23.02°القدس
22.67°رام الله
21.64°الخليل
25.88°غزة
23.02° القدس
رام الله22.67°
الخليل21.64°
غزة25.88°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

خبر: "إن تمسسكم حسنة تسؤهم"

ما أن لاحت بشريات نجاح صفقة لتبادل( 1027 أسير وأسيرة) من سجون الاستبداد ، حتى خرجت علينا أصوات نشاز ، من ذوي الوجوه الكالحة ، تبخّس ثمن "شاليط" ، وتنغّص على الناس فرحتهم ، وهي الصفقة التي أقل ما يقال عنها أنها ، فشل ذريع لسياسة "الردع الإسرائيلي" والتي من أهم أسسها " أن لا تفاوض مع ما يسمى الإرهاب". (المقاومة) هؤلاء ممن يغردون خارج السرب ، قاسوا نجاح الصفقة من فشلها ، بخروج أحد بعينه ، وكأن خروج الآخرين خاصة الأسيرات لا يعني شيئا لهم . فمن منّا لا يريد تبييض السجون كلها ، لكن هذا لا يأتي بضربة واحدة مع احتلال كهذا ، هناك أسرى كثر كنّا نأمل أن تطالهم شمس الحرية ، وهذا لم يحدث فهل يعني ألا نفرح لفرحة الآخرين ، وأن نخرج على الملأ نقلل من شأنها ، فنوجد ثغرة هنا أو هناك. لماذا ننظر بعين ضيقة ، ونتجاهل الوحدة الوطنية بل العربية التي جسدتها صفقة التبادل؟ إذ أنها شملت أسرى من كافة أطياف اللون السياسي الفلسطيني ، كما أنها جسّدت معنى الوحدة الجغرافية من غزة والضفة والقدس والداخل وحتى الجولان السوري المحتل ، لماذا نغفل هذا الجانب ؟!. أعجبني قول " أن تخرج أسيراً من ذوي المؤبدات العالية خير من أن تقيم آلاف المهرجانات لدعم الأسرى هنا وهنا " ، فما بالك بخروج أكثر من( 300 أسيراً) من هؤلاء دون تمييز. والأعجب من ذلك ، رسائل من قيادات أسيرة كان مأمول أن تشملهم الصفقة ، لم ينتقصوا حقّها كما فعل هؤلاء ، أحدهم قال لما سؤل إن كان من الأسرى المنوي الإفراج عنهم؟ :لا ، لكننا فرحنا لحرائرنا و لإخواننا الذين غابت عنهم الشمس و لم يعلموا بزوغها إلا من أيام قليلة ، ونسأل الله الفرج القريب للأسود الباقية في الزنازين . هذا قولهم هم وهم أصحاب الشأن ، مع الإشارة إلى أن إتمام الصفقة كان بتوافق قيادة الحركة الأسيرة التي تضم كافة الفصائل الفلسطينية. اللافت في هذه الأصوات الشاذّة ، ما ذهب إليه أحدهم إلى حدّ التشكيك في توقيت الصفقة واعتبرها خيبة أمل وإحراج للسلطة في سعيها إلى الاعتراف الدولي بالدولة ، وكأن به يريد رهن أسرانا وأسيراتنا في سجون الاحتلال يواجهون الموت والإذلال . قال هذا المسؤول الذي أصابته الخيبة " لا نريد أن نرى أيّ فلسطيني ينفى من منطقته بقرار يتخذه شعبه".وأضاف "في هذه الحالة فقد اتخذت حماس قراراً بالموافقة على ترحيل هذا العدد من الأشخاص إلى خارج منازلهم في الضفة الغربية وخارج منازلهم في فلسطين ككل". تناسى هذا أن قوله ينطبق على سلطته التي وافقت على إبعاد ، " محتجزي كنيسة المهد في بداية الانتفاضة دون أخذ رأيهم " بل إنهم حتى لم يتابعوا أوضاعهم التي ازدادت سوءاً في الداخل والخارج ، على عكس حماس التي شاورت أصحاب الحق وهم من وافقوا على الإبعاد ، لأن السجن موت بطئ وقد طال بقاؤهم. وماذا لو اعترف العالم بفلسطين ، هل سيبصر أسرانا النور ؟!! ، مدير مصلحة سجون الاحتلال ، رد على طلب الأسرى اعتبارهم أسرى حرب ، بالقول " أعلنوا عن دولتكم أين ما شئتم وكيف ما شئتم ولكنكم سجناء ولن تصيروا أسرى حرب "، فهل نتركهم يحدد مصيرهم سجانهم. بكل أسف ، هذا ديدنهم مذ عرفناهم ، رأوا في أسر "شاليط" مهكلة ، وفي تحرير الأسرى خيبة أمل ، ولا يعيبهم الطلب " من المقاومة تسليم شاليط بلا ثمن كبادرة حسن نية " . لقد ساءه وأمثاله ، وفاء حماس والمقاومة للأحرار الذين ضاعوا في متاهات المفاوضات العقيمة ، دون أن يأت أحد على ذكرهم خلال لقاءاتهم حول "طاولة التسول" ، كما أظهرت وثائق فضحت نهج من يهاجمون الصفقة الآن. هذا يذكرنا بقوله تعالى " {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ }آل عمران120 الذي يهم أن الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم ، منشغلين الآن ، بتزيين البيوت والحارات والشوارع لاستقبال الأبطال، أيقنوا تماما أن"أسلوب شاليط "هو الأنجع لردع العدو الصهيوني ، وبالقوة تسترد الحقوق ، وما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا .