20.01°القدس
19.66°رام الله
18.86°الخليل
24.28°غزة
20.01° القدس
رام الله19.66°
الخليل18.86°
غزة24.28°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الدولة بين القوة والضعف

لا دولة قوية الآن في مصر, الآن كما يزعم المستشار السياسي للرئيس المؤقت. البندقية التي تطلق الرصاص على شعب متظاهر هي علامة ضعف على الدولة حيثما كانت هذه الدولة. الدولة القوية هي التي يحتضنها شعبها ويقف خلفها. الدولة التي تستعين بالبلطجية والأشرار لقهر الشعب وكبت الحريات تقدم إعلانا عمليا على ضعفها. الدولة التي تحكم شعبها بالطوارئ و بمنع التجول تعلن عن خوفها وضعفها. الدول القوية لا تحاصر شعوبها بقوانين القهر والاستبداد. منع التجول يقهر الشعب كل الشعب ولا حصره في فئة من الشعب. ثلاثون سنة من حكم قانون الطوارئ انتهت في مصر بثورة ٢٥ يناير المجيدة طلبا للحرية. قانون الطوارئ لا يحمي الدولة الضعيفة أو الدولة العسكرية المستبدة. الشعب يتظاهر في الشوارع ضد الانقلاب وضد الاستبداد وضد الطوارئ. المظاهرات الحاشدة تتعمد الخروج في فترة منع التجول مستهزئة به والدولة التي تفرضه من جديد بعد أن أسقطه الشعب في ٢٥ يناير. الدولة القوية هي التي تحمي مواطنيها من القتل، وتحفظ مجتمعها من الانزلاق نحو العنف والاحتراب الأهلي ، وترفع عنه جزمة الاستبداد والعبودية. مصر تحصي الآن قتلاها وجرحاها بالألوف ، وما شهدته رابعة العدوية من قتل ذريع لم تشهده مصر يوما في تاريخها الحديث. من زعم أن الدولة قوية نظر فقط في الدبابة والبندقية، ولم ينظر في حالة الانقسام العمودي في المجتمع ، ولم ينظر في الأخطار التي تهدد الجيش والدولة والمجتمع. النظرة القاصرة مضرة كالنظرة المغالية. الدولة القوية هي الدولة التي تمتلك علاقات قوية وموجبة مع الآخرين، ولكن الدولة التي تفتقر إلى هذه العلاقات، ويعقد لها مجلس الأمن جلسة خاصة للمناقشة، ويطالبها بضبط النفس هي دولة ضعيفة محاصرة بالمشاكل. المشكلة المصرية تسير باتجاه التدويل وهذا علامة على ضعف الدولة. الدولة القوية لا تحرق المساجد، ولا تحرق الكنائس لخلق فتنة طائفية، ولا تحرق الجثث ولا الجرحى وهم أحياء. حينما تحترق المساجد والكنائس بيد الداخلية أو معاونين لها فهذا علامة على ضعف الدولة. الدولة القوية هي التي لا تتنكر لهويتها الإسلامية من أجل الحصول على رضا أميركي وغربي من خلال تبني الهوية العلمانية. إن قوة الدولة بقوة هويتها ومعرفتها لرسالتها، وهوية مصر القوية هي الهوية الإسلامية التي توارثها أبناء مصر جيلا بعد جيل. الدول القوية هي التي تنشر هويتها فخرا بها لا تلك التي تتنكر لها. القوة حقيقة وعلامة لا زعم ولا ادعاء. الضعيف يتحصن بالمزاعم ، والقوي يتحصن بالأعمال ، ومن ثمة يمكن أن يقال انه ثمة إجماع على أن حالة الضعف التي تعاني منها الدولة المصرية هي الحالة الأضعف في تاريخ مصر الحديثة. وأحسب أن حديث وزير خارجية ألمانيا عن حرب أهلية قادمة يخافها هو علامة دولية على ضعف الدولة الآن. من المؤكد أنه ثمة أطراف مصرية داخلية ، وأطراف خارجية ترى أن مصالحها في الحرب الأهلية التي تتمخض عن تفتيت الجيش، وتفتيت الدولة، وتقسيم المجتمع، والعقبة أمام هذه القوى هم الإخوان الذين يتمسكون بالسلمية وبالديمقراطية وبالشرعية الدستورية ويكشفون هذه الأطراف. ويعرون خططها وارتباطها بالصهيونية.