخلي أولاً عن الحلول الأمنية ، وعن فكرة القهر الكامل والإذعان ، لأنه لا نصر لأحد مع الحلول الأمنية ، وأحسب أن مبادرة ( العوا) تمثل أساساً صالحاً لحلول سياسية قادرة على حفظ مصر بلا دماء