قلنا ومازلنا نقول عظيمة يا مصر رغم السنوات العجاف التي عشناها مع الشعب المصري على مدى سنوات طوال خيم فيها الظلام ومضت أيام قاسينا فيها كما قاسى الشعب المصري الحبيب صاحب الفضل، هذا الشعب الذي تحمل معنا الألم وشاركنا التضحيات والدماء والشهداء، وبعد هذه السنوات العجاف من الله على الشعب المصري بثورة يناير التي أعادت الحياة والاعتبار والمكانة لمصر لتعود مصر عظيمة قائدة رائدة لينعكس علينا كشعب فلسطيني بصفة عامة وقطاع غزة بصفة خاصة فكان الموقف المصري الذي قاده رئيس المخابرات المصرية مراد موافي في دعم مطالب المقاومة في تحقيق مطالبها وتعزيز صمودها وإنجاز صفقتها. نقول هذا القول من باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من لم يشكر الناس لا يشكر الله)، ومن باب شكرنا لله الذي أكرمنا بهذه الصفقة المباركة صفقة وفاء الأحرار، نقدم شكرنا الجزيل للشعب المصري الوفي والذي لا يزال يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني داعماً لحريته ونضاله ومقاومته، ولم ينسه وهو يصنع ثورته فكانت فلسطين وقطاع غزة والحصار حاضرة في ميدان التحرير وفي كل الميادين، شكراً لأجهزة الأمن المصرية وعلى رأسها جهاز المخابرات الذي شكل عنصراً داعماً مسانداً للمقاومة ضاغطاً على الاحتلال حتى رضخ خانعاً راكعاً لم يجد له من مناص إلا التوقيع على الصفقة والإفراج عن هؤلاء الأبطال الذين تزينت بهم فلسطين كل فلسطين. لن يتوقف الدور المصري عند هذا العهد، لأن مصر الثورة ليست هي مصر قبل الثورة، ما ينتظر مصر هو القيادة للأمة العربية والمشاركة في قيادة الأمة الإسلامية في المرحلة القادمة بعد أن تعافت ونهضت ونفضت تلك السنوات لتعود إلى مكانتها، ولتقود المرحلة القادمة نحو تبني القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. نقف اليوم موقفاً نفخر به ونفخر بهذا الدور الذي لعبته مصر الكنانة مصر النيل، في تحقيق العرس الفلسطيني الذي عم كل فلسطين راسماً الخارطة الفلسطينية الحقيقية والتي جاءت الصفقة لكي ترسخها من جديد بعد أن فرط بها البعض ظاناً أن القوي سيبقى قوياً والضعيف سيبقى ضعيفاً، ولكن هيهات أن تبقى هذه المعادلة التي تبددت، واليوم الضعيف يقوى وينتصر على القوي الذي بدأ يترنح ويفقد جزءا من قوته إيذاناً بفقدها بالكلية، ويصدق فيهم قول الله تعالى "وتلك الأيام نداولها بين الناس"، هي سنة التبديل والتغيير آخذة بالتحقيق على أيدي المقاومة. لم ينته الدور المصري عند هذه الصفقة بل هناك أدوار أخرى تنتظر مصر ما بعد الثورة، مصر القيادة، مصر الأمل، تتهيأ مصر لدور عظيم، هذا الدور سيكون أساسياً لمرحلة التحرير وإنهاء الاحتلال، ولعل أول الأدوار التي نتمنى على مصر الثورة أن تلعبها أن تعمل على إقناع حكومة الاحتلال الإسرائيلي بالإسراع في إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال بمحض إرادتها وبأي طريقة تراها هي، لأنه لم يعد هناك طريق إلا الإفراج عن كافة الأسرى أو أن تعاد صفقة شاليط وربما أكثر من شاليط، وطالما أن النتيجة هي خروج الأسرى والمعتقلين على (إسرائيل) أن تقصر الطريق وتوقف المعاناة التي سيتكبدها جنودها ومستوطنوها في المستقبل. رسالة يجب أن تصل إلى الاحتلال عبر القيادة المصرية وعلى المقاومة الفلسطينية أن تتيح المجال أمام الحكومة المصرية لنقل الرسالة وأمام الحكومة الإسرائيلية كي تأخذ وقتاً للتفكير واتخاذ القرار لأنه لا خيار أمام الاحتلال إلا أن يطلق سراح الأسرى كل الأسرى بمحض إرادته أو سيطلقهم مكرهاً بسواعد المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني. سننتظر قليلاً من الوقت للنظر ماذا سيكون تصرف الاحتلال، وإلى أين سيكون تفكيره، أما نحن نعرف ما نريد، وكيف نحقق ما نريد مهما طال الزمن أو قصر فما كان للمحتل انتهى زمنه واليوم هو زمن فلسطين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.