18.57°القدس
18.3°رام الله
17.19°الخليل
23.43°غزة
18.57° القدس
رام الله18.3°
الخليل17.19°
غزة23.43°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: يا مهون العرس

* الزواج :هل نتقدم نحو الأسوأ؟! كان زواج ابن الخامسة عشرة سنة من ابنة الرابعة عشرة في غزة حدثا مستغربا حتى بالنسبة للمتدينين الذين يؤيدون الزواج المبكر في ظل ازدياد الحرام والمغريات وسهولة وقوع الشباب فيها وضرورة التحصين والإعفاف! وسبب الاستغراب أن النضوج العقلي في زمننا هذا للجنسين أصبح يتأخر الى العقد الثاني من العمر على أقل تقدير، وهذان العريسان لا يمكن أن يصنفا سوى في عمر الأطفال، وزواجهما ليس الا لعبة بيت بيوت التي يلعبها الصغار تمثيلا للحياة الأسرية! ولم تقصر المؤسسات النسوية ومنظمات المجتمع المدني التي تحمل الفكر التغريبي والأممي في اتخاذ الحدث ذريعة لنقد الاسلام والعرب فيما يخص الزواج، وإطلاق أقبح التهم كزواج القاصرين واغتصاب القاصرات والإساءة الجنسية للأطفال! ولا ألومهم بقدر ما ألوم من فتح لهم المجال واسعا لتسليط الضوء على حدث لا يمثل حالة عامة إطلاقا في مجتمعاتنا، وإنما ممارسات فردية «شاذة» عن القاعدة، فمجتمعاتنا تعاني من ارتفاع سن الزواج والعنوسة لا من حالات الزواج المبكر! الاستطاعة التي حددها الحديث الشريف كشرط للزواج «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج»، ليست فقط قدرة جسدية وجنسية على الزواج؛ فتلك قد يملكها المرء بمجرد البلوغ الذي لا يتجاوز سنه السنة الثالثة عشرة، وإنما استطاعة نفسية وعقلية وقدرة اجتماعية واقتصادية على مواجهة تبعات الزواج، التي تزداد ثقلا في ظل الظروف الحالية، كما تحتاج الى النهوض بأعباء تكوين أسرة وإنجاب أولاد يعول عليهم ألا يكونوا فقط أرقاما في هويات مواطنة، أو هويات لجوء أو دفاتر إعانة وأغاثة بل لبنة في بناء أوطانهم وتحريرها. وإذا كان القرآن قد حدد سن بلوغ الأشد واكتمال النضوج بالأربعين «حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة»؛ فإن نصف هذا العمر على الأقل هو مرحلة وسط في رحلة النضوج وتحمل المسؤوليات، والتبريرات الاقتصادية التي صاحبت الزواج من كون الزوجين سيستفيدان من المعونة المالية للأسر المتزوجة عذر أقبح من ذنب؛ فالمقامرة بحياة ومستقبل أطفال وأفراد وأسر لأجل دراهم معدودة يدل على انتكاسة القيم فينا، وتدهور نظرتنا الى الزواج كآية من آيات الله، ومشروع حياة وخلافة وإعمار للأرض وباب الى الجنة! وأنا أنظر لصورة الطفلين، والتي يفترض أنها صورة العرس، حزنت عليهما وتذكرت الطفل الغزي الذي ذاع صيته بعد مقابلته مع الجزيرة أثناء الحرب على غزة، أحمد زايد عوض، والذي كان جل شكواه من الحرب أنه لا يستطيع حضور برامج الأطفال؛ فالتلفاز لا يعرض الا صور تشييع الجنازات والدمار وعلق قائلا «هاي حياة هاي؟!» لا حكمة من حرق المراحل العمرية للانسان والتسريع فيها دون الاستفادة منها والحرب في بلادنا المحتلة والفساد في بلادنا الأخرى ينتهك الطفولة على الدوام، فلا يجب أن نزيدها على الأطفال بممارساتنا التي تغتال طفولتهم. إن الحياة في ظل الحرب تحد بحد ذاته، والصمود معجزة، وقد عودنا أهل غزة أنهم يطوعون الظروف نحو الأحسن ولا تطوعهم نحو الأسوأ، وأن جزءا من جهادهم هو ليعيش الأطفال وتعيش الأجيال القادمة في دعة وحرية واستقرار، وذلك لا يكون باللجوء الى القرارات المؤلمة وقت الحاجة، فحفظ الأطفال والقيم هو جزء من استثمارنا في المستقبل. * جداتنا والزواج الفتاة: تيتا باركيلي طلعلي ماجستير في الجامعة. الجدة: يا بنتي بلا ماجستير بلا هم شوفيلك عريس واتزوجي أحسنلك شوبدها تنفعك كثرة الشهادات؟! الفتاة: ما هوالعريس المناسب ما إجى لسه. الجدة: وكل هالشباب اللي بتشتغلي معهم فش فيهم حد مناسب شوفيلك واحد منهم وزبطيه زي البنات ما بعملوا. هناك ارتج على الفتاة وارتج علي وما بين الضحك والاستغراب من موقف الجدة تذكرت أن لو كانت الجدة أيام البلاد، كان طخوها على موقفها هذا ومناداتها «بالتزبيط» في مجتمع كان لا يرى العريس عروسه الا ليلة العرس! الأسئلة والملاحظات كثيرة في هذا الموقف؛ فالجدة لم تعتبر العلم استثمارا وفرصة وكمالا وظلت تعتقد أن حفيدتها تعاني من النقص، ويجب أن تحزن على نفسها وتشد حيلها وتحتال لاصطياد وتزبيط الشاب المناسب؟ لم تر الجدة ولا أغلب مجتمعنا شهادة الماجستير مهمة كشهادة الزواج، واستثمارا لوقت فراغ هذه الأنثى بالمفيد لها وللمجتمع بدل وضع اليد على الخد حزنا في انتظار الفارس على الحصان الأبيض، أو السعي وراءه بكل الوسائل والدخول في دوامة التزبيط التي يبحث فيها «المُزَبّطون» عن عروس المولد وعارضة أزياء ولا بأس أن كان معها دين وأخلاق!!! نستضعف ونمتهن ونظلم إناثنا عندما نشعرهن بالنقص في حال عدم الزواج أوتأخره؛ وذلك لقلة الإيمان أولا بالنصيب والقدر والرزق المقسوم، والزواج منه، وظنا أن الاحتيال والفهلوة قد يغير الأقدار أويسرعها! الزواج شيء عظيم ولكنه بالتأكيد وسيلة وليس غاية وليس قمة الطموح ولا بلوغ الأرب، ويمكن للفتاة أن تسعى في دروب الكمال وتحيا حياة طيبة اذا لم يتحقق؛ فالهدف الأسمى هو رضى الله والجنة وهذان لم يحصرهما الله على المتزوجين دون غيرهم. تحصيل العلم شيء عظيم والعمل بالعلم شيء أعظم، وفي انتظار قرة عين من نوع خاص تحصل بالزواج، لا ينبغي أن نجحد نعم الله علينا، وما فتحه لنا من أبواب النفع والمنفعة ونعطلها ونوقفها في انتظار قدر لا نملكه... والفتاة كما الشاب يجب أن يبحثا عن الكفاءة؛ فقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنكحوا الأكفاء وأنكحوا اليهم» والكفاءة أهم وأعم من التساوي؛ فهي تكامل بين الزوجين من الممكن حقا وصدقا أن يوصل الى حالة النفس الواحدة التي ذكرها القرآن كآية وميزة من مزايا الزواج «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها» «جعل لكم من أنفسكم أزواجا». كتب احدهم في معايير حسن اختيار شريك وشريكة الحياة دعابة فيها الكثير من المصداقية جاء فيها» شاب بسأل صديقه: شو أهم صفات البنت اللي بدك توخذها؟ جاوبه: بدي إياها لما ييجو اليهود عالبيت في الليل يعتقلوا حدا تسألني: جايين مشانك واللا مشاني؟! وجاء في النسخة المصرية « أما تروح تخطب أول حاجة تسألها للعروس: ثورة دي واللا انقلاب؟! فإذا جاوبتك انقلاب خليك قاعد وتابع واللا قول يا فكيك». كانت جدتي تقول «يا مهون العرس لولا طقاطيقه» أي أن إقامة العرس هي أسهل ما في الزواج، الا أن ما يسبقه وما يتخلله هوما يوصل الى الفرحة الحقيقية التي لا تدوم لساعتين فقط بل تكون ضمانة بإذن الله لعمر بأكمله. لا تحضروا الفرس قبل الفارس فما زلنا بحاجة لكثير من التربية على قدسية الزواج والأسرة حتى نصل الى مرحلة العرس والإتمام.