20.01°القدس
19.66°رام الله
18.86°الخليل
24.28°غزة
20.01° القدس
رام الله19.66°
الخليل18.86°
غزة24.28°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: حلفاء الأسد يدفعون معه ثمن رفضه للإصلاح

اعتراف النظام السوري المتأخر بإستخدام أسلحة كيماوية في المواجهات, وإتهامه المعارضة بإستخدام هذا السلاح الشامل, يلزمه بتحمل المسؤولية, ولا يثبت شيئا على المعارضة. في القانون, الإقرار يختلف عن الإتهام. الولايات المتحدة الأميركية, تجد نفسها هنا ملزمة بصدور ردة فعل عملية عنها, لسببين: الأول: أنه سبق لها أن حذرت النظام السوري بالرد في حال استخدامه اسلحة كيماوية, أو اسلحة دمار شامل. عدم الرد يعني أن لا يبالي أي طرف في العالم بأي تحذير اميركي.. أي أن تنهار هيبة الدولة الأعظم في العالم, وهو ما لا تقبله واشنطن لنفسها. ثانياً: أن الولايات المتحدة, وبعد أن دمر الصراع بين جيش النظام, وقوات الثورة السورية جميع المدن والبلدات, وأغلب القري في سوريا, ولم يعد هنالك ما يمكن تدميره.. ترى أنه قد حان آوان القطاف..! منذ اندلاع الثورة في سوريا, وتيقن واشنطن من أن التيار الإسلامي يشكل مكوناً رئيساً من مكوناتها, تم فرض حظر تسليحي على كل مكونات الثورة السورية, خشية أن تستخدم الأسلحة ضد المصالح الأميركية في المنطقة.. أي ضد اسرائيل. قبل عدة اسابيع حدثت تطورات هامة على صعيد الثورة السورية.. الأول: نجاح أحمد الجربا, المقرب من السعودية بالوصول إلى رئاسة الإئتلاف الوطني السوري.. القيادة السياسية للثورة السورية. الثاني: وضع مخطط يهدف إلى اضعاف الإسلاميين المتشددين في الثورة السورية.. خاصة جبهة النصرة, دون أن يتم غض النظر عن مكونات اسلامية ضمن الجيش الحر.. وخاصة الإخوان المسلمين. العارفون ببواطن الأمور الداخلية للثورة السورية يدركون أن اشتباكات غير قليلة وقعت, وتقع بين الجيش الحر وجبهة النصرة. اللجوء إلى استخدام السلاح الكيماوي, وفر الآن للولايات المتحدة لحظة مواتية لحصاد النتائج التي ترتبت على سياساتها منذ اندلاع الثورة السورية منتصف آذار/ مارس 2011. كذلك, فقد قررت واشنطن التدخل العسكري الآن, ورفضت ذلك حين كان السوريون يتظاهرون في شوارع دمشق وعموم المحافظات السورية يطالبون به..!! الأهداف المتوقعة للعمليات العسكرية الأميركية بمشاركة عدد من الدول الغربية ابرزها بريطانيا وفرنسا, هي: أولاً: اسلحة الدمار الشامل السورية, كيماوية وغازات سامة وصواريخ متعددة المديات.. ليس حماية للشعب السوري من أن يواصل النظام استخدامها ضده, ولكن خشية من أن تستخدم ضد اسرائيل, من قبل المعارضة أو العهد المقبل في سوريا. ثانياً: الطائرات والدبابات العائدة للجيش السوري, وكل سلاح يشكل خطراً مستقبلياً على اسرائيل. ثالثاً: مراكز القيادة والسيطرة. رابعاً: مستودعات الأسلحة والذخيرة. خامساً: ابراج الإتصالات. سادساً: معسكرات وتجمعات مقاتلي التشدد الإسلامي. النظام دمر البلد, وأميركا وحلفائها تدمر مراكز قوة النظام تهيئة لأن تسيطر القطاعات الأقل تشدداً من المعارضة على مقاليد الحكم. التدخل الأميركي يستهدف إذاً اسقاط نظام الحكم في سوريا على أيدي المعارضة الأقل تشدداً, وإضعاف فرص قوى التشدد الديني. الهدف من اسقاط النظام يكمن اساساً في اضعاف المشروع الإستراتيجي الإيراني في الإقليم ببعديه: الأول: الملف النووي, بما يمثله من تهديد لأمن واستقرار النفط.. المصلحة الإستراتيجية الأميركية الأولى. الثاني: حزب الله, بما يمثله من تهديد لأمن واستقرار اسرائيل.. المصلحة الإستراتيجية الأميركية الثانية. سوريا بدون أسلحة تهدد اسرائيل تعني: أولاً: استمرار الهدوء على الجبهة السورية ـ الإسرائيلية. ثانياً: امكانية التوصل إلى حل سياسي مع اسرائيل, دون الشروط المتشددة للنظام السوري. ثالثاً: توحد موقف الدول العربية على محاربة الملف النووي الإيراني. رابعاً: ضعف القدرات العسكرية لحزب الله بمواجهة اسرائيل, بإعتباره مخلباً ايرانياً متقدماً في إطار التنافس الإيراني ـ الإسرائيلي على النفوذ في المنطقة. خامساً: تقوقع المشروع الإستراتيجي الإيراني داخل الأراضي الإيرانية. سادساً: ازدياد فرص الحراك الشعبي ضد نظام التشدد الديني في ايران, خاصة على خلفية تدهور اداء الإقتصاد الإيراني, والرفض المجتمعي للتشدد الديني, وتصاعد الإنفاق الإيراني على دعم اطراف خارجية. سابعاً: افشال المخطط الروسي للإطلال على مياه الخليج العربي الدافئة, بدلاً من بحر العرب عبر الحدود الأفغانية الباكستانية، الذي فكرت موسكو الإتحاد السوفياتي بالتسلل إليه عبر الشريط الحدودي بين البلدين. الإنجاز الأميركي الأهم عبر التدخل العسكري في سوريا يتمثل في إبراز دور اميركي مؤيد لحرية الشعوب العربية. لقد بدأ باراك اوباما ولايته الأولى رئيسا للولايات المتحدة، بمحاولة التقرب من الشعوب العربية والإسلامية, فهل ينهي ولايته الثانية بتحقيق هذا الهدف..؟! مبدئياً يصعب ذلك لأسباب تتصل بثوابت النظرة الشعبية العربية والإسلامية للسياسات والمصالح الأميركية في بلدان منطقتهم. على كل.. هذه الإنجازات الأميركية في مجملها.. ما يمكن أن يتحقق منها, وما لا يمكن أن يتحقق منها، هي المحصلة التي قدمتها سياسات ومواقف وتصلب النظام السوري, الذي غامر بكل مصالحه ومصالح حلفائه الإستراتيجية، عبر رفضه تحقيق أي اصلاحات كانت, طالما طالب بها الشعب العربي السوري. ولطالما طالبته موسكو وطهران بالإقدام على الإصلاحات التي طالب بها السوريون, دون جدوى, فدفع حلفاءه كما هو, ثمناً باهظاً لهذا التشدد