أقر رئيس السلطة محمود عباس باتخاذ قرارات بالغة وتقديم تنازلات تاريخية مؤلمة وجارحة لتحقيق التسوية مع الاحتلال الإسرائيلي، والتنازل عن 78% من أرض فلسطين إبان توقيع اتفاق "أوسلو" مع الاحتلال الإسرائيلي قبل 20 عاماً. وقال عباس في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء الخميس: "اعتمدنا في المجلس الوطني الفلسطيني برنامجنا لتحقيق السلام، وكنا بذلك نتخذ قرارا بالغ الصعوبة ونقر تنازلاً تاريخياً مؤلماً وجارحاً. ولكننا امتلكنا كممثل للشعب الفلسطيني التقدير اللازم لمسؤولياتنا تجاه شعبنا، والشجاعة اللازمة لاتخاذ قرار باعتماد حل الدولتين: فلسطين وإسرائيل على حدود الرابع من حزيران 1967. أي إقامة دولة فلسطين على 22 % فقط من أراضي فلسطين التاريخية". وأضاف "كنا بذلك نؤدي قسطنا لاستكمال معادلة تحقيق التسوية التاريخية، ونسدد ما يترتب علينا من استحقاقات، ونوفي بجميع ما حددته الأسرة الدولية كمتطلبات من الطرف الفلسطيني لتحقيق السلام". وشدد عباس على "نبذ منظمة التحرير للعنف، ورفضها المبدئي والأخلاقي للإرهاب بجميع أشكاله وبخاصة إرهاب الدولة، وعلى تمسكنا بالقانون الدولي الإنساني وقرارات هيئات الأمم المتحدة". ورأى عباس أن "توقيع اتفاق أوسلو بما مثله من اختراق تاريخي حقيقي أوجد حراكا سياسيا غير مسبوق، وأطلق آمالا عريضة وولد توقعات عالية (..) ولكن الصورة وبعد عشرين عاماً تبدو محبطةً وقاتمةً وقد تكسرت الأحلام الكبرى وتواضعت الأهداف، وبقدر ما كنا نشعر بأننا قريبون من تحقيق السلام في تلك الأيام ندرك اليوم كم نحن بعيدون عنه". ووجه عباس حديثه للإسرائيليين قائلاً: "دعونا نعمل كي تسود ثقافة السلام، لتهدم الجدران، لنبني جسوراً بدل الأسوار، لنفتح الطرق الواسعة أمام التواصل والاتصال، لنقترح مستقبلا آخر ينعم فيه أطفال فلسطين وإسرائيل بالأمن والسلم ويتمكنوا فيه من الحلم ومن تحقيق الأحلام لنسعى من أجل مستقبل يؤمن للمسلمين والمسيحيين واليهود الوصول بحرية إلى أماكن العبادة". واختتم عباس خطابه بالقول: "دقت ساعة الحرية للشعب الفلسطيني، دقت ساعة استقلال فلسطين، دقت ساعة السلام للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.