20.01°القدس
19.66°رام الله
18.86°الخليل
24.28°غزة
20.01° القدس
رام الله19.66°
الخليل18.86°
غزة24.28°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الوهم .. والاستعلاء

ما تزال عيون العرب والمسلمين قاطبة شاخصة نحو مصر التي تشهد حالة من الزلزلة السياسية والاجتماعية والأمنية. الزلزلة التي تهز المجتمع المصري هزّاً عنيفاً تستقطب وسائل الإعلام، والمواقف السياسية الرسمية والشعبية في العالم، بما فيها فلسطين المحتلة التي عبّرت عن موقف سياسي وإنساني مؤيد للشعب المصري، ورافض لعمليات القتل الكثيف للمتظاهرين، غير أن حفنة قليلة من بطانة السلطة وبطانة عباس ظلت شاخصة عيونهم إلى تل أبيب، وتسيفي لفني، وجون كيري، وهم يعيشون حالة (الوهم الكبير) بالحصول على حقوق الشعب الفلسطيني كما يزعمون، وليتهم اكتفوا بالوهم وصمتوا، ولكنهم حين نطقوا قالوا كفراً، وهددوا غزة وحماس بإجراءات مؤلمة كتلك التي في مصر الآن. بطانة عباس تستند في تهديداتها لغزة ولحماس إلى ما ورد في الوثيقة الخطيرة التي نشرتها بعض الوكلات كوثيقة مسربة من اجتماعات سرية في لقاءات عباس مع كيري، حيث تعهد كيري بتحمل مسئولية التعامل مع حركة حماس فيما إذا نجحت المفاوضات ورفضتها حركة حماس. في ضوء هذه الوثيقة الخطيرة، وهذه الوعود الأميركية، التي أعطت عزام الأحمد هذه اللغة التهديدية، ومنحته هذا النفس الإقصائي، فلقد تمكنت حركة حماس من الالتقاء مع تآلف وطني كبير يجمع فصائل منظمة التحرير وفصائل العمل الإسلامي عدا جزء من فتح في موقف واحد يطالب عباس بالخروج من هذه المفاوضات البائسة، وبالعودة إلى الشعب، لأن الشعب لم يفوضه بما يقوم به من تنازلات. التحالف الوطني والإسلامي قدم موقفًا وطنيًا محددًا يعزل المفاوضات، ويقرر أن عباس لا يُمثل الشعب في هذه المفاوضات التي تبدو أنها تتجه نحو تصفية القضية الفلسطينية بغطاء من أنظمة عربية نفضت يدها من القضية الفلسطينية منذ فترة. ما قاله عزام الأحمد عن الإجراءات المؤلمة في ضوء الزلزال الذي يحدث في مصر، هو جزء مما تناولته وسائل الإعلام والمواقع الإعلامية عن خطة محمد دحلان بالمشاركة مع قيادات عربية وأجنبية تستهدف إشاعة الاضطرابات في غزة، بحيث يكون التشويه الإعلامي جزءاً منها على نحو ما حدث في مصر في تهيئة المجتمع للانقلاب الذي حصل في 13 يوليو. تصريحات بطانة عباس غير المسئولة تبني مواقفها على رهانات خاسرة، تقوم على نجاح الانقلاب، ومحاصرة غزة، وفشل الثورة الشعبية المصرية الرافضة للانقلاب هذا من ناحية، وعلى وعود أمريكية وخليجية أيضاً من ناحية ثانية، دون النظر في واقع الحالة الفلسطينية ووجوه الاختلاف بينها وبين الحالة المصرية، مع العلم أن الحالة المصرية لم تستقر بعد لصالح الانقلاب، وهناك فرص عديدة لعودة الشرعية الدستورية لمقعد القيادة في مصر، ومن ثمَّ فإن النصيحة التي يجدر أن نوجهها لبطانة عباس التي تعيش وهمين كبيرين الآن: الوهم الأول هو (نجاح المفاوضات) بالتوصل إلى تسوية يمكن تسويقها فلسطينيا وعربياً. والوهم الثاني هو (فشل الربيع العربي وفشل الخيار الديمقراطي ودخول الإسلاميين في أزمة). نقول لهذه البطانة الواهمة كفاكم وهماً. وكفاكم مصادمة للتاريخ، والأجدر أن تنتظروا الخيط الأبيض من الخيط الأسود ثم تكلموا بالمفيد الذي يخدم الوطن بعد أن تتخلصوا من عقدة (الاستعلاء) التي لازمتكم سنين طويلة، وتواضعوا أمام الواقع وأمام الآخرين