17.23°القدس
17.04°رام الله
16.08°الخليل
22.82°غزة
17.23° القدس
رام الله17.04°
الخليل16.08°
غزة22.82°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: الانتفاضة بحاجة إلى مقاومة

يقولون أن عجلة التاريخ لا تعود إلى الوراء، هذا صحيح ، ولكن قد تعود مسببات حدث معين نفسها لترسم تاريخ جديد قد يكون مشابه للتاريخ الماضي أو استكمالا له لأن التاريخ عبارة عن سلسلة مترابطة بعضها ببعض قد تتشابه المسببات وتختلف النتائج لأن البيئة التي وجدت فيها المسببات المتشابهة فتكون النتائج مختلفة ولكن إذا كانت المسببات والبيئة واحدة تكون النتائج والمخرجات إن لم تكن واحدة فهي على الأقل متشابه إلى حد كبير ولكن بوجوه مختلفة. اليوم أسباب وقوع انتفاضة في الأراضي الفلسطينية يبدو أنها تتحضر وان الظروف تتهيأ لليوم الذي تجري فيه انتفاضة ثالثة ستنفجر في وجه الاحتلال لأن الاحتلال هو العدو الذي يجب أن ينتفض الشعب الفلسطيني وفي نفس الوقت قد يتصدى للانتفاضة إذا وقعت أجهزة امن السلطة كما جرى في تظاهرات الجمعة الماضية التي انطلقت دفاعا عن الأقصى وهذا التصدي قد يتكرر فيما لو قامت انتفاضة جديدة وعندها سيوجه المنتفضون غضبهم ضد الاحتلال ومن يمنعهم من التصدي للاحتلال وهذا ما يجب أن تحذره السلطة والتي من الأجدر بها أن تنحاز إلى الشعب وانتفاضته لا أن تشارك الاحتلال في التصدي للانتفاضة الجديدة . نقول أن إمكانية الانتفاضة الثالثة باتت قريبة وخاصة في ظل ما تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى المحرك الأساس للانتفاضة الثانية ( الأقصى ) والتي جاءت عقب محاولة المجرم شارون تدنيس المسجد الأقصى وتصدى له الفلسطينيون بالأحذية وحاويات القمامة فسقط الشهداء والجرحى واندلعت عندها انتفاضة الأقصى وقد سبقها فشل ما يسمى بالعملية السلمية وكامب ديفيد التي جمع فيها الرئيس الأمريكي بيل كلنتون ياسر عرفات ويهود باراك في منتجع كامب ديفيد والذي حول إلى معتقل مارست فيه أمريكا كل أساليب الضغط فكان الرفض من قبل ياسر عرفات الذي ادر كان الهدف هو تنازل الشعب الفلسطيني عبر قيادته التاريخية عن ما تبقى من حقوقه وثوابته، وقال كلمته الشهيرة ( إذا أردتم السير في جنازتي غدا يمكن أن أوقع ) وغادر ثم كان الحصار والتسميم والقتل. ما أشبه اليوم بالبارحة وأن اختلفت الوجوه واختلفت المواقف، القدس تتعرض لهجمة غير مسبوقة تكاد تصل إلى حد التهويد القادم للقدس ولن يتوقف الأمر على التقسيم الزماني والمكاني بل قد يصل الوضع إلى هدم المسجد الأقصى حتى يتم بناء الهيكل المزعوم والذي يحاول الصهاينة أن يصلوا إليه في نهاية مساعيهم الجارية على الأرض، وفي نفس الوقت مفاوضات الوهم والدولة والتي انطلقت على وهم الموقف الأمريكي ومشروع كيري الاقتصادي والمشروع الصهيوني الهادف إلى أن تكون دولة الاغتصاب يهودية خالصة وسيطرة كاملة على الأجواء لأي كينونة فلسطينية وسيطرة أمنية على الأغوار وبقاء المستوطنات التي تقطع أوصال الضفة الغربية والأمر الذي يحول دون إقامة هذه الكينونة وإن قامت فستكون تحت سيطرة الاحتلال بشكل كامل أي بلا سيادة . الضفة الغربية أضف إلى ذلك تعيش أجواء من الإرهاب والقمع من قبل السلطة وأجهزتها الأمنية اعتقالات ملاحقات استدعاءات تهديدات وفوضى وانتشار للجريمة بكل أشكالها إضافة إلى الغلاء والفقر والبطالة وتكميم للأفواه ومنع للحريات وفساد وتسلط بشكل غير مسبوق. هذه وتلك هي الأسباب التي قامت من أجلها الانتفاضتان وهي اليوم تظهر بوضوح على ارض الواقع، لذلك نحن من هنا نتوقع أن انتفاضة ثالثة على الأبواب نتيجة أن المسببات باتت قائمة وأكثر وضوحا ولكنها لن تكون كمن سبقها بل ستكون اشد ضراوة وقسوة وذات أبعاد مختلفة؛ ولكن هذه الانتفاضة بحاجة إلى أن يكون للمقاومة ركن شديد في الضفة الغربية، صحيح أن الانتفاضة إذا ما نشبت ستكون شعبية جماهيرية في أولها ثم يتراجع الزخم الشعبي ليتقدم العمل المقاوم مسنودا بالزخم الشعبي من الخلف ثم تكون المقاومة في كل الأرض الفلسطينية مساندا قويا للانتفاضة في الضفة الغربية.