في مشهد غاب عن مدينة نابلس منذ سنوات طويلة، رفرفت رايات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لتعانق عنان السماء، ابتهاجا باستقبال الاسرى المحررين ضمن صفقة "وفاء الاحرار" التي رأى بموجبها 1027 اسيرا وأسيرة النور بعد سنوات من الظلمة وعتمة الزنازين. فقد احتشد العشرات من مناصري ومؤيدي الحركة وهم يرفعون الاعلام الخضراء ويهتفون للمقاومة وكتائب القسام فرحا بوصول 17 أسيرا واسيرا من أبناء محافظة نابلس إلى وسط ميدان الشهداء، حيث كان المئات من أبناء المدينة بانتظارهم. وشارك في استقبالهم محافظ نابلس اللواء جبرين البكري وطاقم المحافظة، ورئيس البلدية المهندس عدلي يعيش، إضافة لنواب حركة حماس، وهم: الشيخ حامد البيتاوي وياسر منصور ومنى منصور وحسني البوريني وداود أبو سير، إضافة للنائب عن حركة فتح نجاة أبو بكر والدكتور ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء في الحكومة الفلسطينية العاشرة، وحشد كبير من الشخصيات الوطنية وممثلي المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المحلي. وتوجه المحررون إلى خيمة الاعتصام التي يواصل فيها أهالي الاسرى المضربين عن الطعام اعتصامهم فيها لليوم 22 على التوالي، حيث عبروا عن تضامنهم الكامل مع من كانوا برفقتهم قبل ساعات قليلة فقط يشاركونهم معاناة السجن وقسوة السجان. وألقى تيسير نصر الله عضو المجلس الوطني الفلسطيني كلمة رحب بها بأبناء نابلس العائدين المحررين، مؤكدا أن نابلس قدمت خيرة أبنائها في سبيل التحرير ودحر الاحتلال. وعبر الاسير المحرر طه الشخشير الذي كان يمضي حكما بالسجن المؤبد منذ عام 1992 عن فرحه الشديد لتواجده في مدينته التي احب، والتي تركها وهو شاب صغير وها هو يعود إليها يتنسم عبقها. وحيا الشخشير المقاومة الفلسطينية وحركة حماس على إنجازها الوطني الكبير، مؤكدا أن الصفقة كانت بمثابة حلم تمسك به مئات الاسرى خاصة اصحاب المؤبدات ولم تخيب حماس أملهم بل وحققت لهم حلمهم وحولته الى حقيقة. بدورها ألقت الاسيرة المحررة سنابل بريك كلمة حيت فيها الحضور، وشاكرة لهم تواجدهم. كما دعت الى المزيد من التضامن مع الاسرى في حربهم الضروس ضد ممارسات إدارات السجون وخاصة بحق من بقي من النساء والاطفال والمرضى. وبأعلى صوتها شكرت الاسيرة المحررة ايمان غزاوي العشي -التي كانت تقضي حكما بالسجن لـ23 عاما ومعتقلة منذ نحو 10 سنوات- حركة حماس ما هيج المشاركين ودفعهم للهتاف للحركة والاشادة بإنجازها غير المسبوق. كما ألقى نضال عبد الحق الذي كان يمضي حكما بالسجن المؤبد مدى الحياة كلمة هنأ نفسه وإخوانه بالفرج والانعتاق من نير الاحتلال، مطالبا بالمزيد من الاهتمام بملف الاسرى.