16.28°القدس
15.84°رام الله
16.61°الخليل
22.07°غزة
16.28° القدس
رام الله15.84°
الخليل16.61°
غزة22.07°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الإخوان بين الجنرالات والملوك

أخيرا صدر القرار المنتظر الذي يحظر "جمعية الإخوان المسلمين" في مصر، القرار كان صدر قبل هذا على الأرض، ولم يكن ينقص إلا صدوره "رسميا" من المحكمة، فالجماعة محظورة فعلا وأعضاؤها ملاحقون، ومقراتها إما مغلقة أو مستباحة !! جماعة الإخوان في مصر أو في غيرها، ليست تنظيما بالمعنى الحرفي للكلمة، بل هي فكرة وحركة ، والمنتمون فكريا لهذه المدرسة أضعاف أضعاف المنتمين لها تنظيميا، وحظرها كتنظيم مؤثر ولا شك في البعد التنظيمي، لكنه في البعد الفكري لا أثر له على الإطلاق، بل سأجازف واقول أن حظرها كتنظيم يفيدها أكثر بكثير من كونها تنظيما فوق الأرض وبمقرات وأنشطة علنية، لأن هذه الجماعة تتقن دور العمل بعيدا عن الأعين أكثر بكثير من إتقانها للعمل في وضح النهار، وبتعبير آخر، الأخ المسلم يجيد دور الملاحق والمسجون والمحظور أكثر من إجادته لدور حامل الشعار رسميا، وقد ثبت تاريخيا ان كل من "حظر" الجماعة ذهب واندثر، وبقيت الجماعة تنمو وتتوالد وتكبر، ولو حصرنا المحن والملاحقات والمطاردات التي تعرضت لها الجماعة في بلاد العرب، لكن حريا بها أن تختفي وتذوب، لكنها بقيت ورحل خصومها، ليس لأن أصحابها عباقرة وفطاحل، بل لأنها فكرة بسيطة تستمد نسغ حياتها من بساطة الإسلام وفطريته، لذلك يستحيل على أي احد أن يشطبها من التاريخ، ولو كان ثمة من يجيد هذا الدور لما سبق احد في هذا الأمر الجنرال بن علي تونس، أو البكباشي عبد الناصر في مصر! نقرأ قرار حظر الإخوان في مصر، ونحن نقرأ ما يرد في الخطاب الرسمي الأردني، من تأكيد على عدم استبعاد أي مكون من مكونات المجتمع، أو حظره أو شطبه من الحياة، على الرغم من أن إخوان الأردن ليسوا مرخصين بالمعنى الحرفي قانونيا، فهم موجودون منذ تأسيس الإمارة، وقبل صدور اي قوانين ناظمة للجمعيات، ومع ذلك، نسعد بما يرد على لسان جلالة الملك عبد الله الثاني بهذا الخصوص، على الرغم من "التوصيات" و"النصائح" ، بإقصاء هذا المكون من الحياة الأردنية، وأذكر هنا رواية لحوار جرى بين حسني مبارك والراحل الملك الحسين، في إحدى قمم العرب، حينما قال مبارك للحسين: انتم "بتحرجونا" بسماحكم للإخوان بالعمل، ولا أدري مدى صحة هذه الرواية، لكنها لم تغير من رأي الحسين، ولا خليفته، اللذين يصران على انتهاج طريق مختلف ليس لأن لهذا المجتمع الأردني خصوصيته وفرادته فحسب، بل لقناعة تامة رسختها السنون الطويلة، مفادها أن "الشرعية" لا تتجزأ، ومن يمنعك الشرعية، هو في الحقيقة يمنعها عن نفسه أولا، ولكن أنى للجنرالات أن يبلغوا حكمة الملوك!