10.01°القدس
9.77°رام الله
8.86°الخليل
15.9°غزة
10.01° القدس
رام الله9.77°
الخليل8.86°
غزة15.9°
الخميس 05 ديسمبر 2024
4.6جنيه إسترليني
5.1دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.62دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.6
دينار أردني5.1
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.62

خبر: ضمانات صفقة تبادل الأسرى

عرف اليهود عبر التاريخ بنقضهم للمواثيق والعهود التي يبرمونها مع أنبيائهم فضلاً عن التي مع أعدائهم، وبالتالي فإن المخاوف تنتاب الفلسطينيين عامة وذوي المقرر الإفراج عنهم بشكل خاص من غدر اليهود، والشعب الفلسطيني محق في مخاوفه ولاسيما والأمر يتعلق بمجاهدين ومناضلين غيّبهم الاحتلال الصهيوني وحرمهم الحرية والأهل والحياة الكريمة سنوات طويلة، فما هي الضمانات التي تحمي المحررين في صفقة تبادل الأسرى المبرمة بين المقاومة الإسلامية الفلسطينية بقيادة كتائب القسام وبين دولة الاحتلال الصهيوني؟. إن كنا نبحث عن ضمانات أكيدة فلن نجدها مع عدو متغطرس وغبي قد لا ينتبه أين تكمن مصالحه وأمن شعبه، ولكن الظروف التي يمر بها الكيان الغاصب اختلفت عن ذي قبل اختلافاً كبيراً، فقد هزم الاحتلال الصهيوني في معركتين؛ في جنوب لبنان وفي قطاع غزة، وكذلك هزم في حصاره للقطاع ولم يحقق أهدافه، فضلاً عن أزمة "الشرعية" التي يواجهها مع "المجتمع الدولي" نتيجة جرائمه، وكذلك فإن المحيط العربي قد تغير مع بدء الثورة العربية والربيع العربي، تلك ظروف لا تسمح لدولة الاحتلال بالاستمرار بغطرستها حيث شعر العدو الصهيوني مع تلك المتغيرات بأن مسألة وجوده أصبحت محل نقاش. لو أن الصفقة تمت في ظروف أفضل بالنسبة لدولة الاحتلال (إسرائيل) مع وجود نظام مبارك في السلطة لكانت الضمانات ضعيفة، ولكن في الظروف الحالية ومع وجود مجلس عسكري مختلف عن النظام البائد فإن الضمانات أقوى بكثير، فالمجلس العسكري الأعلى الذي يتولى شؤون مصر لا يسمح بغدر صهيوني والنكوص عن اتفاق تم تحت رعايته ووساطته حفاظا على مكانته وخوفا من رد الفعل الشعبي المصري الذي أصبح يحاسب القيادة المصرية ساعة بساعة. إذن قوة الموقف المصري تعد ضمانة قوية من أجل التزام دولة الاحتلال بعدم التعرض للمحررين في الصفقة بشكل فج، وهذا لا يعني استبعاد الغدر الصهيوني بشكل مطلق. الضمانة الأخرى التي من شأنها أن تحمي المحررين بعد إتمام الصفقة إن شاء الله هو خوف (إسرائيل) من عملية أو عمليات اختطاف لاحقة، وهو أمر محتمل وتتعاظم احتمالاته في حال أخلّت دولة الاحتلال بأي شرط من شروط الصفقة الحالية. الصفقة تمت وبقي التنفيذ، والجميع اطلع على شروطها المعلنة ولا بد من وجود تفاهمات غير معلنة ربما تكون بحد ذاتها ضمانة ثالثة لسلامة المحررين، ولكن كل ذلك لا يعني ألا تلجأ دولة الاحتلال للتخلص ممن تعدهم أشد خطورة بطرق غير مباشرة وغير مستفزة للقيادة المصرية، ولكن الحرب ستظل قائمة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية حتى يندحر الاحتلال عن آخر شبر من الأرض الفلسطينية.