20.01°القدس
19.66°رام الله
18.86°الخليل
24.28°غزة
20.01° القدس
رام الله19.66°
الخليل18.86°
غزة24.28°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: العصر الذهبي في (إسرائيل)

ربما تعيش (إسرائيل) حالة من النشوة السياسية؛ نتيجة ما يجري في المنطقة العربية من انقسامات سياسية وطائفية، وأحداث دموية، ومجازر ضد الإنسانية، في العديد من البلدان العربية. (إسرائيل) المستفيد الحصري مما يحصل، فبعد تدمير الجيشين العربيين السوري والعراقي، واليوم المجازر الكبيرة في مصر، وهذا العدد الهائل من الشهداء؛ ربما تندفع الأمور في مصر نحو الانزلاق إلى الهاوية، ويكون الجيش المصري على موعد مع حالة استنزاف وانقسامات جديدة تأخذه إلى مزيد من الضعف، وحينها سيكون الجيش الإسرائيلي والاقتصاد الإسرائيلي والإنسانية الإسرائيلية والديمقراطية الإسرائيلية هي الأنموذج الأمثل في المنطقة. ولكن إلى متى ستبقى (إسرائيل) تستفيد من انقساماتنا وضعفنا؟!، وكيف ستستفيد (إسرائيل) من الحالة العربية؟! في ظل غياب ثقافة سياسية تعزز مبادئ الديمقراطية والعمل المشترك، ولما مازال القرار العربي أسيرًا بيد الأمريكان، والدول العربية لم تنجح حتى اللحظة من تحقيق الاكتفاء الذاتي في السلع الزراعية، والصناعة لم تحقق تقدمًا ملموسًا في الدول العربية، وهناك أنظمة ملكية لا تساهم في تقدم بلدانها، واقتصر أداؤها على المخزون النفطي الذي في حال نضب ستصبح تلك الدول من الدرجة الثالثة، ولما كنا جاهزين لقبول أي معلومات تأتينا من الغرب تساهم في تعزيز الانقسامات الطائفية؛ فإن كل ما سبق تستمد منه (إسرائيل) قوتها وديمومتها، ومن هنا نستطيع تحديد محددين كفيلين بإنهاء العصر الذهبي لـ(إسرائيل)، وهما: 1- المشروع الوحدوي العربي. 2- المشروع النهضوي العربي. أولًا: المشروع الوحدوي العربي: عندما تتحقق وحدة عربية شاملة، تذوب في بوتقتها القوميات والاثنيات والأيديولوجيات والثقافات لمصلحة بناء دولة عربية موحدة، ونظام سياسي عصري يؤسس لارتقاء الحضارة الإسلامية منافسًا رئيسًا للحضارة الغربية. لاشك أن ما سبق هو حلم، ولكن هذا الحلم قد يصبح حقيقة في حال صعد المشروع الإسلامي لقيادة الدول العربية، ومن هنا نستنتج حجم المؤامرة التي عرض لها الرئيس محمد مرسي، وتعرض لها تونس وتركيا، ومن قبلهما حركة حماس عام 2006م. ثانيًا: المشروع النهضوي العربي: النهضة هي عملية فكرية، وحركة إحياء لطاقات الشعوب في كل مجالات الحياة، ما يحدث تغييرًا في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، وهذا يحتاج إلى ما يلي: 1- الديمقراطية فكرًا وثقافة وسلوكًا. 2 - وحدة الشعوب العربية بأطيافها الدينية وألوانها السياسية. 3- التنمية بمفهومها الشامل. 4- العدالة الاجتماعية. 5- الاستقلال والابتعاد عن التبعية المطلقة وخلق بيئة استقرار. 6- البعث الحضاري عبر إحياء الموروث الثقافي والحضاري الكامن في أمتنا الإسلامية والمستمد من ديننا الحنيف، فالحضارة الإسلامية من الحضارات المرشحة للسيادة الكونية، وربما يتحقق ما ذهب إليه صامويل هنتغتون صاحب كتاب صراع الحضارات بأن الصراع في المستقبل سيكون بين ثلاث حضارات هي الإسلامية والغربية والصينية. أما استفادة (إسرائيل) من الحالة العربية المنقسمة، وتحديدًا مما يجري في مصر، ومن حالة الاستقطاب الأيديولوجي في العالم العربي؛ فتتحقق لها بأن تستثمر تلك البيئة السياسية بالعبث بالأمن القومي العربي بشكل مباشر وغير مباشر، إذ من الممكن أن تقدم (إسرائيل) عبر أجهزة الاستخبارات على تأجيج الصراع في مصر وفي غير مصر عبر عمليات اغتيال سياسي تطال شخصيات مهمة في البلدان العربية، وتأجيج الفتن الطائفية (... إلخ)، أما فيما يتعلق بالتدخل المباشر فإن "سيناريوهات" شن (إسرائيل) حربًا أمر وارد، وقد تستهدف الحرب حركة حماس بقطاع غزة أو المشروع النووي الإيراني. ولذك لابد من إعادة العلاقات مع طهران إلى سابق عهدها؛ لأن نقاط الالتقاء أكثر من نقاط الفراق، وأن قيادة حماس لمشروع التقارب بين المذاهب هو الرد الأمثل على مخططات الصهاينة. وهنا لابد من العمل على سحب الذرائع من (إسرائيل)، وفي الوقت نفسه التحضير لتك المرحلة التي قد تكون ليست بالبعيدة. [email protected]