15.8°القدس
15.5°رام الله
14.42°الخليل
19.78°غزة
15.8° القدس
رام الله15.5°
الخليل14.42°
غزة19.78°
الثلاثاء 07 مايو 2024
4.7جنيه إسترليني
5.28دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.03يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.7
دينار أردني5.28
جنيه مصري0.08
يورو4.03
دولار أمريكي3.74

خبر: الجيش المصري يستعد لاجتياح غزة.. سيقاومونه بالورود!

أخشى أن أفتح جهاز التلفزيون في أي يوم من الأيام أو الأسابيع المقبلة، وأفاجأ بصور حية لقصف الطائرات الحربية المصرية لبعض الأهداف في قطاع غزة، وسط صفير سيارات الإسعاف الحاملة للعشرات من القتلى والجرحى إلى المستشفيات القليلة والخالية من أي أدوية بسبب الحصار الخانق، وهو منظر يذكرنا بالاجتياحات والغارات الإسرائيلية. لا أتمنى شخصيا أن أعيش هذه اللحظة، أو أتابع تفاصيل هذه الكارثة، حتى تظل صورة الجيش المصري الذي خاض حروب العرب جميعا برجولة وبسالة ناصعة في ذهني، وأذهان أكثر من 400 مليون عربي. ابدأ مقالتي بهذه المقدمة التشاؤمية بعد أن قرأت تصريحات منسوبة إلى اللواء احمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني التي ادلى بها إلى صحيفة "الرأي" الكويتية أمس هدد فيها باجتياح القطاع، واستخدم فيها لغة لم نسمع بمفرداتها إلا على لسان مسؤولين إسرائيليين. اللواء وصفي قال بالحرف الواحد "أقول لهذه العناصر الجهادية في قطاع غزة، لن نسمح لكم بتكرار أعمالكم الإجرامية في سيناء مرة أخرى وسنقطع أي رأس تحاول تهديد امن مصر وسلامتها"، محذرا من "غضب الجيش المصري" قائلا لا يعتدي على أحد خارج حدوده ولكن اللي بيحاول يمس بلدنا نعرف كيف نؤدبه كويس". لا أعرف شخصيا حجم التهديد الذي يشكله قطاع غزة المحاصر المجوع على مصر أو جيشها العملاق المزود بأحدث الأسلحة والطائرات الأمريكية، فقوات الأمن المركزي المصرية وحدها يفوق تعدادها كل قاطني القطاع من السكان إن لم يكن أكثر، ناهيك عن تعداد الجيش. فاذا كان الجيش المصري دمر الأنفاق جميعا في الشهرين الماضيين، واغلق المعبر بالكامل، وأقام منطقة عازلة على الحدود المصرية الفلسطينية بعمق كيلومتر، وحشد المئات من القوات المدعومة بالدبابات والمدرعات على امتدادها، فمن أين وكيف سيأتي الخطر على امن مصر وسلامتها؟. من حق اللواء وصفي أن يحرص على أمن بلاده في مواجهة أي أخطار تهددها، من أي جهة جاءت، ولكن ليس من حقه أن يهدد أناس محاصرين مجوعين، ويجعل منهم كبش فداء في حرب ليس لهم أي دور فيها. الجيش المصري يخوض حربا دموية في صحراء سيناء في مواجهة جماعات إسلامية جهادية، ولم يلق القبض على فلسطيني واحد يقاتل في صفوفها، بمعنى آخر الحرب بين جيش مصري وجماعات جهادية مصرية، وعلى ارض مصرية، فلماذا تزوير الحقائق واتهام أناس لا ذنب لهم، وتهديدهم بقطع رؤوسهم؟ الجيش المصري قوة عظمى، يستطيع أن يحتل قطاع غزة في خمس دقائق، ولن يجد من يطلق رصاصة واحدة عليه، لان أبناء القطاع يعتبرونه جيشهم، ومصر أمهم، شعبها شقيقهم، هو امتداد لهم، وهم امتداد له. الشعب الفلسطيني، وأبناء قطاع غزة على وجه الخصوص، يواجه منذ نجاح الثورة المصرية العظيمة في إطاحة حكم الرئيس مبارك، حملة تحريض إعلامية ظالمة ضده، تهدف إلى تكريه الشعب المصري به، وقضيته العادلة، حملة إعلامية تعتمد على الأكاذيب والفبركات الصحافية، ومن المؤلم أن هذه الحملة أعطت ثمارها المرة، وحققت الكثير من أهدافها، وبات قطاع غزة الذي لا تزيد مساحته عن 150 ميلا مربعا، وتعداده حوالي مليون ونصف المليون إنسان، هو الخطر الأكبر على مصر الشقيقة وليس "إسرائيل" التي تحتل المقدسات، ولا أثيوبيا التي تبني السدود لتجويع اكثر من تسعين مليون مصري لا يستطيعون العيش دون حصتهم من مياه النيل كاملة. بالأمس هدد السيد نبيل فهمي وزير الخارجية المصري بالحرب على قطاع غزة، واليوم يهدد اللواء وصفي قائد الجيش المصري الثاني بقطع رؤوس أهلها، ولم يبق إلا أن تجتاح الدبابات المصرية القطاع على غرار ما فعلت "إسرائيل" عامي 2008 و2012، انه كابوس مرعب لا نريد أن نتصور حدوثه. المقاومة الفلسطينية، وأيا كانت هويتها السياسية أو العقائدية، ليس لها إلا عدو واحد هو "إسرائيل"، وليس لها إلا حليف واحد هم الأشقاء العرب والمسلمون وعلى رأسهم مصر. ختاماً، نتمنى على قادة الجيش المصري الذي قدم 120 ألف شهيد من خيرة أبنائه دفاعا عن قضية فلسطين، وخاض أربعة حروب من اجل نصرتها أن يتذكروا دائما أننا أبناء أمه واحدة، وعقيدة واحدة، مثلما نتمنى عليهم أن يستخدموا مفردات ترتقي إلى هذه الحقيقة، والى تاريخ مصر وحضارتها وان لا يسمحوا بممارسة عقوبات جماعية على أشقائهم وأبناء جلدتهم وعقيدتهم السمحاء، ناهيك عن اجتياح أرضهم، بينما يفرك شالوم يديه فرخا وسعادة.