عم اكتسب الإعلام المصري في الفترة الأخيرة سمعة سيئة السيط في الوطن العربي، ولكني مُعجب بوحدة سياساته -التي نختلف معها وعليها- على الرغم من تعدده وتنوعه، فالغريب في الأمر أنك تجد الخبر - المفبرك أصلاً - تنطق به ألسنة مقدمي البرامج الحوارية الموجهة في مختلف القنوات الفضائية وعلى مختلف عناوين الصحف اليومية، ولأن الشعب المصري محاصر بتلك القصص الإخبارية تجد الكثير منهم يصدق تلك الفبركات، ولم تأتِ وحدة السياسة الإعلامية المصرية من منطلق وحدة الشعب وتوجهاته وإنما يقف خلفها قوة القوات المسلحة، تماماً ذات المرتكز الذي ينطلق منه الإعلام الصهيوني الذي لا يعمل إلا بتوجيهات من أجهزة الأمن الصهيوني لأنه باختصار لا يمكن الفصل بين الإعلام وأركان الدولة فمنذ أن تأسس الإعلام وتعرف العالم عليه وهو بمثابة صوت ولسان الدولة أو الحزب وفي أحيان كثيرة يتحول إلى جيش الهجوم وبالتالي لا إعلام قوي لدولة لا تمتلك إمكانات القوة، ولن يكون مؤثراً إلا بقوة الفهم لأهميته. فعلى كل ما يشوب الإعلام المصري من مساوئ وسلبيات وما يعكسه من صورة مغلوطة للشعب المصري إلا أنه يستمد سياساته من غرفة واحدة، فالأحرى بنا كفلسطينيين أن يدار إعلامنا بمنطق الرؤية الموحدة حتى نستطيع أن نواجه إعلام عدونا .. وللأسف الشعب الفلسطيني أو قل الأحزاب الفلسطينية تمتلك ما يزيد عن عشر قنوات فضائية وعشرات الصحف والإذاعات، ولكن الكل يغني على ليلاه، فلا سياسة واحدة تجمعهم ولا رؤية موحدة يستظلون بظلها.. فمتى يتوحد إعلامنا الفلسطيني على أشرف و أطهر قضية يشهدها العصر الحديث، والتي طالما اعتبرت القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، فالأولى بنا أن نجعل إعلامنا قبلة المشاهد العربي ولن يتأتى ذلك إلا بقوة وحدة سياساتنا الإعلامية ولن يكون ذلك إلا بمظلة ومرجعية وطنية قوية يصطف خلفها الجميع...