وقفت معجبا أمام كلمات السيدة فدوى البرغوثي زوجة الأسير مروان البرغوثي وهي تتحدث عن الصفقة رغم ما بها من ألم وحزن لأن هذه الصفقة لم تشمل زوجها، وفي كل مرة تعاد كلماتها أقف صامتا لأن هذه الكلمات كانت صادقة بكل معنى الكلمة ولم تبحث في كلماتها عن الانتقاص من هذه الصفقة وابتعدت كل البعد عن كلمة ولكن؟. ومن هذا الموقف كان يجب على المشككين بالصفقة وأهدافها أن يصمتوا وينصتوا إلى السيدة فدوى البرغوثي ويتعلموا منها كيف يكون الموقف وكيف تخرج الكلمات من وسط الأحزان، ولكن هذا الحزن لم يكن طاغيا على موقفها القوي والشجاع ومثل السيدة فدوى كان كلام بقية أهالي الأسرى الذين لم يكن لهم نصيب في هذه الصفقة وممن استمعت إليهم ومنها تلك الكلمات التي عبرت عنها عائلة القائد إبراهيم حامد، وما عبر عنه نجل القيادي جمال أبو الهيجاء، وممن لم أستمع إليهم ، هؤلاء الذين يجب أن تستمع إليهم لأنها كلمات صادقة واعية تعبر بصدق عن مشاعر الكل الفلسطيني حتى في قلب الألم. ومن هذا المنطلق لمت كثيرا على من تولى الرد على بعض التصريحات من قبل بعض الجهات سواء المسئولة أو تلك التي عبرت عن مواقف تشكيكية وأكثرت من كلمة ولكن، وأنا هنا سأردهم جميعا إلى مقالة الدكتور سفيان أبو زايدة التي عبر فيها عن موقف منطقي وواقعي أعطى الصفقة حقها وإن حاول أن يشير إلى أن الصفقة ليست نوعية وأن ما جاء فيها كان في بقية الصفقات، ليس هذا هو مجالنا فكل صفقة لها وعليها، ولكن المفترض أن يكون الحديث عن مجمل الصفقة وليس البحث عن ثغرات هنا أو هناك. إن الرد على من يحاول الطعن في الصفقة والنوايا والأهداف السياسية ما هو إلا محاولة للنيل من الصفقة أو ممن قام بها وكان الأفضل أن لا يرد عليهم، لأن الرد يعطي لهؤلاء قيمة ومكانة عندما يتصدر للرد عليهم كبار نعتز بهم ولا نرغب أن يهبطوا إلى هذا المستوى الضحل ممن حاولوا النيل، وهناك من عبر عن وجهة نظر قد تخالف الرأي العام وهذا حق متروك للجميع أن يعبروا عن وجهات نظرهم ولكن على أن يكون لديهم الأدلة المنطقية التي يسوقونها. أيام قليلة تفصلنا عن العرس الفلسطيني الكبير الذي تتزين به بيوت غزة لاستقبال أبطال الحرية سواء من أبناء غزة أو أبناء الضفة، فكلهم أبناء فلسطين، والمؤسف أن الخوف والملاحقة يحولان دون فرحة أهالي الضفة الغربية نتيجة حالة القهر التي تحياها الضفة على أيدي أجهزة الأمن في الضفة الغربية وخاصة أهالي وذوي المحررين من حركة حماس وإن كنت أتمنى أن ينتهز الأهالي الفرصة السانحة ويكسروا حاجز الخوف والرهبة وان يزينوا بيوتهم كما في غزة بالرايات التي يحبونها ولتفعل هذه الأجهزة ما تريد. الثلاثاء أو الأربعاء ويعود أسرانا بعد عشرات السنين من الاعتقال والمرارة إلى أحضان أمهاتهم وآبائهم وذويهم، وفق الخطوات المرسومة من قبل قيادة المقاومة والتي يبدو أنها متفقة مع الجانب المصري الراعي للاتفاق أن يكون التسليم والاستلام في نفس اللحظة، وهي أن تستلم الحكومة المصرية شاليط في لحظة استلام الأسرى الذين سيكونون في قطاع غزة وان يستلم الصليب الأحمر أسرى الضفة لتسليمهم إلى ذويهم وعندها تكتمل الفرحة ويزول القلق. حالة الخوف والقلق تزداد لدى سكان قطاع غزة في ظل الكثافة لطائرات الاستطلاع التي ما انفكت تجوب سماء قطاع غزة بالعشرات بل بالمئات بحثا عن المكان الذي يمكن أن يخرج منه شاليط؛ ولكن هيهات لها أن تصل إلى ذلك، لأن مقاومة تحتفظ بجندي لديها في بقعة محاصرة وضيقة خمس سنوات ونيف لن تعطي الفرصة لهذا العدو لمعرفة المكان الذي احتجز فيه شاليط. صبرا جميلا والساعات تنقضي والفرحة ستعم كل البيوت وأقول كل البيوت لأن الشعب الفلسطيني كله سيحتفل بهذا النصر الكبير الذي تحقق بالإفراج عن هؤلاء الأبطال من سجون الاحتلال، وسيبقى الأمل أن يتحرر من تبقى داخل المعتقل بقرار سياسي إسرائيلي أو بقرار المقاومة الذي سيرغم هذه القيادة الإسرائيلية على الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.