مع كل تشديد للحصار تتعدد صور معاناة المحاصرين الفلسطينيين في قطاع غزة ذو الشريط البحري الضيق، وذو أعلى كثافة سكانية في العالم، هذه المعاناة وصلت إلى مستويات مرتفعة عقب تشديد الحصار على القطاع بإغلاق الأنفاق والمعابر ومنع دخول الوقود المصري إلى قطاع غزة، مما أدى لتدهور في تقديم خدمات المستشفيات والبلديات وخدمات الصرف الصحي على وجه الخصوص من قِبل بلديات القطاع. [title]معاناة المواطنين[/title] المواطن تسيير أبو طعيمة والذي يقطن في شارع القدس بمدينة بني سهيلا شرق محافظة خان يونس، والذي يشهد معاناة آلاف المواطنين جراء انتشار الحفر الامتصاصية التي يرتفع فيها منسوب المياه ليعم شوارع البلدة، قال لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color] إن "الروائح الكريهة التي تنبعث من المستنقعات أصابتهم بأمراض مزمنة والتهاب الجلد والزكام". وأضاف "لم تعد المشكلة الوحيدة التي تقلق المواطنين، فجميع سكان المنطقة يقطنون منازل غير صحية، نتيجة عدم مقدرتهم على فتح نوافذ البيوت خشية من تدفق حشرات البعوض التي بدأت تتكاثر في ظل عدم مقدرة البلدية على إزاحة مياه الصرف الصحي بشكل دائم". المواطن أبو مالك بهلول لم يختلف حاله كثيراً، حيث قال لـ[color=red]"فلسطين الآن"[/color]، إن "الحياة قد تحولت إلى ما يشبه السجن، حيث نحرم من المكوث في ساعات المساء أمام منازلنا أو زيارة جيراننا بسبب انتشار البعوض الكثيف، أو حتى السماح لأطفالنا باللعب أمام البيوت خوفاً عليهم من الغرق في تلك المستنقعات". [title]تأثير الحصار[/title] بلدية بني سهيلا شرق محافظة خان يونس مثالٌ حي على حجم المعاناة وخاصة مع بدء دخول فصل الشتاء، حيث تبدأ معاناة المواطنين وخاصة القريبين من مستنقعات المياه العادمة وأحواض الصرف الصحي في المنطقة الشرقية، التي يخشى ارتفاع منسوب المياه فيها مما يؤدي لانتشار الأوبئة والحشرات المؤذية التي تقلقهم ليلاً وتؤلمهم نهاراً وتمتص دماءَهم مسببة بقع حمراء تصيب جلد الأطفال. [color=red]"فلسطين الآن"[/color] استوضحت الأمر من مدير دائرة الصحة والبيئة ببلدية بني سهيلا إياد أبو إسحاق والذي أكد أن البلدية تواجه صعوبة في تقديم خدمات إزاحة مياه الصرف الصحي بسبب عدم توفر الوقود لسيارات البلدية وقطع الغيار اللازمة مما أدى لانتشار المكاره الصحية التي أثرت سلباً على صحة وحياة المواطنين. وأوضح أبو اسحاق أن المدينة تواجه ارتفاعاً مضطرداً في عدد السكان حيث تعدى 45 ألف نسمة، غير أن آليات البلدية المتهالكة والمستهلكة لا تساعد البلدية في القيام بمهامها على الوجه الكامل، فالبلدية تملك سيارة واحدة لإزاحة الصرف الصحي وهي مستهلكة بسبب عملها منذ عام 1998م وأخرى متوقفة بسبب الأعطال. وقال: "تكمُن المشكلة في المدينة في الانتشار العشوائي للحفر الامتصاصية في الأماكن المزدحمة، حيث أن المسافة بينها لا تتجاوز المترين أو الثلاثة بين الحفرة والأخرى، مما يشكل خطراً على التربة والتسبب في انهيارات مستقبلية محتملة". وأشار أبو اسحاق أن البلدية وبالتعاون مع المؤسسات الخيرية والدولية كانت قد أتمت المرحلة الأولى من مشروع شبكة الصرف الصحي بالمدينة، غير أن توقف المشروع بسبب الحصار وعدم توفر الامكانيات للبلدية فاقم الوضع الصحي لبعض الأحياء بالمدينة. وأكد أبو اسحاق أن البلدية تبذل جهوداً مضنية مع مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية لتوفير الوقود الذي يعين البلدية على الاستمرار في تقديم خدماتها للمواطنين، مجدداً الدعوة لها من أجل الاسراع في تقديم ما يلزم للحد من وقوع كوارث صحية في المدينة. [img=092013/view_1380536011.jpg]تشديد الحصار على غزة أدى لظهور تلك الكوارث[/img] [img=092013/view_1380536037.jpg]تشديد الحصار على غزة أدى لظهور تلك الكوارث[/img] [img=092013/view_1380536042.jpg]تشديد الحصار على غزة أدى لظهور تلك الكوارث[/img] [img=092013/view_1380536047.jpg]تشديد الحصار على غزة أدى لظهور تلك الكوارث[/img] [img=092013/view_1380536053.jpg]تشديد الحصار على غزة أدى لظهور تلك الكوارث[/img] [img=092013/view_1380536064.jpg]تشديد الحصار على غزة أدى لظهور تلك الكوارث[/img] [img=092013/view_1380536088.jpg]تشديد الحصار على غزة أدى لظهور تلك الكوارث[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.