16.28°القدس
15.84°رام الله
16.61°الخليل
22.07°غزة
16.28° القدس
رام الله15.84°
الخليل16.61°
غزة22.07°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: غزة. .تدق ناقوس الخطر للأحرار

بقراءة بسيطة للواقع وتسارع الأحداث فيه يتضح شيء واحد اتجاه الأوضاع القادمة على غزة هو حصار مطبق في ظني سيكون أشد مما سبقه في 2008، وبالتالي القادم الصعب يحتاج للاستعداد على قدر المواجهة وتلبية أي اشكالات مرتبة على ذلك قد تحدث خارجياً من خلال المحيط المتربص وكذا داخلياً من أصحاب اللا ذمم المأجورين. تنقلت غزة بقدر الله من منحة إلى محنة فمن حصار مطبق راح ضحيته عشرات الأنفس الراضية بتقادير الله لأهل غزة لتواجه حرباً عُدت في مقاييس العالم باللاأخلاقية، ثم انتقلت إلى حالة مواجهة صمدت فيها ثمانية أيام جعلتها حسوماً على رأس الاحتلال الصهيوني لتبقى غزة الكف الذي يواجه المخرز. لكن في الحقيقة أن غزة في كل محنها كانت تراهن على دعم شعبي عربي وإسلامي منقطع النظير أثبت أنه يعرف للقضية الفلسطينية قدرها ولم يتركها فريسة للجوع أو المرض أو الحرب، بل كان يسارع لنجدتها في كل مرة بقوافل الدعم والمساندة دون منة منه فهو واجبهم اتجاه من يحمي كرامتهم وعز هذه الأمة المتبقي في الفئة الصابرة المقاتلة في غزة وأمثالها. لكن التساؤل هنا هل نجح الاحتلال وأعوانه في المنطقة إضافة للجهد الأمريكي المساند للاحتلال على مدار الازمان بإنهاك المحيط العربي بالمشاكل والقلاقل التي أثارها عبر أعوانه في المنطقة وخاصة في دول الطوق التي وصل لها الربيع العربي، بل حتى تلك التي فصل ببننا وبينهم حدود سايكس بيكو الظالمة، وإشغالها بحل قضاياها وعدم الالتفات للقضية التي اعتبرها العرب والمسلمين منذ احتلال فلسطين قضيتهم المركزية ؟. هذا التساؤل يبرره أن المحيط العربي يمر بمرحلة ولادة ومخاض عسير في ظني أن لها ما بعدها فلن يبقى الوضع العربي يترنح بهذا الشكل حتى يستقر وترسو به سفينة النجاة إلى حيث يحلم ملايين العرب والمسلمين بحياة آمنة كريمة بعيداً عن تسلط دول الاستعمار والاستبداد العالمي. من ثم فإن أي مرحلة صعبة مقبلة عليها غزة فلا شك أنها لن تستطيع أن تعذر العرب والمسلمين في الدفاع عنها، وهنا لابد من تسجيل موقف عز لرجل أبى لغزة أن تعيش تحت النار وعمل جاهداً ونادى بالصوت العالي لا لقتل غزة الرئيس الشرعي محمد مرسي في عدوان 2012، وهنا تتجلى الحاجة لأمثاله حتى لا تقع غزة في أتون الحصار المطبق والذي لا شك أن أول نتائجه انهاك غزة وتجهيزها لحرب ضروس كتلك التي أعقبت حصار 2008، هذا السيناريو القاتم في حياة غزة لا تتمنى غزة عودته بأي شكل من الأشكال وبالتالي فالجميع من أبناء هذه الأمة الشرفاء لابد لهم كلمة قبل "أن يقع الفاس في الراس" حينها لا ينفع الندم. لا أتكلم هنا أن غزة ستسلم للعدوان عليها لكن لديها ألف وسيلة ووسيلة للتعامل مع العدوان الحربي الصهيوني لكنها لا تفهم بحال من الأحوال مثلاً حصار الجارة مصر وإغلاق الأنفاق شريان حياة غزة بأطفالها ونسائها وكبارها ومرضها فهي عصب الحياة الذي حافظ على غزة صامدة في وجه العنت الصهيوني. في النهاية فإن غزة مطمئنة لقدر الله لها، لكنها تدق ناقوس الخطر لتسمع صوتها لكل الأحرار أن في غزة شعب يحب الحياة كما يحب الموت في سبيل الدفاع والذود عن قضيته وحريته، هذا النداء قد يكون سبق الحصار المطبق الذي يلوح في الأفاق لكن كان من الضروري أن يعلم القريب والبعيد أن غزة لن تقبل بحصارها وستعمل مع كل أحرار العالم من أجل حريتها والدفاع عن نفسها بكل ما أوتيت من قوة وشعارها كما قيل، "المحن تصقل الرجال والفتن تسقط الأنذال".