18.57°القدس
18.3°رام الله
17.19°الخليل
23.43°غزة
18.57° القدس
رام الله18.3°
الخليل17.19°
غزة23.43°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: فشل جديد للدبلوماسية الفلسطينية

توجه دولة التشيك الفج نحو نقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة هو توجه خاطئ ، ويمثل خطيئة متقدمة في السياسة الدولية التي تخص حالات الدول تحت الاحتلال. القرار التشيكي يعبر عن موقف دولة من داخل الاتحاد الأوروبي تنحاز انحيازا فاضحا لدولة الاحتلال. هذا القرار لم تجرؤ عليه الدول الأهم في الاتحاد الأوربي كفرنسا وبريطانيا وألمانيا، مع أنها الدول الأكثر دعما لإسرائيل ، باعتبار أن التشيك كانت لفترة قريبة ضمن اتحاد وارسو والنفوذ السوفيتي، الذي مثل دور الصداقة للعرب وبالذات لعبد الناصر ، وكلنا يتذكر صفقة السلاح التشيكية. التوجه التشيكي الذي دافعت عنه الخارجية التشيكية بلغة سيئة لا دبلوماسية فيها ، تمثل حالة متقدمة من الاستخفاف بالأنظمة العربية والقيادات العربية، الأمر الذي دفع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى إصدار بيان شجب واستنكار لموقف دولة التشيك. موقف التشيك يثير بعض الأسئلة ومنها: ١- أين هي الدبلوماسية الفلسطينية ؟! أليست دول حلف وارسو سابقا كانت نفوذا للسياسة الفلسطينية والعربية؟، فمن المسئول عن تآكل النفوذ الفلسطيني في هذه الساحات؟! هل فعلا تحولت السفارات الفلسطينية إلى دكاكين ( للبيزنس ) الخاص بأعضاء السفارات كما يقول عديد من المهتمين بهذا الملف؟! إن فشل السفارة الفلسطينية في واجباتها الدبلوماسية يجعل هذه الاتهامات مقبولة ومعقولة، لأن مخرجات القرار التشيكي هي إعلان عن فشل للدبلوماسية الفلسطينية تستوجب المناقشة والاستجواب البرلماني والإعلامي. من حق الشعب الفلسطيني الحصول على إجابة موضوعية. ٢- إن انشغال الدبلوماسية الفلسطينية في مناكفة حماس والتحريض ضدها في مصر وغيرها من الدول العربية والأوروبية سجل انحرافا غير مسبوق عن العمل الدبلوماسي المسئول لحماية القدس والحقوق الوطنية، وهذا الانشغال الحزبي ، هو الكارثة السياسية التي تحكي قصة الفشل مع التشيك وربما غير التشيك، الأمر الذي يستوجب مراجعة وطنية للعمل الدبلوماسي الفلسطيني، لتجديد الحياة فيه على قاعدة الكفاءة والمراقبة والمحاسبة ، والخروج من حالة الاستئثار الفتحاوي للسفارات على قاعد الولاء لا الكفاءة. ٣- ثم أين هي الدبلوماسية العربية التي تدعي مسئوليتها المشتركة عن القدس؟! أين ورقة المال العربي مع هذه الدول لحماية القدس؟! وأين ورقة المصالح والتجارة المتبادلة مع هذه الدول لحماية القدس؟! من المؤكد أن إسرائيل قد كسبت موقف التشيك من خلال المصالح وليس من خلال العقائد. مشكلة النظام العربي أنها تقود سياسة قطرية مغرقة في القطرية، بحيث تنفعل الدولة القطرية لأدنى أمر يخصها داخل حدودها، بينما لا تنفعل بما يكفي لما يجري خارج حدودها، لذا فإن موقفها من القدس ينتقل من فشل إلى فشل، ومن تنازل إلى تنازل ، وحين ضاق عليم ثوب التنازلات ذهبوا إلى إغماض الأعين ، وطلاق الألسن بشجب ضعيف، لا يتناسب مع مكانة القدس الدينية والتاريخية. لقد اعتاد المسئول الفلسطيني على إلقاء اللوم على العامل الخارجي، وعلى قوة الدبلوماسية الصهيونية، وقد آن الأوان أن نراجع أنفسنا وننظر في الأسباب الدخلية والذاتية الكامنة فينا، قبل إلقاء المسئولية على الخارج، لأن المطلوب من السفارات عادة هو مواجهة الانحرافات الخارجية واحتواؤها ، وهذا لن يحدث قبل تطهير الذات، وتطهير الداخل