30.54°القدس
29.89°رام الله
29.42°الخليل
27.44°غزة
30.54° القدس
رام الله29.89°
الخليل29.42°
غزة27.44°
الأحد 02 يونيو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.25دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.72دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.25
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.72

خبر: هناكـ فرق ..!

تمت المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى بين حركة حماس والعدو الصهيوني بنجاح ، وعاد الجندي الصهيوني شاليط إلى بيته بعد أكثر من خمس سنوات من الأسر ، وعمت الأفراح ربوع فلسطين من بحرها إلى نهرها احتفاءاً واحتفالاً بتحرير ثلة من الأسرى المجاهدين من السجون الصهيونية . وهنا نسجل بعض المفارقات الهامة على هامش هذا الحدث التاريخي الكبير : [title]معاملة الأسرى بين إنسانية حماس ووحشية الصهاينة[/title] عاد جلعاد شاليط إلى بيته ليحدثهم عن المعاملة الحسنة التي كان يتلقاها من آسريه ، من توفير مكان آمن ومريح ، وتلبية كل متطلبات الحياة الخاصة من مأكل ومشرب وملبس ، إلى العناية الصحية والنفسية الخاصة . لم يتعرض شاليط للتعذيب ، للشبح ، للحرب النفسية والإهانة من آسريه على الرغم من أن عملية أسره تمت وهو في دبابته التي تبطش بالشعب الأعزل فتقتل أبناءه وتدمر بيوته وتروع الآمنين في مساكنهم . وفي المقابل سيكون لكل أسير وأسيرة من الـ477 الذين تحرروا ضمن صفقة التبادل قصة وحكاية ورواية ، عزل انفرادي يستمر لسنوات ، شبح وتعذيب يتواصل على مدار الساعة ، حرمان من النوم والراحة لأيام متواصلة ، وأساليب تعذيب وحشية لم يسبق لها مثيل ، وهنا نذّكر بالشهيد الأسير عبد الصمد حريزات الذي قضى في زنزانته بعد أن ترك لعدة أيام مشبوحاً على هيئة " القرفصاء " . نعم هناك فرق بين سماحة الإسلام ووحشية من يدعون الإنسانية والتحضر ! . [title]عادوا منتصرين ، وعاد ذليلاً ![/title] معظم الأسرى الذين تحرروا قضوا في السجون الصهيونية عشرات السنين ، عانوا خلالها من أساليب التعذيب الصهيونية المختلفة ومن وحشية السجان الحاقد ، والعزل الإنفرادي المتواصل ، والحرمان من أبسط الحقوق المشروعة ، ورغم طول فترة الأسر وقسوتها عادوا إلى بيوتهم منتصرين ، مصممين على مواصلة طريق المقاومة والجهاد الذي من أجله عانوا قسوة السجان وطول فترات الأسر ، استقبلهم الشعب بالورود والزغاريد ، رفعوهم على الأعناق ، وكان يوم تحريرهم عرس وطني كبير ، وحدوا الشعب تحت راية المقاومة والجهاد . أما أسيرهم وعلى الرغم من المدة القصيرة التي قضاها في الأسر " مقارنة بسنوات الأسر الطويلة التي قضاها الأسرى الفلسطينيين في سجون الصهاينة " ، وبرغم المعاملة الحسنة والرعاية الجيدة التي كان يتلقاها من آسريه ، رغم كل هذه الراحة بدا عليه الخوف والإرباك والتوتر ، كان ذليلاَ واهناً ، حالته النفسية منكسرة ، استقبل رسمياً من قادته بوجوه واجمة وكأنه قد جلب لهم العار ، وأنه السبب في إذلالهم وتوقيعهم مرغمين على صفقة التبادل بشروط القسام . نعم هناك فرق لأن أسرانا يدافعون عن حق ، وأسيرهم يدافع عن باطل [title]الوفاء الحقيقي في الميدان[/title] منذ اعتقال الشيخ أحمد ياسين لأول مرة ورجال حماس قد وضعوا نصب عينيهم أن تحريره ورفاقه من الأسر دين في رقابهم ، تحت شعار " من العار أن يبقى أبينا سجيناً " فجرت عدة محاولات لإطلاق سراحه عبر أسر جنود صهاينة في عمليات نوعية لكتائب القسام ، من سعدون وسبورتك ، إلى كرفاني وطوليدانو ، وليس انتهاءً بنخشون فاكسمان ، أي أن حماس ورجالها لم يكلّوا ولم يملّوا حتى خرج الشيخ ياسين من الأسر ، وكذلك لجميع القادة من حماس وغير حماس في السجون الصهيونية كانت هناك مساعي حثيثة من حماس للعمل على إطلاق سراحهم تكللت إحداها بالنجاح اليوم في صفقة مشرفة ولم تتوقف بل هناك تأكيد واضح من حماس ورجالها بأن تحرير القادة الأسرى من حماس ومن غير حماس بات ديناً في رقابهم . في المقابل نرى البعض قد تفننوا في الجعجعة والتصريحات النارية ، ادعوا زوراً أن قضية الأسرى تشغل بالهم وأن تحريرهم هدفاً لهم ، سمعنا منهم هذا الكلام منذ سنوات طويلة وما زلنا نسمع ، قادتهم في السجون وكوادرهم مغيبون ولم يفعلوا شيئاً ملموساً للعمل على إطلاق سراحهم وتحريرهم . ولم يكتفوا بذلك بل سعوا جاهدين من أجل منع إطلاق سراحهم عندما حاولت حماس ذلك ، حتى لا يقعوا في حرج شديد ! . " ما بدهم يعملوا ولا يخلوا غيرهم يعمل "! هكذا باختصار . نعم هناك فرق بين من يحمل هم الأسرى ، من يعتبر بقاء القادة في السجون أمراً معيباً ، وبين من جعل من قضية الأسرى ساحة للمزايدات السياسية والمتاجرة بمعاناتهم وآلامهم لتحقيق أغراض حزبية ضيقة ... نعم هناك فرق !. [title]وفدنا المفاوض ... ووفدهم الهزيل ![/title] خمس سنوات من المفاوضات الشاقة والمجهدة ، تكللت بصفقة مشرفة مرغت أنف العدو في التراب ، بعد خمس سنوات تسربت معلومات عن هذا الوفد التفاوضي الذي يضم 4 شخصيات فلسطينية بارزة فقط . في المقابل عشرات السنين ونحن نسمع عن مفاوضات للسلام يقودها وفد فلسطيني من " العواجيز " نسمع منه جعجعة ولا نرى طحيناً ، بل شاهدنا صوراً وهم يتبادلون الابتسامات والضحكات والنكات مع الوفد الصهيوني المفاوض ، صور من منتجعات ايلات وطابا وشرم الشيخ ، صورة لعضو وفد مفاوض " بالبرمودة " ، وآخر يتجول في حديقة بالدراجة الهوائية ، وثالث يحتسي كأساً من النبيذ الفاخر وهكذا ! . نعم شتان شتان بين من جلب النصر والمعزة ومن جلب الهزيمة و المذلة ..هناك فرق ! وأخيراً ... من رأى مراسم الاستقبال الباهتة للأسرى في الضفة ، وأعراس الحرية المنتشية في غزة يعلم جيداً أن هناك فرق ... نعم هناك فرق !.