15.57°القدس
15.47°رام الله
14.42°الخليل
22.32°غزة
15.57° القدس
رام الله15.47°
الخليل14.42°
غزة22.32°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الانقلابات العسكرية في العالم العربي

حينما وقعت معظم دول العالم العربي تحت الاحتلال البريطاني والفرنسي نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وترسخ الاحتلال بعد الحرب العالمية الثانية واتفاقية سايكس بيكو التي قسمت العالم العربي بين القوى العظمي آنذاك بدأت حركات التحرر والاحزاب الوطنية في الظهور في دول عديدة وكانت ثورة 1919 في مصر ومطالب الاستقلال التي قادها سعد زغلول آنذاك من الحركات المبكرة التي رسخت المطالب بالاستقلال في مصر والدول العربية ونتج عنها دستور 1923 الذي ينظر اليه على انه واحد من اهم الدساتير التي صيغت في العالم العربي في القرن الماضي، وتطورت صور المقاومة للاحتلال حتى وصلت إلى المقاومة المسلحة في قناة السويس مثلا ضد البريطانيين وحركة عز الدين القسام في فلسطين في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي، وقبلها ظهر عمر المختار في ليبيا وحركات اخرى كثيرة، وحينما شغلت الدول الغربية بالحرب العالمية الثانية حتى منتصف العام 1945 كانت كثير من الدول العربية قد تبلورت فيها حركات التحرر والدعوة للانعتاق من الاحتلال، ظهرت آنذاك قوة جديدة هي الولايات المتحدة الأميركية وبدأت القوى القديمة وعلى رأسها فرنسا وبريطانيا بالافول، وقد قامت الفكرة الأميركية على شكل مغاير عما كان يقوم به البريطانيون والفرنسيون في الاحتلال المباشر ، اذ لجأت إلى فكرة الانقلابات العسكرية عبر دفع العسكر إلى القيام بانقلابات عسكرية يسيطرون من خلالها على أنظمة الحكم في هذه البلاد وتكون لهم علاقاتهم المباشرة بالاحتلال الجديد غير المباشر عبر ادارة دولهم بالوكالة، فمن ناحية تتم اقامة أنظمة عسكرية استبدادية تقتل حلم التحرر الحقيقي واقامة انظمة ديمقراطية في المنطقة، ومن جهة أخرى يتم ترتيب مصالح هذه الدول مع هؤلاء الحكام الجدد بما يؤدي إلى نجاح المشروع الاستعماري الجديد دون حاجة للاحتلال المباشر أو خسران مزيد من الجنود أو الدماء، وكان انقلاب حسني الزعيم في سوريا في العام 1949 باكورة هذه الانقلابات حيث كان مشروع انقلاب الزعيم يقوم على أول اعتراف عربي مبكر بـ(اسرائيل)، واقامة نظام علماني في سوريا موال للولايات المتحدة والغرب، لكن لعبة الزعيم سرعان ما اعجب بها العسكر الآخرون وانقلب عليه سامي الحناوي ثم وقع انقلاب ضد الحناوي وخلال عام واحد فقط شهدت سوريا ثلاثة انقلابات عسكرية دغدغت لدى العسكر في كل الدول العربية الانقلاب على انظمتهم والسيطرة على الحكم واقامة انظمة تتوافق مع النظام العالمي الجديد الذي افرزته الحرب العالمية الثانية وافرز قطبين في العالم هما الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون والاتحاد السوفيتيي وحلفاؤه من شرق اوروبا واقطار اخرى عديدة، وفي اعقاب انقلابات سوريا قام جمال عبد الناصر بانقلابه العسكري في مصر في حضور القوات البريطانية التي كانت لا تزال تحتل قطاعا كبيرا من مصر وفي حضور الولايات المتحدة التي كلف على صبري من قبل عبد الناصر لترتيب اوراق الانقلابيين معها، وهنا اعطت الولايات المتحدة الضوء الأخضر لقيام نظام عسكري استبدادي في مصر يخدم مصالحها دعمته بوسائل كثيرة من أهمها تأسيس المخابرات العامة المصرية على نفس النظام الذي أسست عليه وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي ايه، ورغم اعلان عبد الناصر وسياسته التي كانت موالية للاتحاد السوفياتي الا انه كانت له روابطه الوثيقة بالولايات المتحدة التي كشفها عملاء أميركيون كتبوا مذكراتهم فيما بعد مثل صاحب كتاب لعبة الأمم وحتى ضباط مصريون مثل علوي حافظ وعلي صبري وصلاح نصر وغيرهم كثيرون، وقد دعمت المخابرات المركزية الأميركية معظم الانقلابات العسكرية التي وقعت في العراق واليمن وليبيا والسودان وغيرها من الدول الاخرى وكانت على علاقة وثيقة بحكامها، مما مكنها من الحفاظ على مصالحها والتخلص من عملائها في الوقت التي تجد فيه أن اوارقهم قد احترقت أو أن دورهم قد انتهى مثل حسني مبارك في مصر وقبله القذافي في ليبيا وبن علي في تونس وعلي عبد الله صالح في اليمن، ولعل الانقلاب الاخير الذي قاده الفريق عبد الفتاح السيسي في مصر وتأييد الولايات المتحدة والقوى الغربية له يثبت أن الولايات المتحدة لم تتخلى عن سياسة الانقلابات العسكرية باعتبارها الطريق الأقرب لاقامة الأنظمة الاستبدادية الموالية للمصالح الأميركية