ضجّت وسائل الإعلام المحليّة والعالمية بخبر عثور الاحتلال الإسرائيلي على نفق بلغ طوله 2.5 كم يمتدّ من شرق محافظة خانيونس في قطاع غزة إلى عمق الأراضي المحتلة، ونشر الاحتلال صوراً وتسجيلات للنفق التي استطاعت المقاومة الفلسطينية حفره وتجهيزه. وأظهرت اللقطات والصور التي عرضها جيش الاحتلال الإسرائيلي نفقاً طويلاً على مستوى عالٍ من التجهيز، ممكن بخرسانة قوية، يستطيع المقاتل أن يسير فيه واقفاً بشكل مريح، فيما يمكن وصفه بأنه "نفق خمس نجوم"، نظراً لأن الأنفاق ذات الأغراض العسكرية عادة ما تكون ضيقة تصعب الحركة فيها بشكل نسبي. التقديرات الإسرائيلية أشارت إلى أن كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة (حماس) هي المسؤولة عن حفر النفق وإعداده، معتبرةً العثور عليه "إنجازاً أمنيّاً كبيراً"، إلا أنه -من وجهة نظر أخرى- "فشل استخباري فادح" للأجهزة الإسرائيلية التي استطاعت المقاومة خداعها والانتهاء من إعداد النفق وتجهيزه بشكل كامل. وقد أثبت الإعلان الإسرائيلي عن اكتشاف نفق المقاومة جديّة التهديدات والوعود التي أطلقتها كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية عن نيتها لأسر واعتقال جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين، كما حدث في صفقة "وفاء الأحرار" التي أفرجت كتائب القسام بموجبها عن 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وقد سارع الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام "أبو عبيدة" فور الإعلان عن كشف النفق على التأكيد بأن "الإرادة المحفورة في عقول وقلوب رجال المقاومة هي أكثر أهمية بكثير من الأنفاق المحفورة في الطين، لأن الأولى تصنع الآلاف من الثانية". [title]"القسام" يعلن مسؤوليته[/title] وقد تبنت كتائب القسام "ضمنيّاً" مسؤوليتها عن إعداد النفق المكتشف وتجهيزه لعمليات أسر واعتقال جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين. وأوضح أبو عبيدة الناطق باسم القسام في تصريحات متلفزة مع فضائية الأقصى مساء أمس الجمعة، أن "النفق الذي اكتشفه العدو مؤخّراً جاء ليؤكّد بوضوح على أن كتائب القسام لا زالت على العهد مع الأسرى". وأضاف "نحتفظ بقضية الأسرى على رأس أولوياتنا، وسنعمل بكل السبل من أجل تحريرهم". وتابع "صفقة وفاء الأحرار لم تكن البداية، لكنها الأكثر إيلاماً للعدو، ولن تكون الأخيرة. وما النفق الأخير إلا بارقة أمل آخري". كما أكّد أبو عبيدة أن كتائب القسام شكّلت مدرسة جديدة في عمليات أسر جنود الاحتلال، مضيفاً "لدينا خبرة متراكمة، ولدينا الكثير مما سنفصح عنه مستقبلاً". ولا تزال آمال أكثر من سبعة آلاف أسير فلسطيني معلّقة بقدرة المقاومة الفلسطينية تنفيذ عمليات أسر واعتقال جنود إسرائيليين لإجبار المحتلّ الإسرائيلي على الإفراج عنهم، حتى يتحقق الحلم الفلسطيني بتبييض السجون الإسرائيلية من المعتقلين الفلسطينيين.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.