16.28°القدس
15.84°رام الله
16.61°الخليل
22.07°غزة
16.28° القدس
رام الله15.84°
الخليل16.61°
غزة22.07°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: رحلة مثل القطران

هل سبق أن تعرضت لبصقة من أحدهم، حتى ولو بشكل غير مقصود؟ لا تحاول أن تجيب، سوف أذكرك بمواقف قريبة من ذلك.. تصور أنك تستقل سيارة "عمومي" مسرعة، على الطريق الساحلي، بينما يداعب نسيم البحر وجهك عبر النافذة، وترسل إليك الأمواج رائحة مميزة قريبة من رائحة السمك، وتسرح ببصرك عبر التقاء الأفق مع زرقة البحر، وفجأة... الراكب في الكرسي الأمامي، يتنخم ثم يخرج رأسه من شباك السيارة ويبصق.. لحظات ويختفي كل شيء جميل.. النسيم العليل يتحول الى رذاذ، ورائحة البحر تتحول الى بصل وفول، وزرقة البحر تسود في العين، ثم تغلق النافذة وتلوذ بصمت قاهر. هل سبق وأن أفرغ أحدهم مطفأة سجائر على وجهك وملابسك؟ مرة أخرى.. حرارة الجو والرطوبة العالية تدفعك لكي تجلس بجوار شباك السيارة حتى تستمتع بالتكييف الطبيعي، والهواء النقي تفاديا للاشتراك مع باقي ركاب التاكسي بنفس الشهيق والزفير، وفجأة... يشعل الراكب في الكرسي الأمامي سيجارته دون استئذان، وبكل استهتار يرسل لباقي الركاب رسالة عبر رائحة دخان سيجارته فحواها: "طز فيكم كلكم". الأمر لا يتوقف عند "الطز" الأولى، بل يتواصل بعدما ينشغل عن نفث السيجارة ويخوض حوار "تافه" مع السائق، بينما يستند بيده إلى الشباك، ويتطاير كل شرر وقرف السيجارة على وجهك وملابسك.. ورغم التنفيض المتكرر، والضرب على الملابس بصوت مرتفع إلا أن ردة فعل السامج: "طز ثانية" لكم أعزائي الركاب مع تمنياتي لكم برحلة مليئة بالنيكوتين والقطران. هل سبق وأجبرتك فتاة لا تعرفها أن تتحمل زناخة دمها ودلعها الماسخ؟ طيب يا سيدي اليك موقف يتكرر، حيث أن أكثر ما يسعى إليه موظف عائد من عمله بعد يوم شاق، أن يجد مكانا مريحا في سيارة أجرة محترمة، فيها ركاب مثله، يودون أن يمضوا نصف ساعة من الهدوء في ظل أزمات يومية لا متناهية، ولا مانع من الاستماع لبرنامج مفيد أو نشرة أخبار من المذياع دون تعليق أي من الركاب حتى لا ندخل في نطاح سياسي، وفجأة... تجلس في الكرسي الأمامي فتاتان، تبدو إحداهما كأنها تلعب في أرجوحة في الملاهي، تنخز زميلاتها، تسرق منها زجاجة المياه، ترش عليها المياه، تضحك "على الفاضي والمليان"، وكأن السيارة فارغة إلا من دلعها البايخ، مع إصرارها أن تواصل ارتداء نظارتها الشمسية داخل السيارة، وتلتفت بين الحين والاخر كي توزع على الركاب "خفة دم"، لكن الحق يقال، ولا واحد من الركاب عبرها، "وطلع نقبها على شونه"، الركاب نصفهم نائم، والنصف الآخر، يتحدثون في جوالاتهم، او يضعون السماعات في آذانهم. عزيزي الوزير.. عزيزي المسئول.. هل تريد أن تسمع الشتايم والاشاعات اللي بتطلع عليك؟ ببساطة "اركن" سيارتك الخاصة، وقرر أن تستخدم السيارات العمومي دون أن تعّرف بهويتك، وبمجرد أن ينفتح النقاش حول مسألة تتعلق بمسئوليتك، سوف تسمعهم "بيلعنوا سلسفيل أبوك، بحق أو بغير حق، وسوف تسمع رزمة إشاعات عنك قد تجعلك تنفجر من الضحك. [title]في صالون السيارة هناك ركاب "بيحبلوا البنت البكر" [/title]