18.57°القدس
18.3°رام الله
17.19°الخليل
23.43°غزة
18.57° القدس
رام الله18.3°
الخليل17.19°
غزة23.43°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: نفقٌ ونفق ومفارقاتٌ كبيرة..

في غمرة الاتهامات المتواصلة التي يبرع بها فريق فلسطيني يتقن التفريط بالثوابت الفلسطينية، ويبتكر الأساليب التي يتعلم منها الشياطين باستمرار في سبيل القدح والذم بالمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والتشكيك بمنجزاتها التي يفتخر بها كل فلسطيني أينما كان في سبيل التغطية على سوءاتها مستمرة الانكشاف. جاء إعلان العدو الصهيوني وسماحه بنشر خبر مفاده أن “قواته كشفت نفقا للمقاومة الفلسطينية بطول 2,5 كيلومتر وعمق 15 مترا بين قطاع غزة والكيان الصهيوني كان معدا لتنفيذ عملية عسكرية وصفتها قوات الاحتلال بالكبيرة”. [title]نفق المقاومة[/title] تأكيدا، فالخبر جاء كالصاعقة لدى غالبية الفلسطينيين الذين لا تمضي ليلة من لياليهم دون أن يرفعوا أيديهم دعوة لفاطر السموات والأرض أن يسدد ضربات المقاومة الفلسطينية ويمكنها من رقاب الصهاينة ومن عاونهم من المنافقين، وكان الألم أشد- كما هو متوقع- لكل من شارك في حفر كل سنتيمتر في جوف الأرض لإنجاز هذا العمل الكبير. وبحسب ما نشر موقع صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، فقد كشفت قوات الاحتلال هذا النفق الخميس الماضي، عندما كانت وحدة خاصة من سلاح هندستها تقوم بأعمال التمشيط والفحص الأمني للشريط الشائك حول قطاع غزة، وتقع بداية النفق بالقرب من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة وقريبا من الجدار الشائك، وينتهي النفق في حقل زراعي في عمق الكيان الصهيوني، وتحديدا أسفل كيبوتس “العين الثالثة”، مشيرة إلى أن هذا النوع من الأنفاق يتم إعداده للاستخدام الاستراتيجي وتبقى سرية لدى حركة “حماس”، والتي ستستخدمها في الوقت الذي ستجد أنه مؤثر خاصة في ظل اندلاع حرب أو لتنفيذ عملية أسر جنود. بعد اكتشاف هذا النفق تستطيع المقاومة الفلسطينية أن توجه رسائل في مختلف الاتجاهات، منها ما هو لسلطة المقاطعة في رام الله ومن دار في فلكها واتهم باستمرار غزة بالتخلي عن المقاومة، فهذا النفق يؤكد أن مقاومة غزة تفعل بصمت رغم الاتهامات. ورسالة أخرى للعدو الصهيوني مفادها بأن أي حماقات تجاه غزة لن تكون نتيجتها سارة لك أو لقيادتك عسكرية كانت أو سياسية. وعلى الجانب الآخر، لا بد من الحديث عن النفق الآخر الذي برعت سلطة المقاطعة بالوصول إليه ولعل آخره الكشف عن تنظيم تلك السلطة لـ” مهرجان البيرة” في مدينة رام الله وليس في قرية الطيبة كما هو المعتاد، بعدما رفض رئيس بلديتها استضافة المهرجان في القرية عقب رفض شريحة واسعة من أهالي القرية لتنظيمه. المهم في هذا المهرجان أنه شارك فيه عشرات الشابات اليهوديات وتم “استغلالهن جنسيا من الشباب الفلسطيني وهن تحت تأثير الكحول” بحسب إدعاء وسائل الإعلام العبرية!!. ومن جانب آخر، يعلن رئيس سلطة المقاطعة محمود عباس أن التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني وصل لنسبة 100 % والمستهدف هو الفلسطيني لصالح توفير الأمن للمحتل الذي يغتصب أرضنا.. هذا تأكيدا النفق الذي أوصلت إليه سلطة مقاطعة رام الله المواطن الفلسطيني، وهو نفق يجعل رؤوسنا أسفل الوحل، بينما المقاومة الفلسطينية حفرت نفقا بل أنفاقا تجعلنا نرفع رؤوسنا عاليا، ويخرج الآلاف الفلسطينيين يوما ما بفعلها فرحين يتراقصون في شوارع فلسطين احتفاء بتحرير المئات من أبطالنا من داخل سجون العدو الصهيوني كما في صفقة “وفاء الأحرار”. صحيح أن اكتشاف هذا النفق آلمنا، لكن تأكيدا أن الذي حفر نفقا بإمكانه أن يحفر غيره الكثير، ويكفينا نجاح نفق لأداء المهمة من أصل مائة، وقد نقلت صحيفة المجتمع الكويتية في عددها 324 الصادر في العام 1976م عن رئيس وزراء العدو الصهيوني الأسبق “إسحاق رابين” قوله: “إن مشكلة (الشعب اليهودي) هي أن الدين الإسلامي ما زال في طور العدوان والتوسع، وليس مستعدا لقبول أية حلول مع (إسرائيل)، إنه عدونا اللدود الذي يهدد مستقبل (إسرائيل) وشعبها”، لذلك علينا أن نطمئن ما دام في فلسطين غالبية تتخذ من الإسلام منهاج حياة لها رغم التحريض والتشكيك بطرحها من قبل البعض الفلسطيني. ولا يفوتنا كذلك أن نستدل بما يقوله الدكتور محمود الزهار في الصفحة الخمسين بعد المائة الخامسة من كتابه “لا مستقبل بين الأمم”: “إن اليهود الذين يرفضون بإصرار وعناد الاستسلام لحكم التاريخ، يواجهون اليوم شعباً صمد وصبر، وتسلح بدين الله، وتحصن بكلمات الله الطيبة الطاهرة، شعب صمم على أن يكون أداة الله في الحكم على هذه الفئة الضالة، في المواجهة المحتومة، معركة وعد الآخرة، شعب صمم على أن يصحح مسار البشرية، يستجيب لسنن الله، ويملك مفاتيحها”. لذلك ولغيره، فإن شعبا اختاره المولى العلي القدير لأن يعيش على هذه الأرض هو “الشعب الفلسطيني” لن تغمض له عين بإذن الله تعالى دون أن يطرد كل محتل يغتصب أرضه “فلسطين” من بحرها إلى نهرها، عاجلا أو آجلا..