17.23°القدس
17.04°رام الله
16.08°الخليل
22.82°غزة
17.23° القدس
رام الله17.04°
الخليل16.08°
غزة22.82°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: مصر أولاً وبيت المقدس ثانياً

لا يختلف اثنان من أهل العلم والسياسة في العالم على حقيقة أن دولة الكيان المحتل كانت وما زالت الدولة الأكثر سعادة بسقوط حكم محمد مرسي ، وسقوط حكم الإخوان ، ثم سقوط الخيار الديمقراطي في مصر. هذه السعادة الغامرة لها ما يبررها فكريا وسياسيا وتاريخيا ، وقديما قالوا إن من يسيطر على مصر، يسيطر لا محالة على بيت المقدس ، لذا فإن اهتمام دولة الاحتلال بمصر بعد ثورة 25 يناير 2011 تعاظم بشكل غير مسبوق ، واتجه الاهتمام إلى هدم الثورة ، وإسقاط حكم الاخوان حتى تتمكن إسرائيل من الاحتفاظ المريح ببيت المقدس . بالأمس كنت أقرأ في كتاب (هكذا سلم هؤلاء بيت المقدس للفرنج الصليبيبن) للدكتور (عمار محمد النهار) ، وهو يعالج الفترة ما بعد وفاة صلاح الدين وتنازع البيت الأيوبي ، واستعانة بعضهم بالصليبيين ، فوجدته ينقل هذه العبارة التي تشير إلى ما قدمت به في الفقرة السابقة، فيقول : (فاجتمع الصليبيون للمشورة فأشار عقلاؤهم بقصد الديار المصرية أولا ، وقالوا : إن الملك الناصر صلاح الدين إنما استولى على الممالك وأخرج القدس والساحل من أيدي الفرنج بملكه ديار مصر ، وتقويته برجالها ، فالمصلحة أن نقصد أولا مصر ، وأن نملكها ، وحينئذ فلا يبقى لنا مانع من أخذ القدس وغيرها من البلاد ؟).(انظر كتاب مفرج الكروب ، لابن واصل 3/258). وفي الفكرة نفسها ، ومن الموقف العسكري والسياسي نفسه، يقول المؤرخ الغربي (انتوني بردج): "كانت مصر ...قلعة المسلمين ، فإذا تم الاستيلاء عليها فإن جميع مناطق فلسطين الجنوبية بما فيها القدس ستسقط في أيدي المسيحيين دون قتال". (انظر تاريخ الحروب الصليبية ،انتوني بردج ،ترجمة احمد غسان سبانو ص 246.( من يملك مصر يملك بيت المقدس ،لأن مصر قلب الأمة ، وقوة مصر هي قوة لبيت المقدس وللأمة أيضا ، وحين هزمت مصر في عام 1967 م ، سقطت القدس في يد إسرائيل ، وحين خرجت مصر من الصراع مع الاحتلال الاسرائيلي في اتفاقية كامب ديفيد ، تمكنت اسرائيل من بيت المقدس ، وتوجت هذا التمكين باتفاقية أوسلو ، ثم بالاستيطان ، وعندما حكم الإخوان مصر ، وأشرق الأمل قليلا في بيت المقدس ، شعرت إسرائيل بقلق كبير ، ونامت على كابوس صلاح الدين ، ولكنها تنفست الصعداء بسقوط حكم الإخوان في 2013/7/3، وسرعت من خطواتها في السيطرة على المسجد الأقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا وإقامة الصلوات التلمودية فيه . لقد حاول الصليبيون احتلال (دمياط) في مصر سنة 615 هـ ،من أجل الاستيلاء على بيت المقدس ،واليوم تحاول إسرائيل السيطرة على سيناء من أجل إحكام سيطرتها على بيت المقدس ، ومن ثم فهي تشعر بسعادة عالية لأن قادة الجيش أطلقوا يدها فيها ، وتعاونوا معها ومع أميركا في هدم الأنفاق وفي حصر غزة وحصارها .( دفعت أميركا مؤخرا 30مليون دولار لهدم الآنفاق(. لقد ارتبطت القدس بمصر ارتباطا جدليا حتى في الحركة الدبلوماسية والسياسية ، فحين استبد الضعف والخوف بالملك الكامل (ملك مصر) بعد استيلاء الصليبيين على دمياط عرض عليهم الملك الكامل (تسليمهم بيت المقدس والجليل ،في مقابل الجلاء عن مصر(، ومنذ ذلك التاريخ دخلت القدس سوق التجارة السياسية في ظل الحكام الضعفاء والمستبدين بكرسي الحكم عبر التاريخ، وما زالت القدس تعاني من هذه التجارة الرخيصة حتى يومنا هذا ، فمن يطلب تعزيز ملكه وملك أبنائه في العالم العربي برضا الأجنبي عليه أن يتنازل عن حق المسلمين في بيت المقدس ثم في المسجد الأقصى بشكل أو بآخر، والتاريخ يتكرر ، والضعفاء بيننا كثيرون، فمن لبيت المقدس في ظل عالم هؤلاء؟!