18.57°القدس
18.3°رام الله
17.19°الخليل
23.43°غزة
18.57° القدس
رام الله18.3°
الخليل17.19°
غزة23.43°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: لِسان الحال يُغني عن المقال والسؤال

تفاجأت بسؤال سائقٍ في السيارة، وبائعٍ ماهرٍ في التجارة، وأستاذٍ يجلس على باب العمارة، وآخرين، سألوني: "ألست الكاتب فلان كاتب تلك المقالة؟"، قلت: "نعم"، قالوا: "كتاباتك روعة، لكنها تحتاج إلى بعض "الكياسة والشطارة"، فاسمع نصيحتنا وتحمّلها لآخرها ولا تُلقها بالحجارة، إن أردت أن يكون لك شأن ويُقرأ مقالك في كل بيتٍ وحارة، لا تكن حزبيًّا ولا تهجو أحدًا بما فيه وإن باع أرضه أو دمّر بيته وداره، ولا تُثقِل عليهم بنصحٍ فيشعر الواحد منهم أنه باع وقاره"... فقلت: "الحر تكفيه الإشارة، ولسان الحال يُغني عن المقال والسؤال وأبلغ من أية عبارة، وكل الذي أحكيه لا يَخفى على أحدٍ ولا يخفى على أعمى حمل عكازًا أو لبس نظّارة"، قالوا: "لِمَ لا تتحدث عن الواقع؟!، فدون الله ليس له دافع"، قلت: "صحيحٌ كل ما نرى، وما يومًا عن الباطل أدافع، فلا كهرباء ولا وقود ولا دواء نافع، وليس عندنا حقول نِفطٍ أو آبار غازٍ أو نَوَوي به عن أنفسنا ندافع، وكلٌّ يرمينا بقوسٍ واحدةٍ؛ فلولا كتائبنا ومقاومينا بعد الله ما تغير في أرضنا واقع"، قالوا: "فما الحلُّ؟، وكيف تَقرأ الأحداث في السياسة، ولا وجود لِمن يحمل معنا فأسه؟"... قلت: "نُوَحِّد الجهد ونُعلي للحق أساسه، ونرفض المساس بثابتٍ من ثوابتنا، ولو قُطِعت أيادي الواحد منا أو طار رأسه، ولا نسمح بتفريطٍ أو بتهويدٍ أو بتنسيقٍ، ولا نبيع ذواتنا في سوق النخاسة، وبعدها ندير سفينتنا معًا، ونمنع خرقها مهما كلفنا من ثمن، ونقول للدنيا: اسمعينا فهذا صوتنا، وننزع عن وجوههم لؤمها ولثامها، ها قد توحدنا فارفعوا حصاركم عنا، وأعيدوا لنا _إن استطعتم_ ما سلب منا، وبعدها ننفض غبار الذل من عُربنا، ونصرخ هيا فاسمعوا صوت صراخنا، وأعيدوا مجد حِطّين، فإن لم يكن من الموت بُدٌ فمن العار أن يموت الإنسان جبانًا، وإن لم يكن غير الأسنة مركبًا فما حيلة المضطر إلا ركوبها، فلبوا نداء القدس، لا تخشوا الروم والفرس، وأنيروا محاريبه بسراجٍ يضيء للعرس، لتمحوا بصلاتكم وسجودكم ما حلَّ فيه من رجس، ونهتف في عُربنا: ها قد تآخينا تفاهمنا وأزيح من بيننا النحس، فساهموا معنا ولا يتسلل إليكم اليأس، واقرؤوا بينكم سورة الناس، لتتحصنوا من كل وسواس وخناس، فإن تركونا وحدنا مرةً أخرى فلتشهد الدنيا كلها أن شعبنا لم يَطغَ، ولم يَكذب ولم يَتولَّ، وأنه عنكم جميعًا قد استغنى، وأنه آمن موقنًا أنه إلى الله يومًا الرجعى، وأن ثباتنا هو الأقوى، وأن جهادنا هو الأمضى... ونردد حينها: ما حكَّ جلدك غير ظفرك يا فتى، ونبدأ نُقرِئ شعبنا سورة محمد والقتال، ونشحن أنفسنا بيقينٍ لا يساوره اختلال، ونعد العدة عازمين على النِزال، ونقول: إن جهادنا سيثير نقعًا، بعدما يغير المجاهدون صبحًا، فيدكون حصونهم ويدمرونها تدميرًا، ولا يبقى في سجون القهر أسيرة أو أسير، ونرفع راية التوحيد على القبة والمسرى، فهل بعد هذا النصر من فرحةٍ كبرى؟!"، فردد السائق حينها: "بغير الكد لا تكتسب المعالي، ومن طلب العلا سهر الليالي، ومن رام العلا من غير كد أضاع العمر في طلب المحال".