15.57°القدس
15.47°رام الله
14.42°الخليل
22.32°غزة
15.57° القدس
رام الله15.47°
الخليل14.42°
غزة22.32°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: مفاوضات لن تمر

غزة يُشدد حصارها من جديد، القدس تهود وتستباح وتقسم، مفاوضات التصفية للقضية الفلسطينية تجري بلا كوابح بين الاحتلال الصهيوني وحركة فتح برعاية أمريكية ودفع من دول الرباعية العربية. تشديد حصار غزة يهدف إلى القضاء على المقاومة؛ التي تؤرق العدو وحلفاءه من سلطة وبعض العرب وأمريكا؛ لذلك المطلوب هو رأس المقاومة، ولم يتمكنوا من ذلك خلال العدوان المتكرر من العدو الصهيوني أو مما يخطط له اليوم من إثارة للفوضى والعودة من جديد إلى مربع الاقتتال الداخلي عبر تشكيل مجموعات مسلحة تشرف عليها حركة فتح، وكذلك عبر الوقيعة بين الحكومة في قطاع غزة وحركة حماس والحكام الجدد في مصر. وهنا قد تثور ثورة قيادات فتح حول أن المفاوضات تجري بين الاحتلال وبين حركة فتح، وعندها سيقولون هي بين منظمة التحرير والعدو الصهيوني، وهنا يجب توضيح الأمر والتأكيد على أنها بين فتح والعدو الصهيوني لأن غالبية أعضاء منظمة التحرير رفضوا العودة بالطريقة التي عاد بها عباس للمفاوضات، وأن قرار العودة هو قرار أبو مازن وفريق كبير من حركة فتح، ودليل ذلك أن المعترضين من فتح على طريقة العودة لم يكن لهم تأثير على قرار عباس الذي مضى دون أن يكترث بالموقف الرافض من قبل أعضاء المنظمة وبعض حركة فتح. ولعل الذكرى العشرين التي تمر على اتفاق أوسلو المشؤوم الذي مهد لتصفية القضية الفلسطينية وفتح الباب واسعا على الاعتراف بوجود (إسرائيل) والتطبيع معها وإقامة العلاقات دون خجل من العديد من الدول العربية منها من أعلنها مباشرة ومنها من يمارسها بالسر، لم تكفِ كي تردع عباس عن المسير في طريق التفاوض مع الاحتلال، التي وصلت الى نهاية صفرية ونكوص حتى عن اتفاق أوسلو من قبل الصهاينة والذي يعتبره نتنياهو اتفاقا ميتا، ويحاول التوصل إلى اتفاق يحقق ما يُخطط له من دولة يهودية على أكبر جزء من فلسطين المحتلة وبجوارها كانتونات تشبه الدولة، محكومة (ببسطار) الاحتلال كما يقول عباس. يمضي عباس بالمفاوضات والاحتلال يمارس أبشع الممارسات في القدس من تهويد وطرد لأهلها، والعمل على تقسيمها مع يهود كما حدث في المسجد الإبراهيمي دون أن يحرك ذلك شعرة من بدن المفاوض أو يجعله ينتفض خجلا أو حياء من أجل القدس العاصمة التي يجب أن تبقى للدولة الفلسطينية والتي لا تقبل التقسيم كما لا تقبل فلسطين التقسيم، وعلى ما يبدو أن عباس يعتبر في قرارة نفسه أن القدس ليست من اختصاصه بعد أن تنازل عنها إلى الأردن، وأن ما يجري فيها هو شأن أردني وليس فلسطينيا، وأن ما يقوم به الاحتلال في القدس لن يؤثر على المفاوضات كما لا يؤثر استمرار الاستيطان. غزة لن تموت؛ هذه حقيقة نؤكد عليها، وأن هذا الحصار لن يكسر إرادتها ولن يحشرها في الزاوية، وستخرج منه أقوى وأصلب عودا، وستبدع في خلق البدائل كما أبدعت في السابق وستبقى غزة حامية للمقاومة وعصية على الانكسار وشوكة في حلق الاحتلال الصهيوني ومن يكيد لها. أما القدس ستبقى البقعة المقدسة والمباركة من عند الله، ومهما فعل يهود فلن ينزعوها من قلوب وصدور الفلسطينيين والمسلمين رغم الغفلة التي تحياها الأمة، ومهما فعلوا من تهويد أو تدنيس أو وصل بهم الأمر إلى القيام بما يهدد الأقصى بفعل الأنفاق أو بأي فعل مصطنع يحدثوه تحت الأرض كي يعيدوا بناء هيكلهم المزعوم. وهذه المفاوضات لن تمر على الشعب الفلسطيني، ولن يكتب لها النجاح حتى لو وقع عباس على اتفاق لتصفية القضية، فالشعب الفلسطيني سيتصدى لكل اتفاق ينقص من حقوقه ويتخلى عن ثوابته، أوسلو الذي تم خلسة وبعيدا عن الشعب الفلسطيني والذي وأد الانتفاضة الأولى بعد أن أحدثت انقساما كبيرا في الشارع الفلسطيني والذي أسس لكل انقسام فيما بعد لم يتمكن من منع انتفاضة الأقصى، ولم يتمكن من تصفية القضية ولم يقض على المقاومة، وأي اتفاق قادم سيلقى ذات المصير ولن يكون إلا ما سيقرره الشعب الفلسطيني والذي لن يكون أقل من دولة على كامل تراب فلسطين