يتعرض طلبة الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة الغربية لملاحقة مستمرة من أجهزة السلطة، رغم التعهدات التي حصلت عليها الكتلة عبر وسطاء بوقف اعتقاله واستدعاء عناصرها، ولاسيما بعد خوضها في جامعات بيرزيت والخليل والبوليتكنك لاعتصامات وإضرابات عن الطعان دامت أسابيع. غير أن أجهزة السلطة نكثت عهدها، وسارعت بنقض ميثاقها. في هذا التقرير نسلط الضوء على 3 طلبة من الكتلة الإسلامية يعدون نماذج حية لما يتعرض له أبناء الكتلة الإسلامية في جامعات الضفة، ما يثبت النية المبيتة لأجهزة السلطة لافشال الحركة الطلابية ككل، وعدم السماح للحركة الإسلامية وذراعها الطلابية "كتلة فلسطين المسلمة" بالعمل وممارسة النشاط الطلابي تحت أي ذريعة كانت. [title]منتصر الشنار[/title] فبعد ساعات فقط من اختتام الكتلة الإسلامية فعاليات "أسبوع القدس"، في جامعة النجاح بنابلس الخميس 26 أيلول، وتنفيذها لوقفة تضامنية مع اهل المدينة المقدسة، لم يهن للسلطة هذا الانجاز الوطني، فعمد جهاز المخابرات إلى ملاحقة قيادات الكتلة واعتقل خمسة منهم، وبعد ضغوط شديدة، أفرج عن 4 وبقي الطالب منتصر الشنار الطالب في كلية الهندسة قيد الاعتقال. الشنار وهو نجل القيادي المعروف في حركة حماس والأكاديمي مصطفى الشنار الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي، لم يجد بُدا من الدفاع عنه نفسه إلا بالشروع بالإضراب عن الطعام في فرع جهاز المخابرات في سجن الجنيد بنابلس. وسبق للشنار أن تعرض للاعتقال والاستدعاء مراتٍ عديدةٍ من أجهزة السلطة على خلفية نشاطه الطلابي في جامعة النجاح. وعبرت الكتلة الإسلامية عن استهجانها لصمت إدارة الجامعة عن اعتقال الطلبة على خلفية نشاطهم الطلابي، موضحةً أن كل الخيارات مفتوحةٌ أمامها للتعبير عن رفضها لتلك الممارسات. [title]إسماعيل حلبية [/title] الصورة تبدو مشابهة في جامعة القدس، فقد هددت الكتلة الاسلامية هناك بالاعتصام في حرم الجامعة إلى أن يتم الإفراج عن الطالب في الجامعة إسماعيل حلبية من سجون أجهزة السلطة. وقالت الكتلة في بيان لها وصل [color=red]"فلسطين الآن"[/color]، إنها ستشرع بإعتصام مفتوح داخل حرم الجامعة في بلدة أبو ديس رفضاً للاعتقال السياسي، في حال لم يتم الإفراج الفوري عن الطالب المعتقل والحافظ لكتاب الله منذ ستة أيام إسماعيل حلبية. وأشارت الكتلة إلى أن هذه الخطوة التصعيدية جاءت بعد أن نفدت كل الفرص التي أعطتها الكتلة لجميع الجهات من إدارة الجامعة ولجنة الحريات العامة للتدخل من أجل الإفراج عن الطالب المعتقل حلبية، التي لم تجن سوى الوعود المتكررة بالإفراج عنه دون نتيجة". وكان جهاز الوقائي في المدينة قد أقدم على اختطاف حلبية من أحد شوارع بلدة أبو ديس، علماً أنه أسير محرر لما يزيد عن 4 سنوات ومعتقل سياسي سابق لدى أجهزة السلطة لعدة أشهر. [title]محمد خلايلة[/title] لم تكتف أجهزة السلطة بذلك، فقد اقتحمت وحدة من الأمن الوقائي منزل الطالب في جامعة الخليل محمد خلايلة من بلدة السموع جنوب المدينة وداهمته بشكل وحشي في محاولة لاختطافه. وقالت عائلة الخلايلة إنّ قوّة من الوقائي داهمت بلدة السموع ظهر أمس الأول الثلاثاء وحاصرت المنزل وأقدمت على اقتحامه وتفتشيه بشكل همجي لا إنساني، مؤكّدة أنّها تبحث عن محمد، مدّعية أنّ أمرا صادرا باختطافه فوراً، حيث تركت له طلب استدعاء بالحضور الفوري. وأكّدت العائلة أنّ ضابطا من الجهاز يُدعى زهير أبو طه جاءها مهدّدا بقوله "سنداهم منزلكم كلّ لحظة إذا لم يسلّم ابنكم نفسه للوقائي"، لافتة الى أنّ سيارات تابعة لجهاز الشرطة شاركت في عملية محاصرة المنزل. وكان الطالب خلايلة شارك في اعتصام ضد الاعتقال السياسي في جامعة الخليل مع عدد من الطلبة لمدة 35 يوماً، أضرب فيها عن الطعام لأسبوعين، وهو أسير محرر من سجون الاحتلال ومختطف سابق لدى أجهزة السلطة. الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل رفضت ما قام به جهاز الوقائي من محاولة فاشلة لاختطاف خلايلة، ودعت في بيان صادر عنها إدارة جامعة الخليل ممثلة بالدكتور نبيل الجعبري ولجنة الحريات في الضفة الغربية ممثلة بالأستاذ خليل عساف وكافة المؤسسات الحقوقية للعمل الجاد "لوقف مهزلة الإعتقال السياسي الموجهة ضد طلبة الجامعات". وأكّدت الكتلة في بيانها أنّ الخيارات باتت مفتوحة على مصراعيها لوقف هذه المهزلة القائمة منذ 6 سنوات بحق طلبة الجامعات على وجه الخصوص وبحق المجتمع الفلسطيني بشكل عام.