15.57°القدس
15.47°رام الله
14.42°الخليل
22.32°غزة
15.57° القدس
رام الله15.47°
الخليل14.42°
غزة22.32°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: ردة بطعم الكراهية

لقد عاش الفلسطيني (حفظه الله) مرارة النكبة ، ثم مرارة النكسة ، وقيدته مرارة كامب ديفيد ، ثم مرارة أوسلو ، وأذهلته مرارات الأردن ولبنان والعراق وسوريا ،حتى شرب من دمائها إلى الثمالة رغماً وكرها ، ولكن كل ما تقدم لا يعني شيئاً أمام الكراهية والعنصرية القُطْرية والسياسة التي ينشرها الإعلام المصري الآن. جراحات الفلسطيني ممتدة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر ! وربما تعاون بعض النظام العربي مع المحتل الصهيوني في تعميقها ورش الملح عليها ، لتكون أكثر إيلاماً ، وأقل استجابة للشفاء. ثمة وقائع تحكي للأسف تعاوناً مباشراً ، وأخرى تحكي تعاوناً غير مباشر ، ولست بحاجة لضرب الأمثلة وإقامة الأدلة ، فالحال الفلسطينية من أولها إلى آخرها ، (من 1948 - 2013 ) هي الدليل ، وهي صفحات القصة . إذا كان للفلسطيني جلد وصبر على نكايات العدو الصهيوني ، فإنه لا جلد له ولا صبر على نكايات النظام العربي بعد أن تجاوزت في مخرجاتها المؤلمة نكايات العدو ، وبعد أن اتخذ جل النظام العربي القضية الفلسطينية تجارة له، والآن يدير لها ولأبنائها ظهر المجن . بعض أو جل النظام العربي الآن يعدو على الفلسطيني حيثما كان بسبب وبدون سبب ، مع أن النظام هو المسئول الأول عن احتلال القدس والضفة وغزة في عام 1967 م. وهو المسئول الأول عن الحالة الممزقة التي آلت إليها منظمة التحرير والمقاومة الفلسطينية. وهو المسئول الأول عن علو (إسرائيل) ، وتأخر التحرير ؟!. وهو اليوم المسئول الرئيس عن معركتي ( الردة – والكراهية )، التي تفجرت مؤخراً في ظل مقاومة أنظمة عربية قديمة لربيع عربي يحمل في جيوبه أملا، وفي جنباته تغييرا. لقد فجر الإعلام المصري ، إضافة إلى فضائيات عربية تسمى أحياناً عبرية، معركة ردة عن الإسلام ، وعن العروبة، وعن التحرير والمقاومة . إضافة إلى تفجيره معركة غير مسبوقة من الكراهية للفلسطيني ، وللتيار الإسلامي في فلسطين؟ ، حتى بات الفلسطيني منبوذا في الإعلام المصري ، ومتهماً في برامجه الحوارية ، ومداناً بالجرائم التي وقعت، والتي لم تقع أيضاً لأنه فلسطيني فحسب؟! وصارت القاهرة وعواصم عربية أخرى سجناً له، ومصدر خوف يتهدد رزقه وعلمه وعلاجه ومصيره؟! . غزة التي شرفت النظام العربي والشعوب العربية بمقاومتها وبصمودها في حربين ضروسين في ( 2008-2012) ، صارت اليوم في مرمى حروب الردة العربية، وحروب الكراهية العنصرية على قواعد جغرافية ، وسياسية، حتى دعا غرابهم لإغلاق المعبر تماماً، قائلا: ( وخلي اللي يموت يموت واللي يعيش يعيش، بدناش خيرهم ولا شرهم ؟!) .هكذا قال أحدهم وهو يمد معركة الكراهية بحطب الإعلام العنصري. الصياد الفلسطيني يطلب الرزق من بحر الله الأبيض، ولأن الرزق محاصر قبالة غزة، طلبه ليوم واحد من مياه جاره وشقيقه المصري، فحكمت عليه المحكمة المصرية بالسجن عاماً لتحرمه من الرزق سنة كاملة، وتحرمه من الحرية ، وتحرم أولاده من كسب أرزاقهم ظلماً ! بتأثير معركة الكراهية المفتعلة. مظاهر الردة عن القضية الفلسطينية أكثر من أن تعد وتحصى، ونفث الكراهية وعقدها تجاوزت في الشر سحرة فرعون وعقدهم ، حتى بات الأقصى وما يحاك له في يوم ما يسمى الغفران اليهودي غائباً من برامجهم وحواراتهم؟! قال الأقصى المحروس بالله لهم ساخراً ومبكتاً : أنتم تستطيعون أن تحاصروا مساجد عواصمكم ، وتستطيعون أن تحرقوها، وأن تغلقوها، وليس في هذا نصر أو اقتدار، لأنكم عاجزون عن أن تصلوا إلى أبوابي؟ نعم مجرد الوصول لا تستطيعونه؟! مع أني أناديكم منذ سنين، وأبوس الأرض تحت نعالكم.