أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن صفقة تبادل الأسرى التزمت بأن تضم من مختلف القوى والفصائل والشخصيات الفلسطينية من مختلف تيارات الحركة الأسيرة، مشيراً . وقال رئيس الوزراء:"إن الصفقة انطلقت أيضا من رؤية خاصة ولا رؤية حزبية أو فئوية أو تناولت في مفاوضاتها الشاقة فقط أبناء حماس أو أبناء القسام لكنها انطلقت من موقع القيم الأخلاقية، ووضعنا الخلاف خلف ظهورنا من أجل هؤلاء الأبطال، وجعلنا الانقسام وراء ظهورنا من أجل عيون هؤلاء الأبطال". جاء ذلك خلال احتفال "وفاء الأحرار" الذي نظمته حركة المقاومة الإسلامية حماس في ساحة الكتيبة بمدية غزة اليوم الثلاثاء لاستقبال الأسرى المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الصهيوني وخروج 477 أسير وأسيرة في المرحلة الأولى من الصفقة. [title]شعب واحد[/title] وأضاف هنية " سجلت هذه الصفقة درساً مهماً عملياً على الأرض أن هذا الشعب شعب واحد وأن هذا الشعب في وقت المحن والشدائد ينتصر القادة الأخلاقيون من أجل أن يحافظوا على هذه الأمانة ... نعم رفضنا ورفض المفاوض الحمساوي المدعوم من أبناء هذا الشعب أن يوقع على الاتفاقية وأن يخلف من ورائه ألواناً من ألوان الطيف السياسي". وتابع:" أما المعيار الثاني لهذه الصفقة فهو الأرض الواحدة فلسطين الواحدة هذه الصفقة أيها الأخوة لم تكن خاصة بأبناء غزة رغم أن غزة دفعت الثمن كل الثمن وهو رخيص من أجل الله ، وهو رخيص من أجل كرامة هذا الشعب، من أجل حرية هؤلاء الأبطال ... إنما الصفقة شملت غزة والضفة والقدس المحتلة والـ 48 بل امتدت إلى الجولان السوري العربي المحتل". وقال :"لقد رسمت هذه الصفقة خارطة حدود فلسطين مجدداً في الوقت الذي يجري فيه نشاط سياسي في هذه المؤسسة أو تلك لاعتبار فلسطين هي 22% من أرض فلسطين جاءت هذه الصفقة لتقول حدود فلسطين هي حدود هذه الصفقة غزة الضفة 48". وأكد أن هذه الصفقة تعني أن هذا اليوم هو يوم فلسطيني باقتدار، مضيفا:"لكم أن تتخيلوا أيها الأخوة يا أبناء الشعب الفلسطيني في كل مكان أن هذه الصفقة قد اشتملت على 320 أسير وبطل محكومين مؤبد مدى الحياة، ويخرجون اليوم ويعيشون بيننا بفضل الله سبحانه وتعالى". ومضى قائلا:"إن هذا الخيار الاستراتيجي هذا الخيار الواقعي هو المقاومة فنحن بالمقاومة حررنا الأرض، حررنا غزة وبالمقاومة نحرر الإنسان". وأشار إلى أن المقاومة اليوم تتجلى بأبهى صورها بعظمتها بقدرتها على الصمود وقدرتها على المراوغة والاحتفاظ بهذا الجندي خمس سنوات ويزيد في منطقة جغرافية صغيرة لا يوجد بها هضاب ولا جبال ولا كهوف وهي في مرمى كل الأجهزة التجسسية الصهيونية وغير الصهيونية، ولكن كتائب القسام موضع الفخر وموضع الاعتزاز كانوا أمناء وكانوا عند مستوى المرحلة وكانوا عند مستوى المسئولية. وقال " إن صبركم لم يضع سدى وإن دماء الشهداء لم تضع سدى بما في ذلك شهداء هذه العملية المباركة، إن صبركم يا أهل غزة وثباتكم، تدمير البيوت على أهلها تشريد الآلاف نعم أيها الأخوة إنه درس عظيم أن الصبر والثبات نتائجه دائماً عظيمة ترقى إلى مستوى هذه التضحيات ". وشدد على أن إمكانية هزيمة (إسرائيل) إمكانية واقعية، مضيفا:"هم يقولون وصحفهم هي التي تقول إسرائيل اليوم في هزيمة وحماس في انتصار والشعب الفلسطيني في انتصار وقيادات الشعب الفلسطيني ترفع شارة النصر". وقال "إن هذا الموقف إن هؤلاء الأبطال يستحقون كل مغامرة من أجل كسر القيد والعودة لفلسطين". وشكر هنية الثورة المصرية التي رعت المفاوضات والتي كانت أمينة عليها ، والشكر لكل الطاقم المفاوض ولكل من عمل. [title]تحرير الأسرى[/title] من جانبه، دعا الأسير المحرر القيادي في حركة حماس يحيى السنوار كافة الفصائل الفلسطينية أن يأخذوا على عاتقهم تحرير باقي الأسرى في القريب العاجل، مضيفاً أن ذلك يجب أن يتحول لخطة عملية وترصد لها الإمكانيات. وقال "لا يمكن لعدونا إلا أن يضع بين المطرقة والسندان فإما أن يدفع الثمن مقابل أسراه عندنا، أو ان يحطم قواعد أساسية من داخل وجوده"، مجدداً الدعوة لكل من لديه القدرة على أن يشارك في هذا الأمر أن ينصر الأسرى . وأضاف القائد السنوا " قد فارقنا منذ وقت ليس بالطويل ، أفئدتنا في السجون ورائنا، تركنا محمود عيسى القائد القسامي الذي قام بخطف الجندي طوليانو، تركنا حسن سلامة، الذي أوجع العدو، تركنا القادة من كتائب القسام وشهداء الأقصى ومن كافة الفصائل ". وتابع " والله الذي لا اله إلا هو .. خرجنا ونحن نشعر إننا تركنا قلوبنا ورائنا .. لا يمكن أن ينقص من قدر هذا الانجاز الضخم الإستراتيجي .. إنها المرة الأولى التي يجرى فيها صفقة تبادل للأسرى داخل الأرض الفلسطينية، بمثل هذا الحجم، وهي المرة الأولى التي يخرج فيها من الإخوة كماً ونوعاً". وقال:"ظن الاحتلال أنه قادراً أن يدمر إرادتنا فحولنا زنازين سجونه لأكاديميات ومدارس وتعد للمعركة الفاصلة (..) هذا نصر عظيم حققه شعبنا و مقاوتنا وكتائبنا المظفرة وهي مجرد مبشر من المبشرات التي ينكرها الله سبحانه وتعالى". وأكد السنوار أنه لا يمكن ترك أسرانا الأبطال ينزفون في السجون الصهيونية، شاكراً كل من ساهم في هذا الانجاز العظيم .