16.28°القدس
15.84°رام الله
16.61°الخليل
22.07°غزة
16.28° القدس
رام الله15.84°
الخليل16.61°
غزة22.07°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: سلاح كتائب القسام ومواجهة التحديات

يبدو أن غزة مختلفة عن باقي البلاد العربية. وشعبها الذي تعلم العزة والكرامة ومواجهة المحتل والتصدي لإرهابه وآلته الإجرامية لم تعد تخيفه الأهوال بل يطلبها ويسعى لها ويلهث لمواجهتها وتحديها وتحطيمها على شاطئه. لهذا ليس غريبا هذا الاستنفار العام لرجال مقاومتها من جنوب القطاع لشماله، ومن شرقه لغربه وهم يحملون السلاح ويتباهون به ويصرون على إظهاره بشكل يغيظ العدو الصهيوني الذي يراقب تنامي المقاومة وتعاظمها دون أن يستطيع ضرب قذيفة واحدة على غزة المنيعة، خوفا من دفع الثمن اضعافا مضاعفة. ربما يتساءل المراقبون والمهتمون لماذا هذا التحشيد والمناورة العسكرية لكتائب القسام بهذه القوة وهذا التوقيت؟! وكأنهم لا يلاحظون هذه الهجمة المتوالية على قطاع غزة، وهذا الحصار الخانق والشديد لمحاولة كسره وكسر هيبته، التي ظهرت أمام العدو عشرات المرات كان آخرها العام الماضي في حجارة السجيل، حيث استطاعت هذه الجغرافيا المحصورة والمحاصرة المنهكة والمتعبة الانتفاض لكرامتها وكبريائها، فضربت أقوى القرى المحصنة للعدو مدينة (تل أبيب)، وكم رسم حول هذه المدينة طوال عقود ماضية من الهالات والأساطير تمنع احدا من مسها وضربها، فما كان من غزة إلا أن أثبتت للعالم العربي والدولي أنه يمكن ضربها وإيلامها وقصفها بسهولة. وللأمانة العلمية إن ما يميز كتائب القسام ما تتمتع به من تنظيم وإعداد وعمل دءوب وسرية تامة، فقبل الحصار الخانق وتلك النوايا العدوانية على غزة ومشروعها المقاوم، لم يلحظ أهالي القطاع قطعة سلاح واحدة وعاش السكان حالة من الهدوء حتى ان الزائر يحسب أن غزة خالية من السلاح والعتاد والرجال المسلحين، وفجأة وإذ بغزة تتحول لغابة من الرجال والسلاح بمختلف انواعه وأشكاله، مما يعطي دلالة واضحة ان هذا السلاح منضبط، ومضبوط، وموجه، وعاقل، ومسيس وغير منفلت، وراق يعرف عدوه ووجهته. قطاع غزة اليوم حقق الحلم الفلسطيني في امتلاك السلاح والعتاد للشعب الفلسطيني، فمنذ عام 48 وكانت المؤامرة الاولى والأخيرة على سلاح الشعب الفلسطيني، فحينما يسحب السلاح ويجمع سيسهل احتلال الارض وهتك العرض وتشريد العزل، اليوم المؤامرة على قطاع غزة كبيرة وواضحة وجلية ومن أطراف عدة، بسبب سلاحه وشوكته التي أدمت المحتل. فالمستهدف اليوم من الحرب على غزة واضح وجلي، هو هذا السلاح الذي يقاوم الصهاينة ومستعد لمواجهتهم في أي معركة قادمة، لهذا أقامت كتائب القسام مناوراتها العسكرية المتتالية لبث رسائل محددة، أن هذا السلاح ثمنه دماء قادتها ورجالها وأبنائها، وأنه غال جدا ولا يمكن التفريط فيه والتنازل عنه، والأمر الآخر أن هذا السلاح فلسطيني خالص وهو موجه لمحاربة المحتل الصهيوني المجرم والقاتل والذي يحتاج لتكاتف الجهود لمواجهته ومقاومته واجتثاثه. الاستعراضات العسكرية لم تأت اعتباطية وإنما جاءت بعد قراءة متأنية للواقع المحلي والإقليمي والدولي، فهناك قرار بإنهاء المقاومة الفلسطينية وفرض تسوية تصفي من خلالها القضية، وتشغل القوى المناضلة بمعارك هامشية وجانبية، إلا أن القسام قادر على إشعال المنطقة، وأن أي تضييق آخر على غزة سيدفع ثمنه الاحتلال مهما كلف من ثمن