20.01°القدس
19.66°رام الله
18.86°الخليل
24.28°غزة
20.01° القدس
رام الله19.66°
الخليل18.86°
غزة24.28°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: لسانهم معك..؟!

( قلوبهم معك وسيوفهم عليك )، بهذه العبارة لخص ابن عباس رحمه الله المشهد العراقي في نصيحته للحسين بن علي رضي الله عنه عند خروجه، وهذه النصيحة يمكن أن نتقدم بها إلى كل من يراهن على الموقف الأميركي والأوروبي لإنقاذ مسار الخيار الديمقراطي وفرضه على قادة الجيش، وبعد تعديل طفيف يقول: ( لسانهم معك وسيوفهم عليك ). ثم لاحظ أننا نقول إنقاذ الخيار الديمقراطي، ولم نقل العودة إلى الشريعة والشرعية، لأن هذا أبعد من ذاك بمسافات شاسعة؟!. لسان أميركا وأوروبا مع الخيار الديمقراطي، ولكن سيوفهم قتلت واعتقلت الفائزين بالورقة الديمقراطية، لأن هوية الفائزين إسلامية وليست هوية علمانية، ولأن سيوفهم شاركت في الانقلاب وفي حماية مخرجاته، فإن المصلحة تقتضي الإخفاء والمداراة، وهذه تكون من خلال دفع (ضريبة كلامية) يمكن أن تُخدّر المناهضين للانقلاب، وتشغل المحللين بالأمنيات وبالأوهام. يقول الجنرال موشيه كبلينسكي من قادة الأركان السابقين في جيش الاحتلال: " إن الأميركيين والأوروبيين يدفعون ضريبة كلامية في نقد الجيش، ولكن المصالح الأميركية والأوروبية تقتضي مواصلة العمل مع قادة الجيش المصري ". ويقول الدبلوماسي ألون بنكاس: "إنه رغم تراجع دور مصر الإقليمي، فإن الولايات المتحدة ترى في العلاقة مع قيادة الجيش إحدى أهم الضمانات للحفاظ على مصالحها في المنطقة ". " وإن انسحاب أميركا من أفغانستان والعراق جعل الأميركيين في حاجة للمساعدات التي يقدمها الجيش المصري. وإن المساعدات التي تقدمها أميركا للجيش المصري أكثر أهمية من المساعدات التي قد تقدمها السعودية. وإن عزل مرسي وعمليات قتل المتظاهرين لا يمكن أن تكون سببًا يدفع الإدارة الأميركية للتضحية بعلاقاتها مع قيادة الجيش المصري". هذه الشهادات الإسرائيلية الواضحة تكشف عن الموقف الأميركي والأوروبي، الذي قررناه في عبارة (لسانهم معك، وسيوفهم عليك)، ومن هذه القاعدة الاستعمارية ذهب قادة جيش الاحتلال إلى مطالبة أوباما بالتوقف عن الضغط على الجيش للعودة إلى مسار ديمقراطي، لأن هذا المسار سيعيد الإخوان وحلفاءهم إلى الحكم. كان يمكن لأميركا وأوروبا أن يمنعوا الانقلاب، وأن يحافظوا على المسار الديمقراطي، وأن يجنبوا مصر هذه الدماء، وهذا الانقسام والاضطراب، ولكن لم تكن عندهم إرادة تدعم المسار الديمقراطي، وضحوا بقيم بلادهم، وبمشروع نشر قيمهم في الشرق الأوسط، وقبلوا الاتهامات، وقدموا مصالحهم، وهم يمارسون الآن عملية تجميل لا أكثر، وعملية تخفيف أضرار هذه الاتهامات لا أكثر. أميركا تحاول تجميل وجهها، ومع التجميل ومن مقتضياته تحميل المسئولية لغيرها فقد ذكرت صحيفة (وول ستريت جورنال): " إن وزير الدفاع الأميركي تشاك هايغل ومسئولين آخرين حاولوا إقناع السيسي بمنح مرسي المزيد من الوقت، إلا أن السعودية والإمارات قللتا من أهمية العرض ، مما شجع الجنرالات على عدم التراجع، وكذلك فعل جون كيري وزير الخارجية، ولكن السعودية والإمارات قالوا للجنرالات: "اذهبوا واقبضوا عليهم، أي الإخوان، ودعموا ذلك بمليارات الدولارات. هذا بعض ما قالته الصحف الأميركية، ومع أن الشركاء لعبوا مع الإخوان على المكشوف، نقول إن أميركا كانت وما زالت هي الدولة المقررة في العالم.