مرت الأيام الماضية على نفسي ونفس الشعب الفلسطيني كأيام الأعياد بل وأكثر, لم أرى فيها "بوزاً ملتوياً", أو" سائقا غاضباً", أو "حقدًا مختفياً" أو" بائع فلافل مهموما" أو "بائعاً قرفاناً", وارتفعت أسهم التهاني والوحدة بشكل كبير خلال الأيام الماضية مع انخفاض واضح لأسهم الانقسام والتوتر في بورصة الوطنية. الحدث الأكبر منذ عشرات السنوات غطى على جملة التوافه التي كانت تثير المشاكل والاقتتال والزهق والملل لدي الفلسطينيين, بعدما وجدوا ما يشغلهم بفرحهم. وفي لذة الحدث انقلب الجميع لمحللين سياسيين, ومتابعين للشأن الصهيوني بحذافيره, فبائع الفلافل ذاك و هو يلقي "بالأقراص" داخل الزيت "المتفرقع" حرارة, وعنفواناً, يعض على أسنانه قائلاً للزبائن: "إسرائيل مهبولة من الصفقة, والله ركعت", وعزيزي "الحلاق" يحدث "المحلوق لهم" عن تصريحات نتنياهو, وداغان, وباراك, وليفيني, فتشعر أنك تجلس أمام أحد كبار أساتذة السياسة في الجامعات العبرية. عامل من عمال "الأراضي المحتلة" القدامى, قاطع حديث بائع "الجوافة" ليرشقه بجملة من التصريحات والحقائق التي نشرتها الصحف الاسرائيلية, قالت يديعوت, أشارت هآرتس, أكدت معاريف. أما الحدث الأهم والأكبر فهو "حديث التهاني".... الجميع بلا استثناء يريد تهنئة الأسرى بالإفراج "الفصائل الفلسطينية, والجامعات, والشخصيات البارزة والغير بارزة, ملحمة "أبوثائر" تهنئ الأسرى, سوبر ماركت "الوطن" يهنئ الأسرى, مطعم " فولفو" يهنئ الأسرى, "جوال" تهنئ الأسرى, عيادة الدكتور "..." للعقم وأطفال الأنابيب تهنئ الأسرى, والأسرى وعوائلهم يهنئون بعضهم, خال الأسير, وعم الأسير, وابنة عمه, وجاره, وصهره, ونجله, وجده وجدته, وأنا شخصياً أهنئ الأسرى. يكفي حزناً, كل يوم تمر علينا ذكرى حزينة ومؤلمة, تتفرع من حرب, أو مجزرة, أو شهيد أو جريح أو "طلاق" أو "خازوق" تخوزقناه في تجارة أو مشروع فاشل......لن تجد يوماً يخلوا منها, لنترك لأيام الفرح الماضية أن تتغلغل في مشاعرنا ووجداننا, ولنحيى الفرح بين هؤلاء الأبطال .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.