28.34°القدس
28.21°رام الله
29.97°الخليل
31.49°غزة
28.34° القدس
رام الله28.21°
الخليل29.97°
غزة31.49°
الأحد 28 يوليو 2024
4.71جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.08جنيه مصري
3.98يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.71
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.08
يورو3.98
دولار أمريكي3.66

خبر: في ضيافة "يحيى السنوار"

يتفحص وجوههم يحاول التعرف عليهم جميعاً .. برموش عينيه يحاول أن ينحت تعابير الزمن عن وجوههم ورؤوسهم ، كي يعودوا إلى اليوم الذي تركهم فيه قبل ربع قرن من الزمان .. ينجح أحياناً ويتعرف عليهم فتعلو ضحكته وصوته ويشتد العناق وتتكاثر القبلات . هذا هو حال الأسير المحرر رئيس اللجنة العليا لأسرى حركة حماس في السجون المحرر يحيى السنوار " أبو إبراهيم " . آلاف المستقبلين كانوا بجوار منزل العائلة ينتظرون عودته بعد انتهاء مهرجان الكتيبة الخضراء في غزة ، كادوا من شدّة فرحتهم أن يقتلوه " هكذا عبر الأخ الأكبر للأسير المحرر القائد "يحيى السنوار" عن اللحظات الأولى لوصول السنوار القائد إلى منزل العائلة في خانيونس جنوب القطاع . وصلنا إلى بيت التهنئة صباحاً وفي وقت مبكر ، لم يكن كثيرين في بيت للتهنئة أعدّته حركة حماس ، وجهّزته بكل ما يلزم ، وزيّنته بصور القائد "يحيى السنوار" وأسرى آخرين ، ورايات خضراء ترفرف كثيرة فوق سرادق التهنئة وبجواره . جلسنا في الانتظار وبدأت الوفود تأتي متوالية إلى سرادق التهنئة تسأل البطل المنتظر ، ووالده وإخوانه يعدّونه أن سيحضر بعد لحظات . وصل والده الحاج الثمانيني تعلو وجهه ابتسامة عريضة ، يطلق النكات يميناً ويساراً وتتعالى ضحكاته واحدة تلو الأخرى وهو يتحدث عن الزواج ، حيث مازحه أحد الحاضرين بعرض الزواج عليه مع ابنه المحرر يحيى . [title]لم أنساكم ..[/title] وأخيرا أطل الفارس ، وقف الجميع مسرعين واصطفوا صفين عن اليمن وعن اليسار ، احتار من حوله كيف سيسلم عليه ، هنا تدخل القائد وبابتسامة عريضة وأعلى صوته بالقول " لا تقلقوا سأسلم عليكم جميعاً واحداً من اليمين وآخر من اليسار " .. ضحك الجميع وبدأ بالسلام بطريقته التي قال. أربع وعشرون عاماً أبعدته عن هؤلاء ، تغيرت ملامحهم وصورهم " الصورة موجودة ذكرني بالاسم " قالها لمن سلموا عليه كثيراً ، فيتعرف عليهم فيعاود احتضانهم من جديد وتعلو ضحكة من "يحيى" تسر من حوله وتنسيهم سني انتظاره الطويلة . توافد إعلاميون إلى مكان السرادق وبدأوا يلتقطون له الصور هنا تدخلت رغم اعتراض بعضاً من مرافقيه بسبب أن هناك ناساً يريدون السلام عليه لكنه استمر معي بالحديث بدأت بسؤاله فوجدت منه إجابات قائد محنك ورجل خبير . [title] سعادة غامرة وغصة كبيرة[/title] "الشعور لا يوصف حقيقة ، فهذا حدث وطني بامتياز وهو حدث كبير لعله أحد الأحداث الإستراتيجية الضخمة التي مرّت في قضية شعبنا في السنوات الأخيرة " هكذا بدأ يحيى القائد يصف شعوره . وتابع قائلاً :"الإنسان يعيش شيء من السعادة غير العادية، ليس فقط السعادة بالحرية هي جزء بسيط جداً من السعادة برؤية الواقع في غزة الصمود والإباء والاستعداد والتحفز هذا هو الشعور الغامر". لكن "يحيى" في لحظة اختفت ابتسامته وتحشرجت الكلمات في حلقه وهو يتذكر من ترك خلفه ممن يطلق عليهم مهج الأفئدة من الأسرى الأبطال معتبراً تركهم غصة في الحلق ،" تركنا خلفنا قلوبنا ومهج أفئدتنا من أحبابنا في السجون" يقول يحيى. [title] من مقابر الأحياء إلى الحياة[/title] "يحيى السنوار" يترك للأمور أن تجري على طبيعتها وبانسياب يحاول أن يعيش النقلة، فليس من السهل على الإنسان كما قال وبعد سنوات من السجن أن يعتاد سريعاً فلقد غاب عن ذهنه بعض الأشياء الأساسية . ومازح بالقول :" صباح اليوم بعد استيقاظي من النوم كنت أقول في نفسي كم متبقي للعدد – في إشارة لاصطفاف الأسرى صباحاً في ساحة السجن ليقوم السجان بعدهم – " . "يحيى" لا يعرف أبناء إخوانه وأخواته ولا يستطيع تمييزهم بسبب حالة الغياب القصري التي عاشها طوال ربع قرن من الزمان قضاها في السجون ، لذلك فهو يحس بنقص في حياته الاجتماعية لذلك فبمجرد سؤالنا عن المستقبل قال لنا:" هناك نقص في حياتي الاجتماعية مع أهلي وإخواني ووالدي وأخواتي وأولاد أخواتي وأولاد إخوتي والأقرباء جداً وأريد وقتاً للتعرف عليهم ومعرفة الكثير من المعطيات". لكنه استدرك قائلاً :" بالتأكيد سأظل بإذن الله في خدمة أهلي وشعبي وسأضّحي بالغالي والنفيس في سبيل هذه القضية المقدسة التي نتشرف بأن الله سبحانه وتعالى جعلنا نحملها". [title]رسالة لجبال الصبر[/title] وفي ختام حديتي مع هذا الجبل من الشموخ والكبرياء وعلم من أعلام المقومة أردت أن يرسل رسالة للأسرى فقال :" أنا لست في حاجة لأن أوصيهم بالصبر لأنهم جبال من الصبر أنا أعرف ذلك جيداً، لكن أنا أطمئنهم بأن الواقع بخير ومستوى تعاطف شعبنا مع قضية الأسرى هو تعاطف جبار جداً، فهو يتعامل مع قضية الأسرى على أنها قضية وجدانه وقلبه وفؤاده وروحه، ومن ثم أنا أطمئنهم بأنني واثق بأن الفرج قريب إن شاء الله ". ودعناه بابتسامة عريضة وقلوبنا تتمنى له حياة رغيدة سعيدة بين أهله وإخوانه وأحبابه وأقاربه وأبناء شعبه الذي عشقه وقدر له تضحياته وجهاده. في ضيافة "يحيى السنوار" في ضيافة "يحيى السنوار"