20.01°القدس
19.66°رام الله
18.86°الخليل
24.28°غزة
20.01° القدس
رام الله19.66°
الخليل18.86°
غزة24.28°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: علّة العلل

أوصى مؤتمر خبراء الاستعمار الذي عُقد في بريطانيا في الفترة 1905-1907م، فيما سُمي بوثيقة بنرمان، نسبة إلى رئيس وزراء بريطانيا آنذاك، أنه لكي يطول أمد الاستعمار البريطاني، والأوروبي، لا بد من تقسيم وإضعاف المنطقة العربية لأنها تشكل كتلة متماسكة في وجه أوروبا. وأن هذا التقسيم ممكن في حال تم زرع جسم سكاني غريب عن المنطقة في فلسطين، واليهود هم العنصر المناسب لهذه الوصفة لتوفر ادعاءات تاريخية ودينية لهم بفلسطين. لقد نفّذت بريطانيا هذه التوصيات، وصدر تصريح بلفور من أجل ذلك، ومارست بريطانيا سياسات عنصرية لصالح تمكين اليهود في فلسطين إلى أن تسلمت الولايات المتحدة الأمريكية منها هذه العُهدة. لقد كانت غاية الاستعمار الأوروبي والسياسات الغربية هي الحفاظ على مصالحها الاستعمارية في المنطقة العربية، وكان الطريق الوحيد لهم لتنفيذ هذه الغاية هو دعم وحماية (إسرائيل) التي غدت عِلّة العِلل. من أجل (إسرائيل) وبقائها وقعت المنطقة العربية في سلسلة من أشكال الهيمنة الأجنبية والتبعية للأجنبي، وتفتيت وإنهاك مستمرين حتى اللحظة، على النحو التالي: تسليم المنطقة لأنظمة حكم محلية (ثورية أو غير ثورية) ترث الاحتلال في بلدانها، وتدير مصالحه فيها وعلى رأسها حماية (إسرائيل). بدعوى مجابهة (إسرائيل) يتم ضخ كميات مهولة من البترول العربي إلى الأسواق الغربية، فينهب الغرب ثروة العرب بأسعار هزيلة، ويبيع لهم السلاح فتنشط صناعته لديه، ويحتفظ بمعظم أموال العرب في بنوكه ليستفيد من تشغيلها وينفق على رفاهيته وقوته العسكرية منها. يتم حظر الممارسة الديمقراطية في البلاد العربية بدعوى الالتفات لمواجهة (إسرائيل) في هذه المرحلة. يتم مصادرة حق الدول العربية، والشرق أوسطية في امتلاك السلاح النووي بدعوى خطره على (إسرائيل)، فضُرِب المفاعل العراقي، ثم السوري، واغتيل مهندس المفاعل المصري، ويتم التهديد بضرب المفاعل الإيراني. تم منح الجنسية الأردنية لفلسطينيي الأردن لإراحة (إسرائيل) من خطر مطالبتهم بالعودة. قامت الجيوش العربية وأجهزة المخابرات العربية بحماية حدود (إسرائيل) في قالب من الادعاء بحماية حدودها من (إسرائيل). تم حظر الحركات الإسلامية وملاحقتها أمنياً والتضييق عليها بسبب معاداتها (إسرائيل) وتصديها للاحتلال في حرب 1948م. طُرحت المبادرة العربية لتثبيت حق (إسرائيل) في الوجود، والتعامل معها، ولو على حساب الحق العربي في فلسطين. تم خلق الأزمات أمام ثورات الربيع العربي لمنع خروجها من تحت العباءة الأمريكية الراعية (لإسرائيل). وجرى الانقلاب على أول حكم إسلامي في دول الربيع العربي، في مصر، خشية خروج مصر عن التبعية لأمريكا، ومن ثمَّ التفكير في مجابهة (إسرائيل). تم حصار قطاع غزة وحركة حماس بأيدٍ عربية قبل أن تكون بأيدي (إسرائيل) وأمريكا، وذلك لمنع تمدد نموذج المقاومة، ولقتل روح التحدي في الأمة، وفي ذلك حماية (لإسرائيل). وبالمقابل تشجيع الفلسطينيين على السلام مع (إسرائيل)، فتُفتح أبواب العرب أمام كل مَن يرغب في التعايش معها وينبذ المقاومة. من أجل (إسرائيل)، كان الانقلاب العسكري في مصر، وكان قتل الشعب السوري المستمر بلا توقف، ومن أجلها ستوجَّه ضربات مدروسة للنظام السوري، ومن أجلها ضُرب العراق من قبل، ومن أجلها تم تفكيك السودان وإرهاقه في حروب داخلية بلا توقف، وهكذا. إن (إسرائيل) هي داء العرب، وهي علة العلل، ولا شفاء للعرب من هذا الداء إلا باستئصاله من جذوره. وإن أي صراعات جانبية تنحرف عن هدف إزالة (إسرائيل)، إنما تصب في مصلحة (إسرائيل) وبقائها. وبالتالي فإن المقاومة الفلسطينية هي رأس الحربة في تصحيح كل الأوضاع العربية، وتستحق أن تنال كل دعم وتكريم من الأشقاء العرب.