نشرت "رويترز" أمس السبت، تقريراً خاصاً أشار إلى أن مسؤولين أمنيين في المنطقة أكدوا أن في سوريا الآن ما بين ألفين وأربعة آلاف من المقاتلين والخبراء وأفراد الاحتياط التابعين لـ"حزب الله". وقال مسؤول أمني لبناني إن قيادة مركزية في إيران يقودها الحرس الثوري توجه عمليات الحزب في سوريا بالتنسيق الوثيق مع السلطات السورية. وقال مصدر آخر إن "حزب الله" لديه في سوريا "فرق اغتيال" مدربة تدريباً عالياً مهمتها اغتيال القادة العسكريين بين المقاتلين من الجيش الحر والمقاتلين من الموالين لتنظيم "القاعدة". وعلمت "رويترز" أن بضعة أصوات داخل "حزب الله" الذي تعتبره الولايات المتحدة وأوروبا منظمة إرهابية، عارضت التدخل في الحرب في سوريا. وأبدى اثنان من الأعضاء البارزين خشيتهما من أن يجر التدخل "حزب الله" والطائفة الشيعية إلى مستنقع، وتساءلا أين سينتهي تدخل الحزب بعد القصير. لكن الأصوات المنتقدة قوبلت بالتجاهل وأسكتت في نهاية الأمر. وقال مسؤول امني لبناني طلب مثل أغلب من تحدثت معهم "رويترز" لإعداد هذا التقرير عدم الكشف عن اسمه "حتى لو كان لديه (حزب الله) حكماؤه فقرار (القتال في سوريا) ليس قرارهم. القرار لمن أنشأوه وأسسوه. وهم ملزمون باتباع أوامر إيران". ولخص سياسي لبناني الأمر بقوله "نصر الله لن يقول لا لمن أعطاه 30 مليار دولار على مدى 30 سنة". وعزز "حزب الله" وجوده في شتى أنحاء العاصمة دمشق والمناطق الحدودية ومدينة حمص ذات الوضع الاستراتيجي على الطريق بين دمشق ومناطق الأقلية العلوية في الجبال المطلة على البحر المتوسط. وقال مراقب عسكري "إنها الآن في سوريا معركة بين "حزب الله" وجبهة النصرة وغيرها من الجهاديين (السنة)". وقال المصدر الأمني الإقليمي "في هذه الأماكن يتحصن "حزب الله" في مواقع ثابتة لأنه يدرك أن القتال سيطول وسيشكل مصيره في لبنان. وتحركاته تتم بتنسيق كامل مع الجيش السوري ويزوده خبراء إيرانيون بالمساعدة العسكرية والتقنية". وأضاف المصدر أن "حزب الله" يغرس أيضا جذورا في بصرى الشام جنوب دمشق وفي أماكن أخرى على الجانب السوري من مرتفعات الجولان وهي هضبة استراتيجية في جنوب غربي سوريا تحتلها "إسرائيل". وتابع المصدر "كان انتشار حزب الله في سوريا يتركز في الماضي على حماية الشيعة اما الآن فهو في كل مكان فيه قتال مع المعارضة المسلحة". وقال إن مقاتلي الحزب هم المدربون الأساسيون للميلشيات السورية التي تمثل أشد القوات ولاء للأسد. وأضاف "لدى حزب الله أيضا فرق اغتيال وهي وحدات سرية منتقاة من بين أفضل مقاتليه ودربها الإيرانيون ومهمتها اغتيال زعماء المعارضة وقادة الجيش السوري الحر السنة في دمشق وحلب". وقال المصدر إن حزب الله يستخدم بالإضافة إلى أسلحته العادية أسلحة جديدة ورد أغلبها من إيران حيث تنقل جوا إلى دمشق أو بيروت. وتلقى حزب الله أيضا أسلحة من الجيش السوري من بينها باثقات لهب. وأضاف المصدر أن الأسلحة تنقل من لبنان إلى سوريا بوتيرة عالية ودون صعوبة تذكر نظرا للسيطرة التي يمارسها النظام السوري وحزب الله على المعابر الحدودية. ويدير الحرس الثوري الايراني وقوة القدس والقيادة العليا للجيش السوري غرفة عمليات لتنسيق عمليات الجيش السوري وحزب الله. ومضى المصدر قائلا إن غرفة العمليات كانت مسؤولة في البداية عن انتشار مقاتلي حزب الله في سوريا في عمليات محددة. لكن أخيرا "أسندت إلى حزب الله.. المسؤولية عن مناطق جغرافية وكذلك عن منشآت أمنية". وقالت مصادر أمنية أخرى إن "حزب الله" يتلقى الآن أموالا إضافية مخصصة للحرب السورية. وقال مسؤول أمني لبناني كبير "سوريا تستهلك احتياطات إيران حيث تدفع الجمهورية الإسلامية ما بين 600 و700 مليون دولار في الشهر (لسداد تكاليف القتال في سوريا فحسب)". والتكلفة ليست مالية فحسب. فقد أضر تدخل حزب الله في سوريا بما يحظى به من تأييد في الداخل. وقال علي الأمين وهو كاتب صحافي وناقد شيعي إنه :"ما من قرية واحدة في الجنوب لم تفقد أحد أبنائها في سوريا".
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.