18.57°القدس
18.3°رام الله
17.19°الخليل
23.43°غزة
18.57° القدس
رام الله18.3°
الخليل17.19°
غزة23.43°
الإثنين 14 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

خبر: وحدة جهود اللاجئين

تعد قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة القضية المركزية للشعب الفلسطيني؛ لأنها تمس حياة وحقوق ومستقبل أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني، وهي قضية موضع اتفاق وإجماع فلسطيني، ومن أجلها أسست عشرات المنظمات والمؤسسات والهيئات الرامية إلى تعزيز حق العودة والمطالبة بحقوق اللاجئين. لقد أمضت معظم هذه المؤسسات سنوات طويلة من عمرها وهي تعمل لتحقيق أهدافها العادلة، لكن الحصيلة لا تكاد تكون ملموسة، ذلك لأن المؤامرة الدولية على اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة تتضافر فيها جهود دول عظمى، ودول عربية، ومنظمات دولية وإقليمية، فضلًا عن جهود العدو الصهيوني المنظمة والمدعومة بقوة، ولأن إمكانات كل مؤسسة فلسطينية منفردة هي إمكانات ضعيفة جدًّا حتى أصبح عمل معظم منظمات اللاجئين شكليًّا، ومن أجل القول إننا نعمل لقضيتنا. إن النيات الحسنة التي تنطلق منها منظمات العودة واللاجئين عبر العالم لا تغير من حقيقة ضعف الأداء الفلسطيني على المستويات كافة تجاه قضية اللاجئين وحق العودة، وذلك للأسباب التالية: 1- معظم مؤسسات اللاجئين ذات خلفيات فصائلية وأيديولوجية تضعها في حالة تنافسية مع مثيلاتها، الأمر الذي يصعب معه توحيد وتكثيف الجهود لاعتبارات فصائلية وفكرية. 2- كثير من هذه المؤسسات أسست بسبب وجود شخص مؤسِّس أو أكثر، وحافظ هؤلاء على وجودهم على رأس هذه المؤسسات ممتنعين عن الانخراط في عمل مشترك مع مؤسسات أخرى؛ حرصًا على استمرار تسليط الأضواء عليهم، وتلبية لتطلعاتهم الذاتية. وقد ماتت بعض هذه المؤسسات بموت مؤسسيها. 3- في منظمة التحرير الفلسطينية دائرة لشئون اللاجئين يرأسها عضو لجنة تنفيذية في المنظمة، لكن هذه الدائرة لا تقود أي عمل تنسيقي أو وحدوي بين منظمات العودة، ولا تدعم هذه المنظمات، ولا تتعاطى مع مشاريع وحدوية تقدمها فصائل فلسطينية أو منظمات مستقلة تعمل في خدمة قضايا اللاجئين والعودة، وبذلك غدت هذه الدائرة جزءًا من المشكلة بدلًا من أن تكون جزءًا من الحل. 4- فصائل فلسطينية عدة أسست بداخلها دوائر لمتابعة قضية اللاجئين، ووضعت بتصرفها إمكانات ضحلة جدًّا، يصعب معها التصديق بحرص هذا الفصيل على قضية اللاجئين والعودة بقدر حرصه على الشكل دون الجوهر. 5- جمعيات ومؤسسات أسست في بعض دول الشتات بهدف الحفاظ على ذاكرة أبنائها من الاندثار، فتقوم بفعاليات تستهدف جاليتها فقط، وهي لا تطمح إلى أبعد من ذلك، ولذلك لا تفكر في الانخراط في عمل وحدوي مع مؤسسات مشابهة في بلاد العالم، فتظل إمكاناتها ضعيفة ومعزولة ولا تحقق الأهداف الكبرى للاجئين. 6- بعض رؤساء منظمات اللاجئين والعودة يبحثون عن أمجاد شخصية يحققونها انطلاقًا من مؤسساتهم، ويخشون أن يؤدي أي عمل وحدوي مع المؤسسات المشابهة إلى تراجع دورهم القيادي، أو انصراف الأضواء إلى غيرهم، وهم بهذا التفكير يقدمون مصالح شخصية ضيقة جدًّا على حساب القضية المركزية للشعب الفلسطيني التي انبروا للدفاع عنها شكلًا، ولذلك بقيت جهودهم سطحية وغير مؤثِّرة. 7- بعض المؤسسات نشأت من أجل الحصول على تمويل أجنبي أو عربي، وهي تتظاهر بتبنيها لقضية اللاجئين، لكنها مستعدة إلى بيعها عند أول ألف دولار تأتيها مشروطة من جهة ما، ولاشك أن هذه المؤسسات ترفض العمل الوحدوي لتحافظ على مصالحها الضيقة جدًّا، وتبرر ذلك بمبررات فصائلية أو وطنية، وتزايد على الوطنيين. إن علة العمل الفلسطيني من أجل العودة هي في حقيقة الأمر في ضعف واهتراء منظمة التحرير الفلسطينية، وانغلاقها على تمثيل فصيل رئيس واحد يسيطر عليها، وتبنيها أهدافًا خارجة عن الإجماع الوطني، إذ اعترفت بأراضي اللاجئين أنها أراضٍ لـ(إسرائيل)، وتتبنى فكرة حل يُتفق عليه بشأن قضية اللاجئين؛ فهل نقف جامدين أمام تعقيدات هذه الحالة وننتظر تفعيل منظمة التحرير ضمن توافق وطني؟، أم نسعى إلى لملمة الجهود الفلسطينية العاملة في خدمة اللاجئين وحق العودة بما تيسر من وسائل التنسيق والتحالف والوحدة، إلى أن يأتي يوم يلتئم فيه شمل الفلسطينيين في بيت وطني؟ إن كل صاحب نظرة دينامية، متحررة من العقد النفسية والحزبية والأيدولوجية والمصلحية مؤكد أنه سيختار الخيار الثاني، وهذا ما يجب أن نعمل عليه؛ فهل من مشارك؟