21.66°القدس
21.34°رام الله
20.53°الخليل
23.31°غزة
21.66° القدس
رام الله21.34°
الخليل20.53°
غزة23.31°
الخميس 31 أكتوبر 2024
4.84جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.73دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.84
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.73

خبر: "يا ليتني مت قبل هذا".. قالها مصري لجيشه

"يا ليتني مت قبل هذا"، كلمات نطق بها لسان الشيخ ابراهيم المنيعي ، رئيس اتحاد قبائل سيناء ،وهو يرى بعيني رأسه "جنود بلاده يرتكبون جرائم تطهير وإبادة ضد ما هو بدوي مصري في سيناء"، حسب قوله. تدمير، قصف، حرق، قتل ، اعتقال وتنكيل، هي كل ما أنتجته حرب الجيش المصري على "الإرهاب" في البلاد، جُل ضحاياها من المدنيين، نساء وأطفال وشيوخ ، هذا ما قاله الصحفي السيناوي أحمد أبو ذراع، قبل أن يعتقل ويودع السجن بتهمة تكذيب الجيش. مراسلنا في رفح اللصيقة بمصر، التقط صورا لجرافات عسكرية مصرية وهي تجرف أشجاراً برية ضربت جذورها تحت الرمال الصفراء، وتسوى منازل مصرية بالأرض لخلق منطقة عازلة مع قطاع غزة. [title]تشابه بين جيشين[/title] وبنظرة سريعة إلى صور تلك الجرافات العسكرية ، يخيل لك للوهلة الأولى أنها إسرائيلية تعيد للأذهان مشاهد اقتلاع أشجار الزيتون والحمضيات على طول الحدود الشرقية للقطاع. كما أن مشاهد تفجير الجيش المصري للبيوت الحدودية بعد تهجير ساكنيها ، لتصبح كومة حجارة ، أشبه بما يصنعه الجيش الإسرائيلي ببيوت الفلسطينيين، هذا ما يقوله نشطاء الفيسبوك وتويتر ، فالجيش المصري بنظرهم ، لا يختلف عن نظيره الإسرائيلي إلا في الاسم واللغة. هذه الصورة السيئة التي رسخت بأذهان ناس كثر، لم تكن قبل الانقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي في 3 يوليو ، إذ كانت الجيش المؤسسة الوحيدة التي يكاد يجمع عليها جميع المصريين بعد أن خاب ظنهم في القضاء والإعلام ووزارة الأمن. إلا أنه بعد الانقلاب وما صاحب ذلك من مجازر قتل وحرق وتعذيب مروعة، لم تخطر على بال أكثر "مشكك بحيادية الجيش"، سقطت ورقة التوت التي كان يتستر وراءها ، سقط على إثر ذلك الشعار الذي لطالما تغنى المصريون به "الجيش والشعب ايد واحدة" وأصبح قولهم "إن الجيش الذي يقتل شعبه لا يرجى منه خيرا" قولا واحدا. ومن هنا جاء اعتذار صلاح سلطان أحد قادة الاخوان إلى المصريين الأحرار عن "قبولنا – كما فعل الكثير – الحوار مع عمر سليمان والمجلس العسكري لقيادة مصر فترة مؤقتة، أملا في التدرج في الإصلاح والتغيير،وندرك الآن أن المسار الثوري باستمرار الحشد الشعبي في الميادين كان أنفع لتحقيق مقاصد ثورة 25 يناير"، في إشارة إلى أن ثقتهم بالجيش المصري لم تكن في محلها. وانتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي، صور لجنود مصريين وأخرى لإسرائيليين تبين حجم الشبه في أفعال التنكيل والقتل الذي يمارسها الطرفان، أبرزها صورة المرأة المصرية التي تتحدى جرافة عسكرية وهي تجرف خيام المعتصمين وجثث الشهداء في رابعة وجندي آخر يعتقل شيخا وغيره يرفع سلاحه في وجه نساء ، مشاهد كانت قبل هذا حكرا على الجيش الإسرائيلي. نقطة الاختلاف فقط في "العدو" ذلك أن الإسرائيلي يعتبر الفلسطيني وكل من هو عربي عدو له في حين جعل الجيش المصري من نفسه ندا لجزء كبير من شعبه وصنع منه عدوا. [title]الفلسطيني عدو مشترك[/title] وبالتهديد الذي أطلقه وزير خارجية سلطة الانقلاب نبيل فهمي باستخدام الخيار العسكري ضد حماس التي تحكم غزة ، يصبح الفلسطيني العدو المشترك للجيشين المصري والإسرائيلي وإن كان قادة الأخير لا يفرقون بين فلسطيني ومصري فكلهم سواء في ميزان الأعداء عندهم. فهذا يعلون وزير الحرب الإسرائيلي تباهى بأنه كان يقتل العرب كما يتخلص من الذباب، وزميله بنات يتساءل في " عفوية " في جلسة للحكومة الإسرائيلية: ما المشكلة في قتل العرب، لقد قتلت في حياتي الكثر منهم، وئيس المخابرات الأسبق عامي أيالون ينتشي قائلاً: قتلت بيدي من العرب ما لم تقتله حركة حماس من اليهود منذ انطلاقتها. يقول الشاب محمد الشرفا ، إن الساسة الإسرائيليين يتقربون إلى قلوب الإسرائيليين بقتل العرب ، لتكون ميزانا لهم عند الاختيار في صندوق الانتخابات ، وجيوش العرب كما أظهرت الثورات اتضح أنها أقرب إلى أن تكون أذرع أمنية لجيش إسرائيل تريحه عناء قتل الشعوب العربية كما في مصر وسوريا الآن ، وليبيا واليمن من قبل. ولفت الانتباه إلى أن العسكريين الإسرائيليين رغم كل هذا القتل الذي يمارسونه لا يتدخلون في السياسة وشراكتهم لا تتعدى ابداء الرأي فقط ، على عكس العسكريين العرب يريدون أن يحكمونا غصبا حتى وإن كان رصيدهم صفر". في نفس السياق يشير الباحث في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي ، إلى أن ايهود باراك وزير الحرب الإسرائيلي السابق حصد أكبر عدد من النياشين لدوره في إيلام العرب،ومع ذلك طردوه من السياسة، وعندنا يقدسون جنرالات برزوا في طعن شعوبهم في الظهر". هذا الأمر دفع الكثير ممن طالهم القتل والتنكيل إلى التفكير بالتحالف مع شياطين الانس والجن للخلاص من قبضة جيش ظنوا لآخر لحظة أنه منهم وهم منه. وكأني بكاتب كلمات "أغنية وين الملايين" - تحكي معاناة الفلسطينيين مع الاحتلال الإسرائيلي - الشاعر الليبي علي الكيلاني، كشف عنه الحجاب عن تلك الجيوش فلم يطلب المدد منها بل نادى وين الشعب العرب وين الغضب العربي وين الشرف العرب. وتبين أن الشعوب العربية أمامها عقبات وتحديات ملغومة يجب أن تتخطاها قبل أن تشق طريقها إلى فلسطين لتحريره من دنس يهود، كما يقول الاعلامي الكبير فيصل القاسم "صحيح أن الشعوب حطمت جدران الخوف بعد الثورات، لكن التغيير مازال بعيد المنال، معركة الشعوب العربية مع أعدائها في الداخل والخارج هائلة وطويلة جداً".